تتميز مصر بالتنوع الثقافي ، وقد انعكس هذا التنوع في تعدد المتاحف، فبينما يبرز المتحف المصري كأشهر المتاحف ، نظرًا للتراث الذى تركه جدودنا المصريون القدماء من آثار، شملتْ كافة مناحى الحياة، من تماثيل وأثاث وملابس وأدوات الزينة وآلات العمل والحلى إلخ فقد تجاور معه المتحف (القبطى) الذى يضم بعض الآثار الدالة على الديانة المسيحية ، وإنْ كان الأسم يلتبس في معناه (وفق علم اللغويات) مع اسم مصر إذْ أنّ (قبطى = مصرى)، ثم يأتى المتحف الإسلامى الذى يضم بعض الآثار الدالة على الإسلام فى مصر. ونظرًا لعمق مصر الحضارى فقد تنوّعتْ المتاحف لتشمل (المتحف الزراعى) ، (متحف بيت الأمة) و(متحف التعليم) ، (متحف طبقات الأرض) الذى اهتم بالتعريف بالتربة المصرية والصخور والمعادن وبه حوالى 20 ألف عينة جيولوجية. و(المتحف الحربى) إلخ على النحو الموضح تفصيلا فيما يلى :
المتحف المصري : وكان اسمه فى البداية (متحف الآثار المصرية) ويرجع تاريخ إنشائه إلى عام 1858حيث بدأ عالم الآثار (ماريت) تكوين نواته الأولى ببولاق وسُمى (متحف بولاق) عام 1863وظلّ فى مكانه حتى عام 1891وبعد أنْ تكاثرتْ الآثار تم نقلها إلى قصر إسماعيل باشا بالجزيرة عام 1902(وفق ما جاء بالموسوعة العربية المُيسرة)حيث تم نقل الآثار إلى المتحف الحالى بميدان التحرير، بينما يرى أ. شحاتة عيسى إبراهيم فى كتابه (القاهرة) أنّ البناء تم فى عام 1900والافتتاح فى 15نوفمبر1901وأنّ من أشرف على جمع الآثار العالِم ماريت بتكليف من سعيد باشا سنة 1858ثم من إسماعيل باشا عام 1863 وتعاون كل من العالِم ماسبيرو وأحمد باشا كمال على تنظيم الآثار. ومساحة المبنى 13600مترًا مربعًا. وأشرف على تصميم المتحف وبنائه المهندس المعمارى (مارسيل دورينون).
المتحف القبطى : الموجود حاليًا فى حى مصر القديمة. وتم بناؤه داخل حصن بابليونالرومانى . ويرجع تاريخ تجميع مجموعته الآثارية إلى جهود مرقص باشا سميكه عام 1908ثم صدر مرسوم بإلحاق المتحف بأملاك الدولة عام 1931والمتحف يشمل الأقسام التالية (1) قسم الأحجار والرسوم الجصية (2) قسم تطور الكتابة القبطية والمخطوطات (3) قسم الأقمشة والمنسوجات (4) قسم العاج والأيقونات (5) قسم الأخشاب (6) قسم المعادن (7) قسم الفخار والزجاج. والمتحف به مكتبة تضم بعض المخطوطات الدينية النادرة. والمكتبة تضم 5300 مجلدًا منها نحو1500مخطوط باللغات القبطية والعربية واليونانية.
المتحف الإسلامى : وكان اسمه فى البداية (دار الآثار العربية) وكانت نواته الأولى مسجد الحاكم عام 1883وكتب أول دليل له المهندس (هرتس بك) عام 1895ثم تم نقله إلى المتحف الحالى بباب الخلق عام 1903. وقام الآثاريون المصريون والأجانب بالتنقيب فى مدينة الفسفاط فاكتشفوا العديد من الآثار التى تم ضمها للمتحف ، وبه مجموعة نادرة من الخشب والمعادن والجص والخزف والبلور والمنسوجات والسجاد خاصة مجموعة (المشكاوات) الزجاجية المملوكية التى لا نظير لها فى العالم كله. ويرى كثيرون من العلماء أنّ تلك الآثار يرجع الفضل فيها إلى الفنانين والحرفيين المصريين (مسيحيين ومسلمين) لأنهم نقلوا خبرة جدودهم المصريين القدماء فى الفن ، ولعلّ أبرز مثال على ذلك أنّ المشربيات داخل المتحف بأعلاها أشكال هندسية على شكل صُلبان صغيرة. وهذا المتحف العريق تعرّض لهجوم من الإرهابيين الإسلاميين فى أول ينابر2014فأصابه التخريب والدمار. ويوجد بجامعة القاهرة- كلية الآداب متحف يضم العديد من التحف من بعض الدول الإسلامية والمصنوعة ما بين القرنيْن 18، 19 الميلادييْن.
متحف جاير أندرسون : وهذا المتحف يوجد بالقرب من جامع ابن طولون بحى السيدة زينب بالقاهرة. وجاير أندرسون هو أحد ضباط الاحتلال الإنجليزى وله اهتمام بجمع التحف . والمتحف كان عبارة عن منزل ملك محمد ابن الحاج سالم الجزار المعروف بمنزل الجريتلية. وكان بناؤه فى عام 1632م وتوارثته الأجيال ليُعرف فى النهاية بمنزل آمنة بنت سالم ثم استأجره جاير أندرسون عام 1935الذى وضع فيه مقتنياته النادرة.
متحف سعد زغلول : وهو المعروف باسم (بيت الأمة) أى البيت الذى عاش فيه سعد مع زوجته السيدة صفية. سعد من مواليد 1860 ومات فى عام 1927وتم دفنه مؤقتــًا بمدافن الإمام الشافعى . ثم قرّرت حكومة عبد الخالق باشا ثروت إقامة ضريح يضم جثمانه على أنْ تتحمل الحكومة المصرية جميع النفقات ، وأنْ يكون الضريح على طراز الفن المصرى القديم. واكتمل البناء فى عهد وزارة إسماعيل صدقى عام 1931. واقترحإسماعيل صدقى أنْ يضم الضريح جثث السياسيين المصريين ، ولكن السيدة صفية رفضتْ بشدة هذا الاقتراح . وفى عام 36فى حكومة مصطفى النحاس طلبتْ أم المصريين (صفية زغلول) نقل جثمان سعد من الإمام الشافعى إلى ضريحه الكائن حاليًا بشارع الفلكى . وحدّد النحاس باشا يوم 19/6/36 للاحتفال بنقله وتم حمل النعش على عربة عسكرية تجرها 8 خيول . قام بتصميم الضريح المهندس المعمارى مصطفى فهمى. وتـُقدّر المساحة الاجمالية 4815مترًا مربعًا والضريح يحتل مساحة 650مترًا مربعًا ويرتفع حوالى 26 مترًا على أعمدة من رخام الجرانيت وحوائطه من الحجر. وله بابان أحدهما يطل على شارع منصور، والآخر يطل على شارع الفلكى . وتـُغطى حوائط المبنى من الخارج والداخل طبقة من رخام الجرانيت بارتفاع 255مترًا ويُحاط الضريح بدرابزين من النحاس والكرستال.
أما متحف (بيت الأمة) فيقع فى شارع سعد زغلول المُتفرع من شارع قصر العينىبجوار الضريح . والمتحف يضم مقتنيات سعد كما كانت فى حياته. مثل الأثاث والمكاتب والمقاعد وغرفة الطعام التى تحتوى على أدوات الطعام والفضيات وعددًا من الأكواب عليهاصورة سعد كانت هدية من بعض محبيه. وقد تم تجديد المتحف وافتتاحه للجمهور يوم 16 يناير 2003.
المتاحف العلمية (1) متحف التعليم ويقع فى شارع إسماعيل أباظة بالقاهرة. ويشمل العديد من الوثائق والسجلات الخاصة بالتعليم . والكتب المُقرّرة على الطلبة. ونماذج من الأدوات الدراسية المُستخدمة فى مختلف العهود. ومُقسّم حسب العصور. وبه 17قسم عن التعليم (2) متحف الحيوان بجنينة الحيوانات بالجيزة ويشتمل على (القسم العلمى) ويحتوى مجموعات من الطيور المصرية. وقسم (المعروضات) ويضم بعض الهياكل العظمية للثدييات المصرية والزواحف والأسماك والطيور المصرية المُحنطة (4) متحف الرى بالقناطر الخيرية. ويشتمل على نماذج لجميع أعمال الرى والصرف بمصر والسودان. ونماذج لأعمال الرى الصناعية من خزانات وقناطر وكبارى وغيرها (5) متحف القطن داخل مبانى الجمعية الزراعية بالجزيرة. وبه تعريف بأهمية دور القطن المصرى وتاريخ زراعته وصناعته. ويتميز بالصور والنماذج المُجسّمة وأشرطة السينما واللوحات الاحصائية.
المتحف الحربى : بالقلعة وبه نماذج من الملابس والأسلحة والخرائط وأشهر المواقع الحربية التى حدثت فى عصور التاريخ المختلفة وخاصة فى مصر. وبه مكتبة تضم آلاف الكتب بالعربية وباللغات الأوروبية.
متحف الحضارة المصرية : بالسراى الكبرى بالجزيرة وهدفه إظهار وحدة التاريخ ووحدة حضارة وادى النيل. وإبراز كل عصر بطابعه الخاص. وينقسم إلى 9 أقسام ابتداءً من عصر ما قبل التاريخ حتى العصر الحديث وأهم الأحداث التاريخية.
متحف البريد بالعتبة : وبه كل ما له علاقة بالبريد قديمًا وحديثا من طوابع وأدوات حمل البريد ونماذج لعربات البريد وصور للحمام الزاجل وبواخر نقل البريد .
المتحف الزراعى : ومقره بالدقى وهدفه التعريف بنشأة الزراعة المصرية والمحاصيل التى تنتجها التربة المصرية. وطرق الرى والصرف وأشهر الزراعات بالمحافظات المختلفة.والمتحف ينقسم إلى خمسة أقسام : قسم الزراعة المصرية القديمة، وقسم المملكة النباتية، وقسم المملكة الحيوانية ، وقسم المجموعات النباتية ، قسم التصوير وقسم الصيانة.
متحف السكك الحديدية : ويوجد داخل مبنى محطة مصر بميدان رمسيس. وبه تعريف بوسائل النقل القديمة والحديثة. وبه أكثر من 600نموذج تم تصنيع معظمها بورش مصلحة السكك الحديدية. كما حصل المتحف على عدد من النماذج للسكك الحديدية الأجنبية.
متحف الفن الحديث : بشارع قصر النيل داخل حرم دار الأوبرا الجديدة. وبه العديد من نماذج الفنانين التشكيليين المصريين المعاصرين. ومكتبة عن الفن التشكيلى.
هذا بالإضافة إلى المتاحف داخل القصور مثل متحف (قصر عابدين) بميدان الجمهورية. ومتحف (قصر الجوهرة) بالقلعة. أما (استراحة الهرم) فهى بالقرب من الهرم الأكبر. وجاء تصميمها على طراز الفن المصرى القديم ، خاصة على نسق المعابد المصرية. وتم تحلية جدرانها برسوم ترمز للفن المصرى القديم مثل مناظر الصيد. أما الأثاث فجاء مماثلا لأثاث الملك توت – عنخ – آمون.
المصادر :
• الموسوعة العربية الميسرة – الطبعة الأولى – عام 1965.
• عبد الرحمن الرافعى خاصة كتابه عن عصر إسماعيل .
• على باشا مبارك (الخطط التوفيقية)
• كتاب (القاهرة) تأليف شحاتة عيسى إبراهيم- مكتبة الأسرة عام 99.