تناولت السينما المصرية العديد والعديد من الوظائف التى يسلط عليها المجتمع الضوء او تكون وظائف حساسة او يتعامل معها المواطن المصرى يومياً ، ومن بين هذه الوظائف التى تناولتها السينما المصرية هى وظيفة “الشرطى ” وقدمتها السينما المصرية بكل اشكالها منها الشرطى المتفانى فى عمله مثل حكمدار العاصمة “يوسف بك وهبي ” او الكوميدى مثل كريم عبد العزيز فى فيلم “الباشا تلميذ ” – ولكن يبقى ويعلق فى الاذهان دوماً فكرة الشرطى السئ او الفاسد وايضاً تم تجسيده فى عدة افلام نذكر منها على سبيل المثال وليس الحصر،
1.كمال الشناوي في “الكرنك”
مع انتهاء الحقبة الناصرية، بدأ صناع السينما المصرية رصد دور أحد رجال الشرطة، فى تعذيب أفراد الشعب داخل المعتقلات، وتحديداً عام 1975 فيلم “الكرنك” تأليف نجيب محفوظ واخراج علي بدرخان، الذى ناقش تعذيب السجناء فى عصر جمال عبدالناصر، وتعدد التعذيب بين الصعق الكهربائى، وإطفاء السجائر فى الأجساد.
2. سعيد عبد الغني “إحنا بتوع الأتوبيس”
عام 1979، تم انتاج فيلم “احنا بتوع الاتوبيس” للمخرج حسين كمال، بطولة عادل إمام وعبدالمنعم مدبولى وعقيلة راتب وسعيد عبدالغنى، جسد هذا الفيلم التعذيب فى السجون والقبض على المواطنين واعتقالهم دون سند قانونى، وتلفيق التهم والتعذيب للاعتراف بجرائم وهمية وكان الجديد فى هذا الفيلم إقدام الشاويش على قتل الضابط بعد أن تأكد أنه يعذب أبرياء.
3″.احمد ذكي “زوجة رجل مهم”
فيلم “زوجة رجل مهم”، ناقش تعذيب رجال الشرطة للمواطنين، عام 1987، وهو من تأليف رؤوف توفيق وإخراج محمد خان 1987، ويروي قصة ضابط مباحث أمن الدولة الذي أشرف على تعذيب المتهمين في انتفاضة 18-19 يناير 1977 في عهد الرئيس السادات، وقصة إحالته للتقاعد بعدما ظن انه يحمي الوطن بتعذيب الطلاب الشرفاء.
4.”التحويلة”
فيلم “التحويلة” إنتاج 1996 بطولة فاروق الفيشاوى ونجاح الموجى وأحمد عبدالعزيز ووفاء عامر، ويتناول القبض على مجموعة من الأبرياء وتعذيبهم فى السجون بصورة وحشية ويتغلب المساجين فى النهاية على الضباط فى مشهد انتقامى.
5.خالد صالح “تيتو”
عام 2004، قدم المخرج طارق العريان، فيلم “تيتو” عن استخدام ضابط ذي رتبة كبيرة نفوذه في عمليات مخالفة للقانون والتربح منها، يحكي الفيلم قصة حياة طاهر عبد الحي سليم “أحمد السقا” الذي دفعته ظروفه لحياة الإجرام ومحاولاته لكي يترك حياة الاجرام ويتوب ليحيا حياة شريفة، وعن المشاكل التي تواجه عن محاولته التوبة مع العقيد رفعت السكري “خالد صالح”، الذي برع في تقديم شخصية ضابط الشرطة الشرير.
6.خالد الصاوي “أبو علي”
وفى بداية عام 2005، تم انتاج فيلم “أبو على” للمؤلف بلال فضل، والمخرج أحمد نادر جلال، عن رجل شرطة يستغل سلطاته لإلصاق جريمة قتل بشخص بريء.
7.ابو الحسن “عمارة يعقوبيان”
تأليف الكاتب الكبير وحيد حامد، عن رواية علاء الاسوانى، واخراج مروان حامد، الفيلم تم انتاجة عام 2006، وناقش مما يجري في أقسام مباحث أمن الدولة وهو يقدم صورة للتلذذ بعبارات الشذوذ التي تتردد على ألسنة الضباط، وعمليات انتهاك الأعراض للمحتجزين.
8.خالد الصاوي”الجزيرة”
قدم المخرج شريف عرفة، عام 2007 فيلم “الجزيرة”، عن نقد تعاون الداخلية مع الخارجين عن القانون في بعض الأحيان وترك المساحة لهم لارتكاب جرائم كبرى في مقابل مساعدتهم في أعمالٍ أخرى، احداث الفيلم تكشف عن واقعة حقيقية حدثت في اسيوط حول قيام وزارة الداخلية بالسماح لاحد المجرمين يدعى عزت حنفي بزراعة المخدرات بل وقيامها هى بترويجها وبيعها له مقابل ان يساعدها هو في قتل الاسلاميين المناوئين لها ورشاوى يحصل عليها كبار قيادات الشرطة كحصيلة بيع المخدرات الا ان هذا المجرم تضخمت قوته وصار قوة كبري تتحدى وجود الدولة ذاتها في هذه المناطق كما كشف الفيلم ان زراعة المخدرات تدعمه الداخلية لالهاء الشباب به بدلا من العمل بالسياسة.
9.خالد صالح “هى فوضى”
عام 2007 تم انتاج فيلم “هى فوضى” الأشهر عن رجال الشرطة والمواطنين، للمخرجان يوسف شاهين وخالد يوسف ، وجسد الفيلم نموذج واقعى لجبروت السلطة وبلوغها أقصى درجات القهر والطغيان وذلك من خلال شخصية حاتم “أمين الشرطة” الذى جسده الفنان الراحل خالد صالح ببراعة، وهي شخصية الفيلم المحورية الذي يستغل منصبه أسوأ استغلال لتحقيق مآربه ومصالحه الشخصية، حيث يتمكن حاتم من امتلاك كل ما يشتهيه إلا أن قلب جارته المدرسة الشابة نور الذي يستعصى عليه حيث تفضل عليه وكيل النيابة الشاب شريف وهو ابن ناظرة المدرسة التي تعمل بها، تتوالى الأحداث في الفيلم ما بين مواجهات بين قهر أمين الشرطة حاتم، وضمير المجتمع (ممثلاً في وكيل النيابة الشاب شريف)، وتنتهى الأحداث بالثورة الجماعية ضد أمين الشرطة.
ولعل رؤيا الراحل والخالد يوسف شاهين الذى دوماً وكأنه يرى المستقبل كأنه يعيش معنا الان ويشاهد الاحداث الان التى تشهدها مصر من تعدى بعض رجال الشرطة من رتبة الـ ” امين ” وما تشهدة مصر خلال هذا الاسبوع من حوادث تحرش وقتل من بعض من ينتمون الى هذة الفئة – لا تملك الا ان تقول ان الفن كان وسيظل دائماً سابق وناقد للمجتمع الذى لا يريد ان تصبح البلد كـ عنوان الفيلم “هى فوضى”.