القي قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية ، عظة روحية بعنوان ” أنوار القيامة ” ، وذلك أثناء صلاة القداس الإلهي لعيد القيامة المجيد الذي ترأسه قداسته بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية ، ونصها :
بإسم الآب و الابن و الروح القدوس ، الإله الواحد امين : تحل علينا نعمته و بركاته من الآن و الي الأبد آمين.
أودّ أن أهنئكم جميعا بعيد القيامة المجيد بالأصالة عن نفسي و بالنيابة عن المجمع المقدس و المجلس الملي و جميع المجالس القبطية ، نشكركم جميعا علي محبتكم والمحبة هي التي تجمعنا.
عيد القيامة هو عيد الأعياد و يمتد الاحتفال به إلي ٥٠ يوما و هو أول الأعياد .
ففي البدء خلق الله آدم و حواء و أعطاهم حرية الإختيار ،و إختار الإنسان ذاته و كسَّر الوصيه.
لقد أعطاه الله الوصية و قال من كل شجر الجنة تأكل و أما من شجرة معرفة الخير و الشر لا تأكل ، و سقط و قال الله آدم ..آدم أين انت؟؟ أين أنت من الوصية و أين أنت من حياتك .
و إبتعد الإنسان حبة بحبة فزادت الخطية – و يقول ” الجميع زاغوا و فسدوا و أعوزهم مجد الله “.
و نجد شر مثل قتل قايين لهابيل و نجد إزدياد الشر و إحتاج العالم لمخلص ينير الطريق لأن الإنسان عاش في الخطية و الظلمة- فيقول المسيح أنا هو نور العالم ، و نجد العظة علي الجبل التي تأخذ ثلاث إصحاحات من إنجيل متي ، فتجد نور جديد و فهمًا جديدا. فالنور مرتبط بالقيامة ، و لذلك نصلي كل يوم …. قوموا يا بني النور … اذاً هناك ايضا بني الظلمة…
الإنسان يملك : فكر- و قلب – و يد
١- العقل :- سقط العقل و الفكر في الظلم و لذلك لا يفكر جيدا و لا يحكم جيداً، و يكون سبب في بث إشاعات و يجعل الإنسان تافهاً، و لا يستطيع أن يقود، لذلك يحتاج الإنسان الي نور القيامة .
٢-القلب :-عندما يكون القلب مظلماً لا يحب ، و لذلك نقول هذا الانسان ده قلبه أعمي – أي قلبه مظلم – و مملوء بالخطايا و علي رأسها الكبرياء، والتحزب و التمرد وعدم الرضاء.
٣- اليد : فهناك يد بيضاء منيرة و أخري مظلمة ، اليد المظلمة هي اليد التي لا تصنع شيئاً لأنها تعيش في الظلام أو الحرام و تقف وراء كل كذب و كل عنف.
إذاً يا إخوتي الإنسان يحتاج أن يسمع الي هذا النداء” قوموا يا بني النور … لنسبح رب القوات” و لذلك لن يتقدم مكان أو إنسان إلا عندما يعيش في النور و يعمل في النور و يتخلص من الفساد …. فما أبهج الأمة أو الشعب أو الأسرة ذوي عقول المستنيرة. فهولاء هم صفوة الأمة الذين يكتبون قصص و يكتبون شعراً، و يؤلفون كتب تنير عقل الإنسان.
وفي الجانب الآخر …. نجد هؤلاء أصحاب القلوب المظلمة…، الذين يسمعون النداء لأصحاب القلوب المنيرة أصحاب الرحمة ، و الذين يخدمون المجتمع و كل الجهات الخيرية. و الله خلق الإنسان ليخدم الآخرين و ليحب الآخرين . و نسمع مثلاً عن كلمة الوزير ، فمنصب الوزير يساعد كل أفراد المجتمع كلا في مجاله.
و أخيراً الذين يسقطون في خطايا اليد المظلمة و هم الذين يسقطون في الفساد علي عكس أصحاب الأيادي البيضاء و المضيئة التي تقوم بأعمال كبيرة تفيد المجتمع.
قوموا يا بني النور لنسبح رب القوات ، و لذلك يقول الكتاب أتي للظلمة و الظلمة لم تعرفة، فكل طقوسنا و أعيادنا و خدمتنا تتم في نور القيامة،فهو باكورة أعيادنا ….وأخيراً أحب أهنئ عمال مصر في عيدهم غداً إن شاء الرب و عشنا. إننا نكرر شكرنا و محبتنا للرئيس و الحكومة و الوزراء و المسؤلين . دامت المحبة و دامت أرض مصر.
و كل سنة و انتم طيبين. و لـ إلهنا المجد من الآن و الي الأبد آمين .