(( ماتريكس )) ….فيلم أمريكي يحمل في طياته نص رائع…بحيث يثير هذا النص جدلية الحرية التي يتمتع بها الأفراد في مجتمعاتهم..
طبعا” الفيلم تم تقديمه للمشاهد بطريقة الأكشن لصرف نظر المؤسسة السياسية والدينية عن النص الذي يغوص عميقا” في تفاصيل الإنسان المعاصر..وكيف تم خداع هذا الإنسان ليعتقد واهما” أنه يعيش في كامل حريته…..
هل نحن أحرار فعلا”…….؟؟؟؟
أو إلى أي حد نحن أحرار…….؟؟؟؟
منذ البداية :
نحن نولد لابوين لم نخترهم…
نولد في وطن لم نختره…
نكبر في وطن لا نشعر فيه بأي نوع من أنواع المشاركة في المواطنة….
نولد على دين لم نختره….يغرس فينا كل أنواع الكره للأديان الأخرى….
نولد في قومية لم نخترها…تدعي أنها القومية الوحيدة الصحيحة…
نولد لنتكلم لغة لم نخترها…طوعت ألسنتنا لنطق احرفها المعقدة…
نتعلم في مدارس فرضت علينا مناهج دولتها…لتصنع منا جنودا” يموتون من أجل راحتها…
مناهج دراسية ليس هدفها التعليم بل هدفها صناعة نسخ من البشر قد حفظت ما درسته بصما” مجسدة” مقولة الإنسان الخطأ في موقع المسؤلية….
نكبر لنجد أنفسنا في عمل لانحبه وبالتالي لا نتقنه وإن اتقناه لا نبدع فيه…
نكبر لنجد أنفسنا مغتربون عن كل ما حولنا….
هل هي نظرية المؤامرة تنال من حريتنا….
أم هي أزمة الحضارة كما وصفها الكاتب ميلان كونديرا…
في كلتا الحالتين نحن نتشكل بالطريقة التي يرسمها لنا القائمون على حياتنا….
وأول هؤلاء المسيطرين على تفاصيلنا هو الإعلام….
نحن نرى ما يريدنا الإعلام أن نراه وليس ما نختار أن نراه..
نحلم بحياة لن نحصل عليها…وبفتاة لن نتزوجها..وبيت لن نسكنه…ووطن لن نعيش فيه…
في الفيلم (ماتريكس) يكون الخلاص بالعودة إلى الرحم من أجل إعادة ولادة إنسان جديد يعرف حدود حريته ويدرك أهميتها…..
عندما ندرك معنى الحرية لن نفرط بها ابدا” ولن نسلمها لرجل دين ولا لرجل سياسة ولا لرجل حرب….