قام نيافة الحبر الجليل الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة بزيارة أسر شهداء قرية دير الجرنوس الذين استشهدوا فى مذبحة دير انبا صموئيل ، ومساندتهم ، ولسماع أرائهم ودراسة احتياجاتهم، ومن بين أسر الشهداء هناك ، طفلين أراد الله نجاتهما ليكونا شاهدين على الأحداث، وهما “ماركو عايد حبيب وأخيه مينا عايد أبناء الشهيد عايد حبيب تاوضروس” بقرية دير الجرنوس مركز مغاغة.
قال لنا الابن الأكبر (ماركو) أنا وأخي مينا كنا مع والدنا الشهيد عايد حبيب، وبقية شهداء قرية دير الجرنوس ، والشهيدين جرجس وكيرلس محروس جرجس من قرية الشيخ زياد مركز مغاغة، اللذان ركبا معهم السيارة الربع نقل ، من على المدق ، متجهين إلى دير الأنبا صموئيل ، وفوجئنا بالإرهابيين قطعوا علينا الطريق بالسلاح الآلي ، ورأينا أمامنا على الطريق الشهداء الملقى جثامينهم على الأرض، والمصابين الذين يصرخون ويستنجدون من شدة ما حدث.
روى لنا الابن ماركو أن الإرهابيين طلبوا من والده ، صاحب وسائق السيارة ، إظهار البطاقة الشخصية تحت تهديد السلاح ، فأعطى لهم البطاقة فلما قرأوا الاسم والديانة بالبطاقة قالوا له أأنت مسيحي؟ فقال نعم أنا مسيحي ، وعندما طلبوا أن يُنكر إيمانه ويقول الشهادتين ، فرفض بشدة متمسكاً بإيمانه قائلاً: أنا ولدت مسيحياً ، وعشت مسيحياً ، وسأموت مسيحياً، فقتلوه بالرصاص وهكذا بقية الرجال الذين معه، المتمسكين بإيمانهم وعددهم ثمانية أشخاص غيره اغتالوهم كذلك.
أما عن لماذا لم يستشهدا ماركو ومينا مع بقية الشهداء، الذين كانوا معهم في السيارة فهذا يرجع إلى الحفظ الإلهي لهما ، ليكونا هناك شهوداً على الأحداث تقر بما حدث.
ذكر الأبن الأكبر ماركو أنه كان هناك قائد للإرهابيين يوجههم نحو من يقتل الأشخاص، وعندما جاء الدور على الطفلين للقتل ، قال القائد لحاملي السلاح: لا تقتلا هذين الطفلين بل اتركوهما لكي يذهبا ويقصا للنصارى ما حدث لذويهم لأبنائهم وبناتهم وأطفالهم، وبالطبع يقصد القتل والتعذيب والتنكيل والنهب والسلب.
بعدها أخذ ماركو موبايل والده من جيبه ، وهو ملقى على الأرض مقتولاً ، وقاد السيارة ، وهذه كانت المرة الأولى التي يقود فيها سيارة ، وخرج بها على الطريق لوجود شبكة اتصالات، واتصل بأهله حتى يحضروا.
رافق الأنبا أغاثون فى زيارته للقرية القمص برنابا أسحق ، والقمص أغاثون طلعت ، وأيضاً أثنان من الآباء الكهنة ، القس أبانوب شحاتة كاهن الشباب ، والقس صموئيل سامي سكرتير المطرانية