رئيس التحرير
يوسف سيدهم

الوسم: السينما المصرية

رحل بطل القاهرة 30 ,, حمدى احمد نجم الفن والسياسة  والفلاح الفصيح يغادر الحياة 

رحل بطل القاهرة 30 ,, حمدى احمد نجم الفن والسياسة  والفلاح الفصيح يغادر الحياة 

     توفى فى ساعة مبكرة من صباح اليوم  الفنان حمدى احمد هو البسيط ذو الملامح الريفية واللكنة المميزة والموهبة غير المحدودة، وصفه زملاؤه بالمحظوظ حيث كانت انطلاقته الأولى في السينما في دور بطولة أمام سعاد حسني، وأحمد مظهر، وبقيادة صلاح أبو سيف في واحد من أروع كلاسكيات السينما المصرية، وانطلق بعدها يغرد بعيدا عن السرب في أفلام شكل بعضها وجدان أمة وسُجلت كعلامات مضيئة في السينما المصرية، هو محجوب عبدالدايم ومحمد أفندي وعبدالعال، والجد الأخرس وغيرها من الأدوار التي أعطاها الحياة بموهبة. ولد حمدي أحمد في 9 نوفمبر 1933 بمركز المنشأة بمحافظة سوهاج، وتخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية عام 1961 وكان يدرس التجارة بجوار دراسته للمسرح ولكنه هجرها دون أن يتم دراسته فيها وتفرغ للدراسة بالمعهد، وجاءت انطلاقته الأولى في السينما في عام 1966 حيث قدم خلال هذا العام 3 أفلام.ولكن الانطلاقة الحقيقة جاءت في رائعة الفتوة "صلاح أبو سيف" القاهرة 30 عن رواية نجيب محفوظ "القاهرة الجديدة" وسيناريو على الزرقاني ووفية خيري وصلاح أبو سيف وحوار لطفي الخولي، حيث أعطاه أبو سيف دور البطولة أمام السندريلا سعاد حسني وأحمد مظهر، وعبدالمنعم إبراهيم، وكان حمدي أحمد، واحدا من مجموعة من الوجوه الشابة وقتها قدمها صلاح أبو سيف، للسينما من بينهم الممثل القدير والمخرج التلفزيوني المميز أحمد توفيق، والفنان رؤوف مصطفى، والفنان أشرف عبدالغفور، والفنان عبدالعزيز ميكوي وغيرهم. لينطلق بعدها حمدي أحمد إلى السينما ويقدم أفلاما اتسمت بالتجريب السينمائي كفيلم "ثلاث قصص" 1968 إخراج إبراهيم الصحن، قُدم خلال الفيلم ثلاثة قصص الأولى هي "دنيا الله للكاتب" نجيب محفوظ وسيناريو، وحوار عبدالرحمن فهمي، والثانية "5 ساعات" للكاتب يوسف إدريس وسيناريو وحوار بكر الشرقاوي، والثالثة هي "إفلاس خاطبة" سيناريو وحوار إسماعيل القاضي، وفيلم "واحد في المليون" سنة 1970 إخراج أشرف فهمي، وقصة وسيناريو وحوار مصطفى محرم، وفيلم "صور ممنوعة" 1972 من إخراج أشرف فهمي وقصة وسيناريو وحوار رأفت الميهيمرحلة يوسف شاهيندخل "حمدي أحمد" دنيا المخرج يوسف شاهين، من الباب الواسع لها، فأسند له يوسف شاهين دور "محمد أفندي" في رائعته "الأرض" 1970 قصة ليقدم حمدي أحمد دور الفلاح المتعلم المتعالي على أهل قريته وينافس "عبدالهادي" مع حب وصيفة، ليخسر قلبها مثلما خسر هيبته في عيون أهل القرية حينما وقع ضحية خديعة الباشا، ويمكن القول أن حمدي أحمد تفوق على نفسه في هذا الدور حيث كان يسيطر على موهبته كل السيطرة حتى لا تفلت الشخصية المعقدة من بين يديه، ثم "العصفور" 1972 في دور مختلف عن دوره في "الأرض" حيث دور الضابط عوف، هذا اللزج الوصولي المنافق، ثم في "اليوم السادس" عام 1986 في دور أثبت فيه حمدي أحمد، أنه ممثل متمكن من أدواته فكانت أغلب جمله الحوارية عن طريق ملامحة لا عن طريق لسانه. كما تعاون "حمدي أحمد" مع المخرج توفيق صالح، في فيلم واحد وهو فيلم "المتمردون" عام 1968، وفي عام 1974 يقدم حمدي أحمد مع المخرج محمد راضي واحدا من أفضل الأفلام التي ناقشت فترة حرب الاستنزاف من المنظور الاجتماعي وهو فيلم "أبناء الصمت"، وتستمر أفلام حمدي أحمد ولكن لا بد من التوقف أمام محطتين مهمتين في مسيرته السينمائية الأولى عام 1986 مع صلاح أبو سيف مرة أخرى في فيلم "البداية". وقدم حمدي أحمد دور الفلاح البسيط الساذج وهو الدور الذي حاول المخرجون بعدها حصره فيه وذلك لتألقه الواضح في الفيلم الذي شهد مباراة تمثيل بين جميل راتب، وأحمد زكي، وحمدي أحمد، وصبري عبدالمنعم، وآخرون، والمحطة الثانية دوره المختلف في فيلم "عرق البلح" 1999 للراحل رضوان الكاشف، والذي يعد الفيلم الذي وصل فيه قمة النضوج الفني لحمدي أحمد والتأكيد على أننا أمام فنان يعرف ماهية أدواته بدقة ويستطيع السيطرة عليها والتحكم فيها بشكل يذهلك ويجعلك تتساءل لماذا هذه الموهبة شحيحة الإنتاج؟ ولكن إجابة السؤال ليست لدى حمدي أحمد ولكن إجابتها لدى السلطة.مرحلة الاعتقال في عام 1949 تعرض الفنان الراحل حمدي أحمد، للاعتقال على يد قوات الاحتلال الإنجليزي وذلك لاشتراكه في إحدى المظاهرات المناهضة للاحتلال في ذلك الوقت، وتلقي هذه الحادثة الضوء على الجانب الآخر السياسي لدى حمدي أحمد الذي طالما كان انحيازه التام للفقراء والبسطاء، ويذكر أن حمدي أحمد قد انتخب عضوا لمجلس الشعب عام 1979. وعرف "حمدي أحمد" بفكره اليساري وكانت مواقفه السياسية ومقالاته التي أعلن فيها أفكاره بوضوح عبر صفحات جرائد مثل الأهالي والشعب والأحرار والميدان والخميس والأسبوع، عائقا أمام موهبته الفنية بأوامر وتوجيهات سلطوية بمنع "هذا المشاغب من العمل"، وتضييق الفرص المتاحة أمامه على التوقف وانتقاده ومعارضته للسلطة، وقد تكرر الأمر مع فنان آخر وهو القدير عبدالعزيز مخيون ولكن للأمر قصة أخرى. مرحلة  التلفزيونإن كانت حصيلة حمدي أحمد في السينما 25 فيلما فقط، وهو رقم هزيل بالنسبة لموهبة بحجم موهبته ولكن حصيلته من الأعمال الدرامية في التلفزيون كبيرة حيث بلغت أعماله في الشاشة الصغيرة 89 عملا منها أدوار لا تنسي مثل دوره في مسلسل "شارع المواردي" بجزئيه و"جمهورية زفتى" و"وادي فيران" و"إمام الدعاة" و"علي الزيبق" و"السمان والخريف"، ويمكن القول إن الشاشة الصغيرة استطاعت احتواء قدراته التمثيلية في ظل التضييق السلطوي الذي واجهه في السنيما. المسرح ورغم أن بدايته كانت في المسرح حيث انضم إلى فرقة التلفزيون عام 1961، إلا أن إنتاجه المسرحي قليل جدا حيث اشترك في 3 مسرحيات فقط وهم "حرم جناب الوزير"، و"إزي الصحة"، و"ريا وسكينة" إذ كان يقدم دور عبدالعال زوج سكينة "سهير البابلي"، إلا أن الفنانة شادية كانت السبب وراء رحيله من العرض لأنها اشتكت مرارا وتكرارا من سوء معاملته وعدم ارتياحها في العمل معه، ما اضطر المنتج سمير خفاجي والمخرج حسين كمال باستبداله بالفنان أحمد بدير.   

ذودا‏ ‏عن‏ ‏غزة‏.. ‏ومن‏ ‏أجل‏ ‏فلسطين‏ ‏حرة‏..‏ تتواصل‏ ‏الأصوات‏ ‏الحرة

المزيد

الأكثر مشاهدة