هل الرأى يقتل؟ .. نعم يقتل أحيانا، هل وجهة النظر تدمر؟ .. نعم تدمر كثيرا، هل الحرية تخيفكم؟.. ما يخيفنا هو الفوضى، هل الجزيرة مع العرب أم ضدهم؟ انظر بعينك واسمع بأذنك واحكم بعقلك قبل أن تجيب.
فى سوريا واليمن، كانت الجزيرة صاحبة السبق فى الإعلان عن الانشقاقات الكبرى للجيشين، وكانت عبارة اللواء…. يعلن انضمامه لثورة الشعب السورى أو اليمنى هى الخبر العاجل الدائم ذا الأولوية القصوى عبر شاشتها الفضائية وقناة البث المباشر ومواقعها على الإنترنت وشبكات التواصل، بينما الجيوش تتفسخ وتقتتل، والمسلحون يحملون بلدانهم على أسنة بنادقهم إلى الحروب الأهلية تحت رايات الثورات الشعبية، والعالم يتابع تفاصيل انفجارنا من الداخل لحظة بلحظة، ويصفقون من فرط الإثارة التى فاقت أفلام هوليوود ومباريات كرة القدم.. هاهو ربيع العرب يا سادة، تنقله الجزيرة عبر بث حى دام مميت.
وعبر سنوات، مضى معول الهدم عبر مدن العرب، يتجاوز إسقاط الأنظمة إلى تدمير جيوشها، ويفتح حدودها للتنظيمات المتطرفة والميليشيات الطائفية، ويكرس من شاشاته منابر للإرهابيين ومدعى الدين، ويحول الرأى والرأى الآخر إلى قاتل ومقتول، لينهار الجيش العربى السورى عن مركزه السادس عشر بين أقوى جيوش العالم، كما انهار من قبل الجيش العراقى بالغزو الأمريكي، ويختفى الجيش اليمنى من التصنيف بعد أن كان فى المرتبة الثالثة والأربعين، وتتداعى دول المنطقة كقطع الدومينو إلى خضم معارك طاحنة، وتتفتت بين سنة وشيعة ومسيحيين وأكراد وتركمان وإيزيديين وحوثيين وغيرهم.
المسلحون زائغو الأعين من ذوى الشعر الأشعث والذقون المثقلة بغبار المعارك، لا يتابعون فى خنادقهم على جبهات الحروب العربية سوى قناة الجزيرة.
تلك الآلة الإعلامية العابرة للحدود، عملقت داعش منذ نشأته حتى صار أمرا واقعا ينشر الرعب ويستقطب عصابات القتل من كل أنحاء العالم تحت راية الخلافة، وما كان للتنظيم أن يتنامى إلى ذلك الحد المخيف لولا وسيط إعلامى يروج لفظاعاته ولو من منظور سلبي، وينصب حوله ستارا من التخويف والتهويل والترهيب.
وفى الإعلام دوما هناك قاعدة ثابتة، إبحث عن الممول، صاحب رأس المال هنا هو دولة قطر نفسها، والمشاركة فى تمويل القناة طبقًا لمرسوم أميرى ،ينص على أن أموال الشبكة إجمالًا،من الأموال العام المملوكة للدولة ملكية خاصة، وتخضع لأحكامها، بميزانيات إنتاج خرافية تم تقدير متوسط حجمها بـ 1000 دولار للدقيقة الواحدة بتقديرات عام 2012، حسبما كشف بحث متخصص تفصيلى عن الجزيرة الوثائقية حازت به الأستاذة آمال عويضة الصحفية بالأهرام على درجة الدكتوراه.
ألف دولار للدقيقة الواحدة، احسب بنفسك حجم النفقات الهائل لساعات عرض لا تتوقف من بث الكراهية والمعارضة وكيل الاتهامات وانتهاج الانتقاد وتعميق الانقسامات، وصرف المكافآت الطائلة لاستضافة المحللين من أصحاب الأيديولوجيات الهدامة الهاربين من بلدانهم، انتقادات لا تمتد أبدا إلى الدولة المضيفة صاحب رأس المال، فلا قضايا فساد فى قطر من وجهة نظر الجزيرة، ولا انتهاك لسيادتها بأكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالمنطقة، ولا ظلم بها رغم تسخير آلاف العمال الأجانب من آسيا لترميم وإعادة بناء استاد خليفة لكرة القدم، لا يملكون حق العودة لبلادهم دون موافقة الكفيل ويتقاضون ما متوسطه 250 دولارا فى الشهر. 250 دولارا فى الشهر للعامل الأجنبي، وألف دولار فى الدقيقة الوحيدة لقناة الجزيرة.
وأمام قناة تعمل بقوة دفع التمويل من جانب الدولة، تتحمل قطر عن طيب خاطر خسائر تتجاوز الـ 400 مليون دولار سنويا، بتكاليف إنتاج باهظة ونسب مشاهدة تهوى بجدارة إلى أسفل سافلين، وبمنح حكومية سنوية ضخمة لشبكة إعلامية لم تكتف ذاتيا فى تاريخها، حتى أغلقت مكتبها فى أمريكا لخسائره، وغيرت اسم قناتها الرياضية تفاديا لانهيار سمعة الإسم الأصلي.
أمام كل ما سبق، تظل علامة الاستفهام الأكبر حول الدور الذى لعبته، ولا تزال تلعبه، قطر فى المنطقة، وهو دور فاقت حدود تدميره فى سنوات، ما فعلته إسرائيل وأمريكا فى عقود، من محاولات التركيع والاستقطاب والتفتيت وتمزيق الأوصال ونشر الصراعات الداخلية وتدمير الجيوش العربية.
تحيا مصر تحيا جيش وشعب وشرطة مصر .