فى أحداث استشهاد ابناء كنيستنا القبطية فى حادثة الكنيسة البطرسية ،تتلاحق والاحداث تتكرر الالام مرات ومرات …وتترك فى داخلنا تساؤلات كثيرة لماذا كل هذه الالام ؟ ولماذا يسمح الله لنا الرب بهذه الضيقات ؟ ويقع الكثيرين فى مشاعر الحزن او الكراهية !ويفكر أخرين فى حلول وأقتراحات ولكننى احب ان نتعزى جميعا ياأبنائى بتذكر حياة أجدادنا الشهداء وان نكون جميعا واعيين لرسالتنا اليوم وسط هذا العالم المضطرب فتكرار هذه الاحداث يؤكد لما ان علينا ان نضمد جراحنا وننتبه أكثر كيف نتعامل مع أنفسنا والاخرين فى هذه الاوقات ، لنسلك كشهود لايماننا وكنيستنا ،لنسير على اثار أقدام أجدادنا الشهداء ونخرج من هذه الالام باختبارت ايمان تعيننا لنتغلب على الامنا ونكون أقوى فى كل مره نواجه الموت لاجل ايماننا
هذه الخطوات اتبعها أجدادنا الشهداء ونرى انها معينه لنا جميعا فى هذه الاحوال .. فماذا علينا ان نفعل لنحتفظ بسلامنا وهؤنا فى هذه الاوقات ؟
1-لتكن علاقتنا قويه بكلمة الله فتعلق أجدادنا بالوعود الالهية التى تضمن لهم مكانا فى الملكوت كانت هى معينهم وسط الضيقات فكانوا يعلمون جيدا كلمات الرب ” طوبى لكم اذا طردوكم وعيروكم وقالوا فيكم كل كلمه شريرة من اجلى كاذبين افرحوا وتهللوا لان اجركم عظيم فى السموات “(مت 5: 11) و “من يعترف بى قدام الناس اعترف انا ايضا به قدام ملائكة ابى الذى فى السموات “(مت10: 32) ونحن ايضا لتكن قرائتنا ولهجنا المستمر فى كلمة الله معينا لنا لتثبت فى سلامنا وتتعزى فى ضيقاتنا .
2-لنحتفظ بفكر وصورة الصليب مرسومه دائما أمامنا ولنتذكر دائما كما فعل أجدادنا الشهداء انه ليس بغير يسوع الخلاص (أع 4: 12)ولنتشبه به فى احتماله الالام لاجلنا ولاجل خلاصنا ولنعلم انه يشعر جيدا بكل الامنا لانه هو قد تالم مجربا فهو قادر ان يعين المجربين
(عب2: 18)لتكن صورة صليبه معينه لنا فى الامنا ولنحتفظا به مرسوما كل يوم داخل قلوبنا وامام عيوننا فشركة الامه تؤهلنا لشركة الميراث الابدى معه .
3-لنحرص ان نعد أنفسنا للقاء الرب فهكذا كان اهتمام اجدادنا الشهداء ان يعدوا قلوبهم للسماء فحرصوا ان يحفظوا قلوبهم تائبه لاتحتفظ باى نوع من أنوع الخطيه ،واهتموا الاتتعلق قلوبهم بأى امر من امور الارض لاشهوة غنى ولا شهوة عيون ولاتعظم معيشه ،كما حرصوا ان تحتفظ قلوبهم بمحبة الجميع حتى مضطهديهم وقاتليهم فكانوا يصلون من أجل مضطهديهم ليغفر الرب لهم وينير أذهانهم ليعرفوا الحق ،وهكذا اهتموا جميعا بالتوبه وبحفظ قلوبهم نقيه بعيده عن محبه العالم وعن كراهية المضطهدين بل صلوا لاجلهم فهكذا صلى أسطفانوس “يارب لاتقم لهم هذه الخطية”(أع 7: 60) .
4-لنصلى ليكون شرف الاستشهاد على اسم الرب يسوع هو أقوى انواع الكرازة فالتمسك بالايمان ،والقلب الممتلئ بالحب والتسامح للمضطهدين ،والثبات رغم الالم ، كانت دائما سببا فى قبول الكثيرين للايمان المسيحى فى العصور الاولى فكتب بحق احد اباء الكنيسة ان دماء الشهداء كانت بذار للأيمان ، فكثيرين دخلوا أماكن الشهادة مضطهدين وخرجوا منها مؤمنين فلانضعف اذا فاحتمالنا الالام ودماء ابنائنا لاتزال تصرخ فى ضمائر الكثيرين .
5-لتحتفظ قلوبنا بشوق دائم للسماء فهذا هو مادفع اجدادنا للأقبال على الموت بإرادتهم فرحين فبدلا من ان نتذكر الامنا التى مررنا بها ونبكى لنرفع أعيننا الى السماء لننظر المدينه التى لها الاساسات التى صانعها وبارئها هو الرب . هوذا مسكن الله مع الناس حيث لايوجد الم ولاحزن ولادموع (رؤ21: 3) ولنفرح لاننا يوما ما سنكون معهم ننظر مجد الرب ووجوه اولادنا المنيره حول عرشه البهى .
نعم نحن نشفق على الانسانيه المتألمه ،لكن هؤلاء الذين اقلقوا البشريه لابد انهم سيسمعون صوت الرب قائلا لهم “ماذا فعلت ؟ صوت دم اخيك صارخ الى من الارض”(تك 4: 10)ونحن نعلم ان الرب يرى ويعرف ويقول ” لى النقمه انا أجازى يقول الرب “(رو2: 19) نقولها ونشارك اجدادنا كمال المحنه مصلين ان يرجعوا الى الرب تائبين عن أعمال ارهابهم وازعاجهم للبشريه الهادئه التى تنتظر خلاص الرب.