مدخل دراسي للإنجيل
رابعا:سفر الرؤيا
ثانيا:رؤيا لتعاليم الله للكنيسة المقدسة:
1-البعد النبوي:يتنبأ السفر في معظمه بأحداث مستقبلية وخاصة تلك المتعلقة بأواخر الأزمنة وأغلب النبوات تصف الدينونة الإلهية للخطية كما تصف الأصحاحات الأخيرة الانتصار الممجد للمسيح الملك ثم ملكوت السموات والحياة الأبدية(أصحاح21و22).
2-البعد التاريخي:يعكس سفر الرؤيا تاريخ العالم في نهاية الأوقات والدينونة وطريقة تطبيق الحكم الإلهي العادل علي الأفراد والأمم فالعالم كله منذ بدء الخليقة حتي يوم الدينونة سيمتثل بين يدي الرب الكلي القدرة المطلق التصرف أي شخص ربنا يسوع المسيح الديان(20:11).
3-التعليم العقائدي:لو كان سفر الرؤيا هو السفر الوحيد في الكتاب المقدس,لكان من الممكن أن نستدل منه علي معرفة الحقائق العقائدية الهامة عن الإنسان والخطية والملائكة والشياطين والدينونة والخلاص والكنيسة والسجود والسماء والجحيم. والله مثل الأقانيم(الآب والابن والروح القدس).
4-التطبيق الروحي:فحث المسيحيين علي السلوك العملي للتعاليم المسيحية,وهو أحد الجوانب البارزة التي يستند عليها السفرطوبي للذي يقرأ وللذين يسمعون أقوال النبوة ويحفظون ماهو مكتوب فيها,لأن الوقت قريب(1:3) وهذه أربع مراحل متتالية:
وما الهدف وراء السفر:
بالرغم من أن سفر الرؤيا قد كتب للمؤمنين المدعوين(خدام الله 1:1) فإن في رسالته تحذيرا واضحا وصريحا لغير المؤمنين فهو سفر يرسمعصرا مضطربا يزداد فيه الظلام ظلمة,ويملأ الخوف قلوب البشر وتستبد القوة الغاشمة للإثم والفجور ويملك الكفر(الإلحاد) والشيطان علي مسرح التاريخ.
آنذاك يتجلي نور السفر مشجعا المسيحيون علي اجتياز آلام الاضطهاد واحتمال التجارب علي رجاء الحق والعدل,الذي لابد وأن ينتصر في شخص الرب يسوع المسيح ملك الملوك ورب الأرباب.
ومتي كانت الكنيسة مهددة بالخراب والفتن والهرطقات وانعدام الأمانة,وتحجر القلوب,فسيظل سفر الرؤيا صوتا متوعدا محذرا للأعداء,معضدا كل من تمسك بالإيمان ولقد كان للسفر أبلغ الأثر علي حياة المسيحيين في عصر يوحنا الرسول نفسه,حيث بلغ الاضطهاد ذروته في عهد الإمبراطور دومتيانوس,فوجد المسيحيين في السفر ملجأ أمينا ورسالة تعزية وتقوية,فاستهانوا بالسجن والاستشهاد تماما كما يجده أيضا كل المسيحيين المضطهدين خلال رحلتهم عبر وادي البكاء والدموع,في كل العصور وعلي مر الأزمان منذ ذلك الوقت وإلي الأبد.
ولقد حذر سفر الرؤيا أيضا المسيحيين من الهراطقة المرتدين عن الإيمان الصحيح ودهائهم وحيلهم الخبيثة المتخفية تحت ستار الولاء المخلص للمسيح,والرسائل الواردة في الأصحاحين الثاني والثالث تؤكد علي هذه النقطة.
ولايرمي سفر الرؤيا إلي ذكر كل النبوات التفصيلية عن أواخر الأزمنة ولا البرنامج الدقيق لتاريخ الكنيسة(مايحدث وماسيحدث) ولكنه اكتفي فقط بذكر التفاصيل الكافية والكاملة عن الآتي:
1-وصف الأحداث الهامة:مثل دينونة العرش العظيم الأبيض(20:11, 15).
2-الحركات العظيمة والتغيرات الخطيرة في تاريخ العالم.
3-تعليم المبادئ الروحية التي تأسست عليها خطة الرب للخلاص.
تلك هي الموضوعات الهامة التي يركز عليها دارس السفر متعمقا فيها…
الكتابة الرمزية للرؤيا….
ويعتبر سفر الرؤياء من الأسفار النبوية ذات النسق الرمزي العجيب والسمات الرئيسية التي تميزه كنص(رؤيا) وهي تتمثل في:
1-معظمه نبوات عن أواخر الأيام (الأزمنة).
2-كتب في عصر الاضطهاد.
3-يتخلله العديد من الرؤيا(الرؤي).
4-طابعه العام…صورة مجازية تشتمل علي رموز متعددة.
علاقته بالأسفار الأخري:
سفر الرؤيا هو النهاية التجميعية والخاتمة لكل الأسفار الأخري,فإذا كان سفر التكوين هو سفر البدايات (في البدء-تك1:1) فإن سفر الرؤيا هو سفر اللانهائيات(إلي أبد الآبدين-رؤيا22:5) ويؤكد أيضا أن السيد المسيح هو مفتاح تاريخ البشرية كلهاالألف والياء,البداية والنهاية,الأول والآخر(رؤ22:13).
(أ) علاقته بالعهد القديم:
ظهر في سفر الرؤيا بعض صور ونبوات من العهد القديم,ومع ذلك فلايوجد أي اقتباس مباشر وعلي مدي الـ404آية في سفر الرؤيا,لوحظ أن(265) منهم تحتوي علي موضوعات تمثل حوالي(550) مرجعا من العهد القديم وقد كتب أحد المفسرين معلقا علي ذلك:
كاتب هذا السفر هو يهودي مشبع بنبوات العهد القديم كتبه بوحي من الروح القدس وإرشاد من اللهوإليك أمثلة قليلة علي ماتضمنه العهد القديم من موضوعات وردت في سفر الرؤيا:
(ب) علاقته بالعهد الجديد ككل:
يمنكك أن تتوقف متأملا في كيفية اعتبار سفر الرؤيا هو تكملة حيوية لأسفار العهد الجديد بلا استثناء.
(ج) علاقته بالعظات اللؤلؤية(أحاديث السيد المسيح)
(مت24:1-25:46) (مر13:1-37) (لو21:5-36)
حقا إنه وقت مناسب لتقرأ الأحاديث التنبؤية للسيد المسيح التي يكشف فيها أسرار متعلقة بنهاية الأوقات ومجيئه الثاني,وحاول أن تتذكر جيدا هذه النبوات كلما تقدمت في القراءة.
والحقيقة أن بعض المفسرين يعتبرون هذه العظة اللؤلؤية للسيد المسيح مفتاحا لفهم سلسلة النبوات الواردة في سفر الرؤيا وتتابعها الزمني.
(د) علاقته بأسفار يوحنا الأخري:
لقد أعطي الرب يوحنا هبة عظيمة هي كتابةإنجيل الحياة في ثلاثة أنواع مختلفة من الأسفار يمكن مقارنتها بعضها ببعض:
*البشارة الرابعة:الحياة الأبدية للمسيحي(الحياة المعطاة)……
=المسيح
*ثلاثة رسائل:الحياة المقدسة التي يعيشها المسيحي كل يوم…
=الكنيسة
*سفر الرؤيا:الحياة المنتصرة الآن وإلي الأبد…
=السماء
والأعداد الثلاثة الأخيرة من سفر الرؤيا تفتح لنا آفاق الحياة المنتصرة.
نعم!أنا(المسيح) آتي سريعا .آمين.تعال أيها الرب يسوع.
نعمة ربنا يسوع المسيح مع جميعكم.