إذا كانت الأمومة في معناها العام هي عطاء وتضحية من أجل الأبناء فإن أمهات الأشخاص ذوي الإعاقة هن أكثر عطاء واحتمالا, ونحن نحتفل بعيد الأم نقترب أكثر من المصاعب التي يقمن بتحديها, والمطالب والأمنيات لهن في ظل مجتمع لايزال يحبو في طريقه لإدماج الأشخاص ذوي الإعاقة به في مختلف المجالات.
ولاء – ص أم لطفل من ذوي الإعاقة تحدثت عن المشاكل, والصعوبات الكثيرة التي اضطرت للتعامل معها بعد أن أصبحت أما لطفل داون قالت:
شعرت بصدمة كبيرة حينما أخبرني الأطباء بإعاقة انبي وظللت أبحث عن أي طبيب يقول لي رأيا مختلفا لكن لم يحدث.. بعد العام الأول لطفلي بدأت أفيق من الصدمة, وأحاول التعامل مع ظروف ابني بشكل طبيعي فذهبت لإحدي المراكز التدريبية المتخصصة في هذا المجال, وأصبحت خطوة بخطوة مع ابني حتي يتعلم الأشياء البسيطة يستطيع الاعتماد علي نفسه في الأكل والشرب وارتداء ملابسه وهو الآن في السنة الرابعة في إحدي مدارس ذوي الاحتياجات الخاصة ولكن لم يكن هذا بالأمر السهل ففي السنوات الأولي لطفلي كان كل من يشاهده يفزع ويقولي هو مش طبيعي والكلام ده كان يؤثر في ويؤلمني جدا والأكثر من كده أني بذلت مجهودا كبيرا في أن أقنع الأطفال في عائلتي بأن يلعبوا معه لأنهم كانوا بيخافوا يلعبوا معه, والمشكلة تضخمت عندما أنجبت طفلة أخري بعد سبع سنوات من مولد طفلي هذا فكان علي أن أرعي الابن الأكبر بكل ظروفه واهتم بطفلتي الجديدة فهو مشوار كبير من المعاناة والألم ليس البدني فقط بل النفسي أيضا ولكن كل ده يزول كما بأشوفه في حال أفضل والحمد لله علي كل شيء.
سهير عبدالحميد عمر, رئيس قسم الدفاع الاجتماعي بإدارة التضامن الاجتماعي بمركز بني مزار, والتي حصلت علي المركز الأول في مسابقة الأم المثالية بالمنيا هذا العام ولديها اثنين من أبنائها من ذوي الإعاقة الحركية ومتميزين وعلي الرغم من أنهما تحرص إلي تنفيذ كرسي متحرك متطور لذوي الإعاقة الحركية وحصلا علي أفضل المراكز العلمية في البحث العلمي, وكان منها المركز الأول علي مستوي المحافظة والرابع علي مستوي الجمهورية وشهادة تقدير من جامعة بيل للعلوم والهندسة بأمريكا وهي الجامعة المصنفة رقم 8 علي العالم إلا إنهما لم يتمكنا من الحصول علي سيارة مجهزة, وناشدت والدتهما المسئولين بالاستجابة لمطلبهما هذا.
حقيقة الأمر أن أمهات ذوي الإعاقة يتحملن الكثير مع أبنهائن صغارا وكبارا, صغارا لأنهم لايزالون في مرحلة التعلم قبل أي طفل وكبارا بسبب تجاهل المجتمع والدولة لمطالبهم أو بالأحري حقوقهم الأساسية في الحياة.