مع انتشار الحملات الداعية لمقاطعة المنتجات الأجنبية على مواقع التواصل الاجتماعي، كنوع من الضغط الشعبي لوقف القتال و دعم القضية الفلسطينية بل تعريف المواطنين بالمنتجات المحلية البديلة لمنتجات الشركات التي تم الدعوة لمقاطعة منتجاتها، فاكتشفنا منتجات لم نكن نعلم لها لعدم وجود القدرة الدعائية و منتجات مصرية خالصة وطنية بها كل المزايا وقادرة على منافسة المنتج العالمي.
وعلى الجانب الآخر وجدنا المرأة المصرية الوطنية تدعم وتساند الدعوة للمقاطعة بوجه آخر من ناحية تشجع أطفالها على المقاطعة، ومن ناحية أخرى العودة الى بدائل منزلية صحية.
ما بين المقاطعة والدعوة الى الإنتاج الوطني نضع روشتة للأم المصرية لكي تستغل إيجابيات هذه المرحلة فى تهيئة منزل أكثر وطنية وصحة .
تغيير نمط الحياة
في البداية تقول الاستاذة لمياء لطفي مؤسس مبادرة المرأة الريفية، إن المقاطعة تقوم في الأساس عن الاستغناء وليس فقط مقاطعة منتج والبحث عن بديل ، فالأفضل مقاطعة كل ما يضر أولادنا وكل المنتجات التي أفسدت الذوق المصري من مأكولات كلها بطعم الجبنة، وبما أن الأطفال والشباب متحمسون للمقاطعة نتيجة للأحداث، على المرأة المصرية استغلال ذلك في العودة إلى أكلنا المصري الجميل.
وتؤكد “لطفي”، أن ثقافتنا الاستهلاكية تقوم على شراء المنتجات الأجنبية بأسعار مرتفعة ولكن لا تقوم بشراء الأكل الطبيعي الذي بدون مواد حافظة بأسعار غالية وإن كان ذلك أيضًا مرتبط بالنزهة والخروج ومقابلة الأصدقاء، فلماذا لا نغير عاداتنا من ارتباط الأكل مع النزهة ، ونعتاد على الخروج بدون أكل أو نقوم بعمل الطعام في المنزل أو نطلبه من مطاعم نعلم أنها صحية ومحلية، لماذا لا نعود إلى لمة الأسرة وتجهيز الأطعمة السريعة ( مشروبات ساخنة من حمص الشام أو البطاطا أو الذرة ) بدلًا من المقرمشات الصناعية المضرة للصحة، بالتالي تحتاج الأم إلى بدائل ولا يضر أن تكون من القديم ويكون معها متعة الفسحة والأكل وأن كان هذا مجهود على الأم العاملة فهذه فرصة أيضًا حتى نشارك أطفالنا في عمل هذه المأكولات.
وفيما يخص المقاطعة لتخفيض الأسعار توضح أننا يجب أن لا ننسى ارتفاع المواد الخام والأعلاف وإن ارتفع في فترة معينة يعود مرة أخرى .
وتحذر من أن تكون نتيجة المقاطعة إيجاد بدائل للمنتجات بنفس المكونات التي تم مقاطعتها نتيجة للحرب، بل الأفضل تغيير نمط الحياة بالكامل إلى تغيير النظام الغذائي لأكل صحي لترتيب وتنظيم الحياة داخل أسرنا واستغلال تضامن أولادنا مع ذلك، بل ويمكن ليس فقط تشجيع المنتج المحلي الصحي بل يمكن أن أشجع سيدات البيوت التي تقوم بتجهيز الخضروات والجبن والسمن وفي نفس الوقت يكون مضمون بالنسبة للجودة والنظافة وهذا أصبح متاح بشكل كبير وهو جزء من تنمية الاقتصاد المحلي من تمكين المرأة اقتصاديا للمشاركة في سوق العمل وفي نفس الوقت هذا نهج الدولة الآن وأن كان اقتصاد جديد من دعم للاقتصاد التشاركي التي تقوم به هؤلاء السيدات وفي كل العالم هذه المنتجات الطبيعية مرتفعة السعر جدًا لأنها طبيعية وطازجة وبدون مادة حافظة ومنتشرة جدًا في أوروبا .
زيادة فرص العمل
وحول الوجه الآخر للمقاطعة، أكدت الاستاذة نهلة الضبع رئيس مجلس إدارة جمعية صبية، أن للمقاطعة فضل كبير في الأكل بالمنزل بل أصبحنا نبحث عن وصفات الأكل الجاهزة في المنزل وعلى سبيل المثال كأم وعملت كاتشب في البيت لأن ولادي يحبوه هنا قاطعت منتج كنوع من الضغط الدولي وأيضًا استبدلته بطعام صحي منزلي ولكن الصعوبة تأتي من إيجاد وقت وكسل المرأة المصرية والاتجاه إلى الوجبات السريعة .
وتضيف أن المقاطعة قامت بدور اقتصادي مهم وهو تشجيع المنتجات المحلية وإقبال المواطنين على المنتجات محلية الصنع، كما أن المقاطعة جعلتنا نكتشف الصناعة المصرية من جديد فبدلًا من شراء الأسماء العالمية والبراندات اكتشفنا منتجات وصناعات مصرية جيدة جدًا.
وتتمنى الضبع، أنه مع زيادة الطلب على المنتج المحلي ومع زيادة أعداد النساء المعيلات ممن تخطوا سن الأربعين أتمنى من هذه الشركات والمصانع زيادة خطوط الإنتاج في المحافظات وفتح باب العمل لهؤلاء النساء ، لذا ادعوا هذه المصانع زيادة الإنتاج وتحسينه وفتح باب العمل للجميع .
المقاطعة فرصة إرساء للوطنية والإنسانية
وتؤكد الدكتورة هدى شعبان أستاذ الاقتصاد المنزلي بكلية البنات للعلوم والآداب جامعة عين شمس، أن تشجيع المنتج المحلي بديلًا عن المنتجات التي نقاطعها نتيجة للحرب سيكون موفر في الأسعار لأن المنتج المحلي قليل السعر عن الأجنبي وهنا اقتصاد في ميزانية الأسرة، وأيضًا المقاطعة فرصة للاستغناء عن المأكولات السريعة الضارة بالصحة وإيجاد بدائل صحية لأطفالنا وأسرنا.
كما ترى أن فكرة المقاطعة وإيمان الأطفال والشباب بها جاءت نتيجة الوعي والانتماء فيجب على الأم استغلال ذلك بشكل إيجابي من خلال الحوار وزرع الوطنية والانتماء لوطنه أولًا، ثم إثارة النازع الإنساني داخلهم لخلق جيل واعي بوطنه وانسانيته في العموم، ومن هنا ابدأ الحديث عن البعد عن الوجبات السريعة المليئة بالدهون غير الصحية والسكريات والاهتمام بالصحة والبحث عن الأغذية الصحية .
بالإضافة إلى تنمية الفكر الاقتصادي الوطني وكيف علينا دعمه ومساندته في هذه الفترة، ومن هنا استخدمت الدعوة المقاطعة في تربية جيل أعدته لمستقبل وسوق عمل وهو واعي بأهمية منتج بلده بل ويعرف إمكانيات بلده ويحاول أن ينميها.
وتوضح “شعبان”، أنها هنا ومن خلال المقاطعة تحدثنا مع أطفالنا عن الوطنية والانتماء ومعرفة من هو العدو و تحدثت أيضًا عن الإنسانية والإحساس بالآخر والتعاطف مع الغير أهمية مشاركة المجتمع ومساندة أهل بلده والفخر بهم .
ولكن على الأم أيضًا أن يكون لديها الوعي بأهمية المقاطعة وكيفية البحث عن بدائل وأهمية الحوار وإن كنت أرى أن مواقع التواصل الاجتماعي تقوم بدور مهم في هذا الشأن وخاصة الإعلان عن بدائل المنتجات التي تمت مقاطعتها وسهلت الأمر على الأمهات، بل وفرت أيضًا كيفية عمل بدائل الوجبات الجاهزة في المنزل سواء الجبن أو مصنعات اللحوم بشكل صحي ونتمنى أن يكون هذا التغيير والاستبدال دائم.
روشتة للمرأة المصرية للأكل الصحي
ولنضع روشتة للمرأة المصرية حتى لا تجد صعوبة في إيجاد بدائل صحية تحدثنا مع الدكتورة ساندرا جورج خبيرة تغذية علاجية معتمد من كندا التي قالت، من واجبنا القومي وفي ظل الظروف الاقتصادية الراهنة تشجيع المنتج المحلي و الابتعاد عن المنتجات المستوردة لدعم الصناعة المصرية وتوفير العملة الصعبة، وبالتالي يجب على الأم المصرية أن تنتهز هذه الفرصة لتقديم المنتجات المحلية الصنع لأسرتها و توفير المأكولات الصحية المطبوخة في البيت بشكل صحي من لحوم و دواجن بلدي و خضروات و فواكه طازجة كبديل صحي واقتصادي للفاست فود و الوجبات المجمدة واللحوم المصنعة والمنتجات المستوردة بشكل كامل أو معبأة فقط في مصر .
ولذا يجب علينا اعتماد هذا المنهج بشكل مستدام على المدى الطويل و ليس مرتبط وقتيا بفكرة المقاطعة، فكل الأكلات الجاهزة و الفاست فود التي يفضلها الأطفال يمكن طبخها في البيت بشكل صحي باستخدام لحوم و دواجن طازجة بديل للحوم المستوردة والدواجن المجمدة مع استبدال الزيوت المهدرجة التي تستخدم في تلك المطاعم بدهون صحية مثل السمن البلدي و زيت الزيتون و استبدال النشويات البسيطة عالية السعرات من خبز ابيض و معجنات بنشويات معقدة مثل المخبوزات المجهزة بدقيق الحبة الكاملة أو دقيق الشوفان .
أيضًا يمكن تحضير الوجبات المقلية بشكل صحي عن طريق استخدام الفرن او قلاية الهواء الكهربائية، أما بالنسبة للحلويات والأيس كريم و غيره يمكن تجهيزه في البيت باستخدام فواكه طازجة و عسل نحل كبديل صحي للسكر و المحليات و المنكهات الصناعية الضارة.
وأكدت الدكتورة ساندرا، أن استخدام البدائل الصحية يجب أن يتحول إلى أسلوب حياة للأسرة المصرية لما في ذلك من فوائد عدة مثل تجنب السمنة في الأطفال ، فقدان الوزن الزائد إذا وجد ، الحصول على الفيتامينات و المعادن الأساسية من الاغذية الصحية و التي تفتقدها تماما الوجبات السريعة والمصنعة، أيضًا من أهم فوائد الأكل الصحي هو تجنب الانيميا ( نقص الحديد في الدم ) و الذي يعاني منه كثير من الأطفال بسبب العادات الغذائية الخاطئة، مما يؤثر على نشاطهم و استيعابهم الدراسي و نموهم بشكل صحي.
في النهاية توضح “جورج”، أن الدولة تبذل مؤخرًا جهدًا ملحوظًا في التوعية الصحية لجميع فئات الشعب وعلى مستوى جميع المحافظات مما يشجع الأسر وخاصة الأم المصرية على تغيير النظام الغذائي لأسرتها إلى نظام غذائي صحي و أرى أنه في ظل الظروف الحالية يجب التشجيع على الاعتماد على المنتج المحلي أيضًا فتتمكن الأم من تقديم أفضل المأكولات الصحية لأسرتها بتكلفة أقل مع دعم الاقتصاد المحلي ، و يمكن استخدام مختلف منصات التواصل الاجتماعي لنشر الوعي الصحي عن طريق صفحات لوصفات صحية سهلة التحضير تنافس ما يفضله الأطفال من الوجبات السريعة والمنتجات المستوردة بشكل صحي ، موفر و بمكونات محلية الصنع .