تاريخ الكنائس المصرية شاهدًا على الكثير، علي إيمان أولادها الذين ومازالوا يرونها بدمائهم وعلي تاريخ عصيب كان ولازال فى طريق بنائها، حتى صمدت وشمخت وعلت فوق كل الصعوبات
تاريخ كنيسة العذراء بالفجالة واحدًا من هؤلاء، وهو ما سرده لنا المؤرخ القبطى أبرام راجى ومؤسس صفحة تاريخ الأقباط المنسي فيقول عن كنيسة العذراء بالفجالة : هى أول كنيسة بنيت فى القاهرة فى العصر الحديث بعد الكنيسة المرقسيةالتى بنيت عام ١٨٠٠ ميلاديًا
كانت الفجالة في عهد محمد علي باشا أرضًا لزراعة الفجل ولم يكن أحد يستطيع إجتيازها بعد الغروب، ولما أتخذ عباس باشا الأول حي العباسية مقرًّا له كثر عدد قاصديها عن طريق الفجالة فإنشاءُ خط للسكة الحديد وقرب المحطة من الحى
وكان تادرس أفندي عريان أول من أنشأ دارًا في الفجالة وكان من أعيان الأقباط، في أيامه، خدم الحكومة زمنًا، ثم أقتصر على العمل في أرزاقه الخاصة، والدار التي بناها لا تزال قائمة حتى اليوم في آخر شارع قصر اللؤلؤة
عندما زاد عدد الأقباط بالحى رأى المرحوم ميخائيل بك جاد الذى كان يعمل محاسب فى المالية بالإشتراك مع أخيه واصف أفندى فى بناء كنيسة على أسم .القديسة العذراء مريم بالقرب من بيتهم لتخدم أقباط المنطقة
نجح ميخائيل بيك فى استصدار قرار رسمى بإنشاء الكنيسة من الخديوى توفيق وخاطب في الأمر غبطة الأنبا كيرلس الخامس الذى فرح جدًا وشجعه،
وتبرع ميخائيل بك بالأرض، بالإضافة إلى أكثر من نصف المبلغ الذى بلغت نفقاتها حوالي ألفي جنيه .
كما ساهمت العائلات القبطية والتى نذكر منها “عائلة المعلم برسوم المجبر وعائلة
المرحوم حبشى مينا” الذى أوقف على الكنيسة أكثر من سبعة أفدنة ونصف، أما حامل الايقونات فتم تنفيذة بواسطة الفنان الإيطالى فريوتى الذى تبرعت بأجرته عائلة السميسم ويذكر أبونا متياس فريد فى مذكراته أن أثاث الكنيسة تم صناعتة بواسطة المدرسة الصناعية القبطية مساهمتا منها للكنيسة
في سبتمبر سنة ١٨٨٤تم الانتهاء من البناء وأقيمت أول صلوات بالكنيسة، بفضل مجهود أولادها الذين لم يبخلوا على كنيستهم بالجهد أو المال.