حول الصور التي ترسم للقديسين ، نجد هالة ذهبية حول رؤوسهم ، ترمز للنور الذي يشع منهم و حالة القداسة التي تحيط بهم .
و سمعت قديماً ان تلك الهالة كانت تلازم القديسين في حياتهم و لا نراها . لكن الله يكشف عن البعض الحجاب فيرون تلك الهالات حول رؤوس اصحابها ويخبرونا بها .
سمعت … صدق او لا تصدق ..
ولكن ما نصدقه جميعاً ان كلنا تحيط بنا هاله .. هاله بألوان مختلفه .. إطلاله مميزه ..
وسامحوني في ذكر امثله لإطلالات سلبيه في البدايه .. لأني افضل ان تكون النهايات .. ايجابيه.
– البعض تحيطه هالة من اليأس .. كشبكه الصياد .. يرميها فيشتبك الحضور في خيوطها و تنتهي المقاومه بالإنهاك و الاستسلام .. إلا من رحم ربي و احتفظ في قلبه بالامل و التفاؤل ما يكفي لتمزيق شباك اليأس . هالة سوداء.
– و البعض تحيط به هاله من ” انتهاء العمر و راحت علينا” او ” لا منفعه تحت الشمس ” او ” احنا عايشين علشان ولادنا” هالة رماديه .. او بيچ .
– و البعض تحيط به هالة من القداسه ” الزائفه” صامت و ان تكلم فبالآيات و ان أدان فبالآيات و ان أهان يختار للإهانة .. آيات .. هالة صفراء .
و البعض يسكب انعدام الطموح و انعدام الرغبه و انعدام الفكر و انعدام الاخلاق .. بمجرد حضور الشخص تمتلئ الاجواء بلونه القاتم فيجثم بهالته علي الصدور .
ثم هناك اشخاص .. بلا هالة .. حضروا او غابوا لا تستشعر معهم فرقاً ..
ثم الهالات الجميله ..
– البعض يأثرون عينيك بهالتهم البيضاء العفويه .. بصفو قلوبهم و نقاء نيَّاتهم ..
– و البعض يجذبون عقلك بآراء متعمقه متفتحه متعقله ترضي ذكاءك و تثري وجه نظرك . هالة زرقاء كالبحر و السماء.
– و البعض يأسرون قلبك ، بأصوات دافئه ، بتفهم و اهتمام و صدق المشاعر .. أياً كانت المشاعر .. هالة بلون النار .
و البعض هالتهم تسبق حضورهم فتبتسم لذكر اسماءهم و تشتاق لحضورهم ..
و اعد لهالة القديسيين .. اللذين يرافقهم حضور الله ، اللذين يسكنهم حضور الله .. هالة من الروحانيه الحقيقيه .. ليست خياليه و لا زائفه و لكنها روحانيه تلمسها بيدك و تبصرها بعينك .. هالة هي نتاج العشره الحقيقيه و الاختبارات المتواليه ، هالة هي نتاج مقاومه الشر و الثبات في الله .
تلك تجد طريقها اليك بلا معاناه و يصاحب وجودها ترحيب و ارتياح ..
الجميل ان الهالات معروضه للإقتناء ..
فغير هالتك وقت تشاء .. ايها تختار لنفسك ؟