سجلت المرأة خلال دراما رمضان هذا العام العديد من البطولات النسائية والتى وصلت الى 13 مسلسل ، منها مسلسل “هي ودافنشي” ،”الميزان” ،”سقوط حر” ، “الخانكة”، بالأضافة الى مسلسل “فوق مستوى الشبهات ” ،”يوميات زوجة مفروسة” و”وعد” و”نيللي وشريهان” و”هبة رجل الغراب” و”كلمة سر” و”أزمة نسب” و”بنات سوبر مان” و”أفراح القبة” ، ورغم ذلك وجدنا قلة فى النماذج الإيجابية التي قدمتها النساء ، وجاءت الاغلبية لتعبر عن الصورة السلبية للمرأة المصرية .
وفى مؤتمر إعلان نتائج مسح اقتصادي للعنف القائم على النوع الاجتماعي خلال عام 2015، أكدت د.غادة والي وزيرة التضامن الاجتماعي أن “الدراما تعكس صورة سلبية عن النساء وتمثل المرأة إما سارقة أزواج أو تصعد في المجتمع بأساليب غير أخلاقية، وتتلفظ بألفاظ سوقية مثيرة للإشمئزاز” وانها تعد أحد أشكال العنف ضدها ، مؤكدة أن هذه الصورة لا تعبر عن “واقع المرأة المصرية المحترمة المكافحة”.
صور إيجابية لأول مرة
حول صورة المرأة فى دراما رمضان لعام 2016 وهل قدمت جديد او تحسن فى صورة المرأة عن العام الماضى ، قالت الاستاذة هبة عادل محامية ومدير مبادرة المحاميات المصريات: اولا هناك نواحي إيجابية لم تكن موجودة من قبل وهو وضعية المرأة الوظيفية حيث يوجد ب 3 مسلسلات المرأة محامية ذات شأن وصوت ،وعلى الجانب الآخر هناك توظيف وتسليع للنساء ، فعلى سبيل المثال مسلسل أفراح القبة فى دور سوسن بدر ورانيا يوسف وبائعات الهوى ، وفى مسلس بنات سوبر مان حيث يتم استغلال النساء كسلعة للمتعة .
أما فى مسلسل الأسطورة نجد دور فردوس عبد الحميد الأم القيادية عصب البيت ولكنها فى نفس الوقت تدفع أولادها لطريق الشر وبشكل عادى ، بالتالى نجد أن استغلال النساء جسديا لم يتوقف عند مشاهد الدراما ولكن الصورة الذهنية السلبية.
تضيف هبة عادل أن مسلسل صد ورد ايضا وجدنا تسليع النساء جسديا ولكن بلمحة إيجابية حيث تعرض لقضية التحرش بالنساء بالشارع والتعامل المجتمعى السلبى وتخاذل القوانين والقائمين على تنفيذها ودور المبادرات المجتمعية فى التصدى لها .
ورغم ذلك تؤكد عادل أن هناك اختلاف عن رمضان 2015 فى زيادة مساحة المرأة فى ريادة الأعمال وايضا فى وظائف أعتاد الإعلام تهميش المرأة بها والاستهزاء بأدوارها وهذه ظاهرة إيجابية تحتاج أن تزيد مساحتها فى الدراما .
ورغم التنوع توضح ان هذا يعبر اننا لازلنا بحاجة إلى العمل على دعم النماذج الإيجابية ومقاومة النماذج السلبية وان كانت لن تنتهى ولكن الأمل فى توازن حقيقى يعيد تفكير المجتمع فى أدوار النساء بالمجتمع.
صور سلبية مشوهة للواقع
على النقيض ترى الدكتورة ليلى عبد المجيد، العميد الأسبق لكلية الإعلام بجامعة القاهرة ،أن دراما رمضان لم تقدم صورة سلبية فقط للمرأة بل لكل عناصر المجتمع ، وفيما يخص المرأة فقد حصرها فى دور الزوجة الخائنة او المريضة نفسيا او الصحفية المنحرفة او المحامية المنحرفة والممرضة التى تسرق الدكتور من زوجته وتتزوجه فى السر وهى على علاقة اثمة مع غيره ، ونجد الهام شاهين فى ليالى الحلمية امرأة انتهازية دائما ، والنماذج الايجابية قليلة جدا مثل السيدة انشراح فى مسلسل ونوس حيث مثلت الدور هالة صدقى وهى المرأة المكافحة التى ربت اولادها ، ودور ابنة الوزير فى مسلسل راس الغول والتى تسعى الى الوصول للحقيقة .
وتؤكد عبد المجيد أن هناك تشويه لبعض النماذج فى المجتمع حيث جاءت الصحفيات فى دراما رمضان 2016 منحرفات يتعاطن المخدرات ويمارسن العلاقات الاثمة ، وهذا غير حقيقى ، فالصحفيات معظمهن شريفات يسعوا الى نقل الحقائق ومنهم من يصابوا وقد يقتلوا نتيجة عملهم ، وان كنا لا ننكر ان بكل مهنة الصالح والطالح ولكن لا يعنى التعميم وتشويه الصورة العامة .
فمعظم الصور نمطية ومشوهة وغير عاكسة للواقع بل تخطت النماذج الى رجال الشرطة حيث صورتها الدراما على انهم فاسدين وخائنين ، وهذا غير حقيقى وهذا تشويه للنماذج المشرفة .
وحول التقرير المبدئى للمجلس القومى للمرأة الذى انتهى الى ظهور المرأة بصورة سلبية في العديد من المسلسلات بنسبة وصلت الى 52.4% ، فيما ظهرت صورة المرأة إلايجابية بنسبة 46.6%، م ، بينما كانت الصورة حيادية بنسبة 1% ، أوضحت انه لا يعبر عن الصورة الكاملة ،فنسبة النماذج الايجابية أعلى من الواقع فقد تخطت السلبية هذه النسبة ، لذا اعتقد ان هذه النسب ستتغير فى التقرير النهائى ، لذا سننتظر التقرير النهائى للمجلس .
وترجع العميد الأسبق لكلية الإعلام السبب فى الاستمرار فى تنميط صورة المرأة فى هذه الادوار السلبية ، الى انحصار الانتاج الفنى فى القطاع الخاص والذى يسعى فقط للاثارة وزيادة نسبة المشاهدة ، فالمستثمر لا يهمه سوى الارباح بعيدا عن قيم المجتمع او قضاياه ، لذا تستنكر الدكتورة ليليى المشاهدة العالية لبعض المسلسلات وبعد ذلك التحدث عن سلبياتها ، فهذا موقف لا يعبر عن الرفض و غير مجدى ، ففى الماضى كنا نشاهد المسلسلات المصرية التى تعبر عن المجتمع المصرى بإيجابياته وسلبياته ولكنه متوازن والتى كانت تنتجها الدولة ، ولكن الامور تتفاقم عام بعد عام مع تراجع دور الدولة فى الانتاج نتيجة عدم الاستقرار وتردى الحالة الاقتصادية .
وترى عبد المجيد ، اننا نحتاج الى مجهود كبير من الدولة والمؤسسات القومية بالاضافة الى قضية التمويل ، فكان المجلس القومى فى السابق يجتمع بكاتبى السيناريو والمنتجين لتعديل صورة المرأة ، ولكن الان تسعى الدولة للاستقرار اولا ثم العمل على الاصلاح .