دعت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو”، الدول العربية إلى مواصلة جهودها نحو ابتكارات تساعد على تخطي أزمة ندرة المياه، في إطار جهودها لمواجهة تحديات تغير المناخ.
وأوضح جوزيه غرازيانو دا سيلفا، ضرورة تعزيز طرق الزراعة وإنتاج الغذاء بصورة عامة وصولا إلى استخدام كميات مياه أقل بكفاءة أكبر، مشيرا إلى أن النمو السكاني وآثار تغير المناخ سيؤدي إلى زيادة الضغط على مدى توفر المياه في المستقبل القريب فيما يشكل تغير المناخ مخاطر كبيرة جدا.
ودعا المسؤول الأممي إلى ضرورة وضع المزارعين والأسر الريفية في قلب الاستراتيجيات المتعلقة بمواجهة ندرة المياه، موضحا أنه لا يكفي تشجيعهم على تبني تقنيات زراعية أكثر فعالية فقط بل يجب ضمان حصولهم على مياه الشرب.
يُذكر أن منظمة “الفاو” أطلقت خلال عام 2013 ــ بالتعاون مع جامعة الدول العربية ــ مبادرة إقليمية بشأن ندرة المياه في المنطقة بهدف دعم تنسيق الإستراتيجية التعاونية الإقليمية.
وتستهلك الزراعة في المنطقة حوالي 80 % من عمليات سحب المياه العذبة وتصل ذروتها إلى أكثر من 90 % في عدد من الدول ومن بينها اليمن وسوريا مما يجعل تبني ممارسات مستدامة وفاعلة لإدارة المياه في الزراعة ضروريا لتحقيق هدف القضاء على الجوع.
ويبلغ معدل نصيب الفرد من المياه المتجددة في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا حوالي 600 متر مكعب للفرد في السنة أي 10 % فقط من المعدل العالمي وانخفضت النسبة في بعض الدول إلى 100 متر مكعب فقط.. فيما أدى الاستهلاك غير المقيد للمياه في الزراعة في المنطقة إلى الإفراط في سحب المياه الجوفية وتدهور التربة وزيادة ملوحتها.
ويتوقع أن يفاقم التغير المناخي هذه الأوضاع وسيكون قطاع الزراعة الأكثر تضررا، كما يؤدي تكرار موجات الحر الشديد وانخفاض هطول الأمطار إلى تراجع مواسم الزراعة.