وتابع حكيم: “لقد عرضنا مع غبطته لموضوع جهاز أمن الدّولة وهو مثال كبير على هذا التّآكل الحاصل، بل هو اضطهاد للمناصب المسيحيّة الموجودة في الدّولة اللّبنانية. كذلك فان التّوازن المسيحي – الإسلامي في وزارة الإقتصاد والتّجارة شبه مفقود، على الرغم من اننا قد أعدنا بعض التّوازنات الى بعض المؤسسات التّابعة للوزراة، في خلال هاتين السّنتين، ولكن الأمر يتطلّب انعقاد مجلس الوزراء وتوقيع المراسيم المختصّة للإتّفاق على المناصب عامّةً. “
وختم حكيم: “نتمنّى أن يكون هناك آفاقا ايجابية توصلنا إلى انتخابات رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن. من المؤكّد انّنا نفضّل أن يكون الرّئيس من بين الأقطاب الأربعة، نظراً لتمثيلهم الشّعبي ووجودهم على الأرض وحيثيّتهم الميثاقيّة، ولكن قد يكون رئيس الجمهوريّة توافقيّا ايضاً. المهم انتخاب رئيس للجمهوريّة يكون فاعلاً على كلّ الأصعدة.”
ثم ألتقى غبطته وفدا برلمانيا اوروبيا برئاسة نائبة رئيس حزب الشعب الأوروبي المسؤولة السياسية لحوض البحر الأبيض المتوسط في البرلمان الأوروبي ماريا غابريال، وضم الوفد عضو حزب الشعب الاوروبي (الديمقراطي -المسيحي) كريستيان سيلفيو بوسوي، الوزير الإقليمي السابق المسؤول عن الحماية الإجتماعية والشرطة والإقتصاد ستيفانو مولو، الأمين العام للحزب والمسؤول عن الحوار بين الحضارات في حوض البحر الأبيض المتوسط باولو ليخاندرو، وفرانسوا غابرييل ورافقهم رئيس الرابطة المارونية في بلجيكا مارون كرم.
بعد اللقاء أكدت غابريال انه “لا بد للحرب ان تتوقف،” وقالت:” تشرفنا بلقاء صاحب الغبطة اليوم، فنحن كوفد من حزب الشعب الأوروبي والذي يشكل الأكثرية في البرلمان الأوروبي وكمسيحيين ديمقراطيين، نحمل القيم المسيحية التي تشكل قلب مشروعنا السياسي. وكمدافع كبيرعن مسيحيي الشرق كان من الضروري جدا ان نلتقي البطريرك الراعي الذي تشاركنا واياه رسالة السلام والتضامن.”
وتابعت غابريال:” لقد تركز اهتمامنا على الوضع الداخلي في لبنان لأن هذا البلد والجماعة المسيحية التي تقطنه عاشت منذ القديم قيم العيش معا، والتي علينا بدورنا بلورتها في اطار اقليمي ودولي منعا لأي تشكيك بها. بالنسبة لنا، من المهم جدا التأكيد على دعمنا للبنان لأنه نموذج واضح لعيش الجماعات مع بعضها البعض، وللحوار بين الأديان والحضارات، انه مركز اهتماماتنا. كثيرة هي النقاط المشتركة بيننا، ولكن علينا ان نبقى يقظين لكي لا نفقد هذه التجربة وهذه القيم المسيحية، لذلك يجب ان نحترم هذه الخبرة العريقة من العيش. ومن المهم جدا ان ندرك طبيعة ما يجري وما هي تباينات التحديات الإقليمية والدولية لنتمكن معا من مواجهة هذه التحديات وكل التساؤلات المرتبطة بالسلام والأمن.”
وأضافت غابريال:” انه لقاؤنا الأول بالكردينال الراعي، ولقد تأثرنا كثيرا بصوته المشيد بهذه التجربة من العيش المشترك والإحترام بين مختلفات الجماعات في لبنان. لقد تحدثنا عن الوضع الإقليمي لأننا جميعنا نهتم بما يجري في سوريا والعراق و ندرك مدى تأثير هذه الحروب على الوضع العام،” مشددة على “دور غبطته الهام جدا لأنه يمثل صوت السلام والتوافق الذي بامكانه ايجاد حل دائم للصراع. انه الصوت الذي يدعو الى ايجاد الإستقرار مع الأخذ بعين الإعتبار الخصوصية المحلية وتاريخ البلدان. لقد سررنا لسماع نداء ينبه الى ضرورة ان تدرك الأسرة الدولية ما هي خصوصية المنطقة قبل تحديد استراتيجيات او فرض مواقف معينة، وهذه رسالة قوية.”
وختمت غابريال:” نحن نثمن تدخل السلطات اللبنانية واهتمامها باللاجئين السوريين ومساعدتهم لمقاومة الوضع المأساوي، وهذا ما لمسناه في خلال جولتنا على مخيم عنجر في البقاع. ولكن الهدف الأساس يبقى عودة هؤلاء الناس الى بيوتهم وارضهم لهذا يجب علينا كبرلمانيين اوروبيين رفع الصوت عاليا وخصوصا بعد اطلاعنا على هذه الظروف والمعطيات، لكي تتحمل الأسرة الدولية مسؤولياتها ولكي يكون الرهان ايضا على الشراكة مع اوروبا لما للإتحاد الاوروبي من دور هام جدا يتمثل بالتشاور مع كل القوى،” لافتة الى أهمية “ان يبقى لبنان على الأجندة الدولية لاننا نعرف ان هذا الأمر لم يكن كذلك في السابق، وبالتالي الإستماع الى حاجاته ولاسيما تلك المتعلقة بالبنى التحتية والخدمات التربوية والصحية لذلك يجب تكثيف المساعدات له وارساء حوار دائم لايصال الوسائل الى حيث يجب ان تكون وهذه هي الرسالة التي سنحملها الى الإتحاد الأوروبي.”
والتقى غبطته السفير المصري في لبنان الدكتور محمد بدر الدين زايد الذي رأى ان “هذا اللقاء جاء في إطار التّشاور المستمر بيننا وبين غبطته. هناك توافق واتّفاق حول رؤية كاملة وحول ضرورة إنهاء الفراغ الرّئاسي الذي يُضرّ بلبنان ويُضرّ بالإستقرار الإقليمي. الموقف المصري ثابت في هذا الإطار، وهو يشدد على أنّه كفى تعطيلاً، لأن لبنان في هذه المرحلة الصّعبة وفي هذه الأوضاع الإقليمية والدّولية يحتاج الى رئيس للجمهورية.”
وأضاف زايد: ” لقد تحدّثنا عن الخطاب الدّيني وعن الزّيارة المهمّة والموفّقة التي شرّفنا بها غبطة البطريرك إلى مصر ولقائه الإمام الأكبر الشيخ الأزهر. كما تطرقنا الى كيفية تنسيق الدّور الأساسي للمؤسّستين الإسلامية والمسيحية في مواجهة التّشدّد وتجديد المحبّة والتّماسك الوطني، وهذا انطلاقاً من الصّيغتين المصرية واللّبنانية.”
ومن زوار الصرح الوزير السابق جان عبيد، ثم رئيس اتحاد بلديات البترون طنوس فغالي.اعادة مصالحة العالم العربي مع ذاته من جهة والعالم العربي مع الخارج من جهة اخرى.”
وبعد الظهر، إستقبل البطريرك الراعي، عميد كلية الآداب الدكتور محمد توفيق ابو علي ومستشار رئيس الجامعة اللبنانية الدكتور جوزيف شريم ومنسقة اللجنة الثقافية والإعلامية في كلية الآداب الدكتورة لارا خالد، الذين زاروا الصرح بتكليف من رئيس الجامعة اللبنانية الدكتورعدنان السيد حسين لتقديم دعوة للبطريرك الراعي للمشاركة في أعمال ندوة بعنوان “الجامعة اللبنانية وحوار الثقافات” في شهر ايلول المقبل.
ثم التقى غبطته النائب السابق الدكتور فارس سعيد في زيارة تهنئة بعيد الفصح المجيد، وكانت مناسبة تم فيها البحث في شؤون وطنية واقليمية. وأشار سعيد الى انه “تم التركيز على الخلوة الأخيرة التي انعقدت في دير سيدة الجبل والتي تم فيها تقديم ورقة لها علاقة بدور المسيحيين في هذه المرحلة، وخصوصا لأنهم قادرون اكثر من اي جماعة اخرى في المنطقة، على تأمين التواصل والتواصل بين الإعتدال العربي والإسلامي من جهة وبين الإعتدال الغربي من جهة اخرى.”
واضاف سعيد” لقد وضعنا صاحب الغبطة في أجواء التحضير للإجتماع الكبير الذي سيحصل في الفاتيكان بين كنائس الشرق وقداسة البابا فرنسيس حول موضوع المنطفة واحداثها وتداعياتها وما يمكن ان تقوم به الكنائس المشرقية وعلى رأسها الكنيسة المارونية من اعادة مصالحة العالم العربي مع ذاته من جهة والعالم العربي مع الخارج من جهة اخرى.”