يا لغنى المسيحيين بقوة الروح القدس ،
كم تجلت هذه القوة على مدى تاريخ الكنيسة من يوم ميلادها -يوم الخمسين- وبنعمة الله الى الابد. بطرس الصياد الذي كانت عضلاته أقرب إليه من عقله ومن الحجة والمنطق كما حدث ساعة ان استل سيفه في البستان، نراه يفتن ٣٠٠٠ نفس بعظة لا تتجاوز مدتها عشر دقائق وتحمل فكراً غاية في العمق والمنطقالمقنع.. بطرس الذى رأيناه فى ساعة ضعفه لعن واقسم انه لا يعرف الرجل – متخوفا أن يذكر اسم يسوع المسيح، نراه بعد أن امتلأ من قوة الروح القدس يعلن على الملأ وأمام من خاف من جبروتهم و بطشهم “ايها الرجال الإسرائيليون اسمعوا هذه الأقوال فليعلم يقينا جميع بيت اسرائيل ان الله جعل يسوع هذا الذي صلبتموه انتم ربا و مسيحا” ( اع: 36 2 )
وتكلم مسوقا من الروح القدس فكانت كلماته حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين وخارقة إلى مفرق النفس والروح، فنخس الحاضرون فى قلوبهم.
وإلى يومنا هذا وإلى منتهى الأعوام ستظل شهادة الروح القدس غنية قوية غالبة في الرب يسوع أولاً مثلما تجلت في سلسلة عصور المسيحية وأقربها في شهداء سمالوط بليبيا وفى شهداء المنيا بل وفي المعترفين في كل بقاع الأرض الذين يقبلون كل يوم سلب أموالهم وكرامتهم بفرح حاسبين عار المسيح غنى أعظم من كل كنوز مصر لأنهم ينظرون إلى المجازاة ( عب: 26 11)
فما نلناه في سر الميرون هو موهبة لا تقدر بأموال العالم ولا تساويها دراهم سيمون الساحر ولا العالم كله، فهو سر قوتنا، كل وعود الله لنا وعمله الذي تممه لأجلنا ننالها بالروح القدس وهو العامل فى كل أسرار الكنيسة “يأخذ مما لى ويخبركم” هو الصديق المعزى المعين المرافق لنا على الدوام ليل نهار بل وأكيد من هذا ماكث معنا وفينا “انا اطلب من الآب فيعطيكم معزيا آخر ليمكث معكم إلى الابد روح الحق الذي لا يستطيع العالم ان يقبله لأنه لا يراه و لا يعرفه وأما انتم فتعرفونه لأنه ماكث معكم و فيكم” (يو ١٦: ١٤ ) .