رحلت منذ قليل الفنانة الكبيرة كريمة مختار، والتى احتفظت بجدارة على لقب الأم , والذى اشتهرت به منذ دخولها عالم الفن حيث امتلكت ملامح الأم المصرية مما زاد من اقتناع الناس بأدائها وجعلها من أكثر الممثلات أداء لهذا الدور في تاريخ الدراما المصرية, لتصبح عطيات محمد البدرى وهو اسمها الحقيقى من الفنانات العظام التى سيذكرهن تاريخ السينما المصرية على الدوام .
ولدت الفنانه كريمة مختارفى 16 يوليو لعام 1934م في القاهرة لعائلة اصولها من مدينه ساحل سليم بمحافظة أسيوط، وفي عام 1963م حصلت على بكالوريوس المعهد العالي للفنون المسرحية.تزوجت الفنانة “كريمة مختار” مرة واحدة في حياتها من المخرج الراحل “نور الدمرداش” عام 1958 الذي أنجبت منه أربعة أولاد هما: الإعلامي “معتز الدمرداش” والمخرج “أحمد” والمهندس “شريف”، بالإضافة إلى ابنتها الوحيدة هبة “.
بدأت “كريمة مختار” مشوارها الفني من خلال الاذاعة في برنامج الأطفال “باب شارو” الذي اشتهرت من خلاله كصوت إذاعي يجيد تقديم الأعمال الدرامية، ثم عُرض عليها العديد من الأدوار السينمائية إلا أن أسرتها لم ترحب بهذا العمل، فاقتصرت على العمل الإذاعي فقط.
السينما تفتح ابوابها لكريمة مختار
المخرج نور الدمرداش ساعدها على اقتحام عالم التمثيل من خلال فيلم “ثمن الحرية” عام 1964م.قدمت بعد ذلك العديد من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والسينمائية، ومن أبرز أعمالها التلفزيونية “البخيل وأنا” و”نقطة نظام” و”أدهم وزينات و3 بنات” و”من الذي لا يحب فاطمة” و”يتربى في عزو” و”زهرة وأزواجها الخمسة” و”الحارة”، وأيضاً من أبرز أعمالها السينمائية “ثمن الحرية” و”نحن لا نزرع الشوك” و”ومضى قطار العمر” و”الحفيد” و”أميرة حبي أنا” و”وبالوالدين إحسانا” و”يارب ولد” و”الفرح”، بالإضافة إلى العمل المسرحي “العيال كبرت.
تغيير اسمى فصلنى عن الناس
عن تغيير اسمها من عطيات محمد البدرى الى كريمة مختار صرحت فى احد حوارتها الصحفية : لا أنكر أن تغيير اسمى كان شيئاً صعباً، فصلنى عن نفسى وجعلنى أتعامل مع الناس باسم آخر غريب عنى، ولكن قبلت بذلك بسبب عشقى للفن ولأننى لم أتقبل رفض أهلى لعملى فى الفن والتمثيل، فقررت وقتها أن أعمل باسم مستعار، ولو كانوا أهلى عايشين إلى اليوم ورأوا مدى التكريم والتقدير الذى حصلت عليه من وراء تغيير اسمى إلى «كريمة مختار»، لما رفضوا عملى بالفن، فبقدر ما أخذ منى هذا الاسم منى بقدر ما أعطى لى.
والفن عرفنى بهذا الأنسان العظيم
عن زواجها من المخرج الراحل نور الدمرداش تقول :نور عرفته فى الوسط الفنى، ويكفينى أن الفن كان سببا فى ارتباطى بهذا الرجل العظيم، بالإضافة إلى أن أفكارنا واتجاهاتنا كانت واحدة، وعندما عرض على الزواج أبلغت أهلى وللعلم وافقوا عليه، لأنه كان يعمل فى مجالات أخرى غير التمثيل وكان حاصلا على بكالوريوس علوم سياسية، لكنهم نصحوه بأن يبتعد عن الفن.
ـ طبعا، اثنان مثلنا يعشقان الفن والثقافة ولهما رؤية فى الحياة، لا يجوز عندما يفكران فى الزواج إلا أن يتزوجا على أساس من التفاهم والحب «مش أى جوازة وخلاص.
جوائز وتكريمات
نالت الفنانة المصرية خلال مشوارها الفني العديد من الجوائز والتكريمات حيث حصلت على جائزة تكريم في ختام أعمال المهرجان القومي للمسرح عام 2010م عن مجمل أعمالها الفنية، وجائزة تكريم من وزارة الصحة ومنظمة اليونيسيف عام 2008م لجهودها في الفيلم التعليمي الخاص بمرض أنفلونزا الطيور.كما حصلت على جائزة أفضل ممثلة عن دورها في مسلسل “يتربى ف عزو” من مهرجان القاهرة للإعلام العربي الثالث عشر عام 2007م، بالإضافة إلى درع التكريم من مهرجان اوسكار السينما المصرية عام 2008م.
ماما نونة لن ينساها المصريين
ان اداؤها لشخصية “ماما نونا” في مسلسل يتربى في عزو أكثر من رائع وممتاز. شخصية “ماما نونا” التي دخلت كل البيوت المصرية والعربية نتيجة حنانها الزائد وتدليلها المبالغ فيه لابنها حمادة (يحيى الفخرانى) الذي يبلغ من العمر ستين عاماً. الشخصية التي تذكر الجميع بالأم المصرية الطيبة البسيطة التي تحب ابناؤها بجنون ولا تستطيع الاستغناء عنهم أو ترفض لهم طلب. والمصريين لن ينسوا ابدا ماما نونا .