الكتاب المقدس لا تستطيع أن تفهمه كله عن طريق القاموس, فهناك كلمات لها أكثر من معني, وكلمات تفهم بمعني رمزي لا بمعني حرفي, وتعبيرات تفهم عن طريق حذف المعلوم جائز وتعبيرات خاصة بزمن معين, وكلمات استخدم فيها المعني السائد حسبما يفهم البشر, أو لتقريب المعني إلي أذهانهم.
وسنحاول أن نتناول كل ذلك معك أيها القارئ العزيز.
الله:
اسم الله يرد في الكتاب المقدس بثلاث كلمات في العبرية, وهي: ألوهيم, أدوناي, يهوه.. كما يرد أيضا باسم الرب أو رب الجنود أو الرب الإله..
المهم حينما ترد كلمة الله, ماذا يقصد بها من جهة الأقانيم؟ هل يعني بها الله المثلث الأقانيم؟ أم يقصد بها الآب؟ أم الابن؟
هذا ما سنبحثه بمعونة الرب في هذا المقال.
1- الله المثلث الأقانيم:
كل الآيات المتعلقة بالخلق, المقصود بها الثالوث القدوس.
+ حسبما ورد في (تك1:1): في البدء خلق الله السموات والأرض. أي أنه بأقانيمه الثلاثة خلق السموات والأرض.
+ وبالمثل في (إش42:5): هكذا يقول الله الرب خالق السموات وناشرها, باسط الأرض…
+ وكذلك ما ورد في (1كو15:28): .. كي يكون الله الكل في الكل.
+ وأيضا (مت4:10): لأنه مكتوب: للرب إلهك تسجد, وإياه وحده تعبد وهي مأخوذة من (تث6:13).
+ وأيضا: وأنتم شهودي يقول الرب, وأنا الله (إش43:12).
+ وأيضا قوله: أنا الرب وليس آخر, لا إله سواي.. أنا الرب صانع كل هذه (إش45:5, 7).
+ أيضا حينما يقول: أنا وليس غيري (إش47:8, 10). أنا الرب وليس آخر, لا إله سواي (إش45:5, 6). أنا الله وليس آخر (إش45:22). لأنه من غير المعقول أن يقول أقنوم واحد: أنا وليس غيري بل هذا يقوله الله المثلث الأقانيم.
+ كذلك عبارة: أنا الله وليس آخر (إش45:22).
+ وأيضا: ليعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك (يو17:3).
2- أحيانا ترد كلمة الله بمعني الآب:
كما في (يو3:16): هكذا أحب الله العالم, حتي بذل ابنه الوحيد, لكي لا يهلك كل من يؤمن به, بل تكون له الحياة الأبدية.
+ واضح طبعا, حينما ترد كلمة الله, والابن, أو ابنه, يكون المقصود هو الله الآب.
ومثال ذلك أيضا قول القديس بولس الرسول:
(غل1:15, 16): لما سر الله الذي أفرزني من بطن أمي, ودعاني بنعمته أن يعلن ابنه في لأبشر بين الأمم, للوقت لم أستشر لحما ولا دما…. وأيضا:
(يو1:18): الله لم يره أحد قط. الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر. واضح هنا أن الآب لم يره أحد قط.
(1يو4:9): بهذا أظهرت محبة الله فينا: أن الله قد أرسل ابنه الوحيد إلي العالم لكي نحيا به. طبعا الله الآب هو الذي أرسل ابنه.
(1يو4:10): في هذا هي المحبة: ليس أننا أحببنا الله, بل هو أحبنا, وأرسل ابنه كفارة لخطايانا.
وأيضا (عب1:1, 2): الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديما بأنواع وطرق شتي, كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه…
+ كذلك حينما يقال إن الله خلق العالم بالابن, يقصد طبعا أن الله الآب خلق العالم بالابن.
ومثال ذلك: الله.. الذي به عمل العالمين (عب1:2). أي الابن (الكلمة- اللوجوس) الذي هو عقل الله الناطق, أو نطق الله العاقل. أي أن الله الآب خلق العالم بعقله الناطق أو بنطقه العاقل.
3- ظهورات الله في العهد القديم كانت ظهورات للابن:
وهذا واضح من قول الكتاب: الله لم يره أحد قط (يو1:18). فالذي رآه إبراهيم مثلا, والذي رآه موسي..كان هو الابن وليس الآب, وكذلك في ظهوره في هيئة ملاك أو إنسان.
+ أيضا الآيات التي يوصف بها الله أنه الفادي هي خاصة بالابن أيضا.. مثل فادينا رب الجنود اسمه (إش47:4). أنا الرب فاديك وجابلك (إش44:24).
4- وهناك آيات مشتركة فيها الآب والابن:
كما في (يو1:1): في البدء كان الكلمة. والكلمة كان عند الله (أي الآب). والكلمة كان الله (أي الابن).
يوم:
هذه الكلمة لها معان متعددة, يفهم كل معني حسب موضعه..
فكلمة يوم قد تعني يوما 24 ساعة.
مثلما قيل عن القديس بولس الرسول في كرازته لليهود. في رومية فعينوا له يوما. فجاء إليه كثيرون إلي المنزل, فطفق يشرح لهم (أع28:23). أو كما قيل عن السيد المسيح إنه صام أربعين يوما (مر1:13). أي صام أربعين نهارا وأربعين ليلة (مت4:2).
وقد تعني كلمة (يوم) فترة غير محدودة.
مثال ذلك أيام الخليقة لأن الله عمل النورين العظيمين, الشمس والقمر, في اليوم الرابع من أيام الخلقة (تك1:14-19). إذن الأيام الأربعة الأولي لم تكن أياما شمسية كأيامنا, وبالمثل نقول عن باقي الأيام. ومن هنا نقول إن كلمة (يوم) من أيام الخليقة تعني فترة غير محدودة لا نعرف مدي طولها, اصطلح علي بدايتها ونهايتها بعبارة كان مساء وكان صباح.
بل أن كل أيام الخلقة الستة عبر عنها بكلمة (يوم). فقال الوحي الإلهي: هذه مبادئ السموات والأرض حيث خلقت, يوم عمل الرب الإله الأرض والسموات (تك2:4). فعبر عن الستة الأيام بكلمة (يوم).
وحسنا قيل في رسالة بطرس الثانية: ولكن لا يخفي عليكم هذا الشئ الواحد أيها الأحباء أن يوما واحدا عن الرب كألف سنة, وألف سنة كيوم واحد (2بط3:8).