كثيرا ما اسأل نفسى: ما هو الخير؟ وكيف ننشره فى العالم حتى تعم الفائدة؟.
الواقع أن الله العظيم الابدى، الاول والاخير هو: الخير الحقيقى، ولأنه هو الخير فقد خلق الإنسان حتى ينشر الخير والعمار فى العالم، وأهداه هدية ثمينة هى العقل، الذى يتميز به عن كل المخلوقات، وهو الذى يجعله يسيطر على الكون، ويتحكم فيه، ويجعله مكانا امنا سالما مناسبا للعيش فيه والتمتع به.
من هنا فان الانسان مخلوق خير لخالق هو الخير الحقيقى.
وقد خلق الله له الجنة وأسكنه إياها فى البداية. مسئولية الانسان الاولى والحقيقة هى نشر الخير فى العالم، وحتى يستطيع ذلك لابد ان يؤمن ايمانا حقيقيا بانه مجرد انسان فى هذه الحياة، وعليه ان يحترم كل انسان اخر، فى كل زمان ومكان، مهما أختلف معه فى اللون واللغة والعقيدة والجنس، يجب ان نحترم الانسان لكونه انسانا اولا وقبل كل شئ، وعندما نفعل ذلك فانه الخير الحقيقى، لانه سيدفعنا بعد ذلك الى حبه ومساعدته وقبوله والتعاون معه.
رسالة الانسان هى نشر الخير فى العالم، واعتبار المسكونة عائلة واحدة، يجب أن تتبادل المصالح والحب والمنفعة.كان السيد المسيح، يجول يصنع خيرا، يشفى المرضى، ويحي الموتى، ويطعم الجوعى، ويبارك فى الطعام ويزيده الخير فى ان تفعل ذلك، ان تتقاسم طعامك مع جارك الفقير وتعطيه جزءا من الخير الذى افاض به الله عليك وكان الرسول الأمين: محمد بن عبد الله متسامحا محبا حتى لمن يسئ اليه، وكان هناك انسان شرير يضع فى طريقه يوميا بعض القمامة، ولم يهتم الرسول، وفى احد الايام مشى فى طريقه اليومى فلم يجد القمامة المعتادة، فسأل عن السبب، وعرف ان الانسان الذى يضعها يوميا مريضا، فما كان منه الا ان اشترى هدية وذهب الى ذلك الانسان الذى لا يحبه، وقدمها له متمنيا الشفاء العاجل له، انه التسامح حتى مع من يكرهوننا أو يسيئون إلينا، الا نتعلم من ذلك التسامح الحقيقى، التسامح هو الخير ايضا الذى نفعله مع الاخرين.
المفر الاخلاقى الصينى كونفوشيوس Confucius 551-479 ق .م
كان ينادى تلاميذه واتباعه بأن يعاملوا الناس كما يحبون ان يعاملوهم به، وهذه قاعدة اخلاقية جميلة تعبر عن الخير الحقيقى، فأنت عندما تعامل الناس كما تحب ان يعاملوك به، ستحترمهم وتخدمهم، وتخاف على مشاعرهم وتقدم لهم كل ما يحتاجون اليه.. انه الخير.. الديانة الحقيقية الاولى للانسان هى الانسانية، قبل كل الفلفسات والرسالات الدينية، فالانسان عندما يحترم الانسانية وكل البشروالاخر فهو الخير الذى تنادى به الانسانية منذ وجد الانسان على الارض.
لعلنا نشعر الان بتراجع هذا المفهوم عن الخير والانسانية، والسبب هو جموح الانسان وطمعه، وعدم احترام غيره، لقد اصبحنا كالحيوانات نقتل بعضنا بعضا، ونغتصب ثروات واملاك البعض، واهملنا العقل هدية الله لنا، وهو الذى يشعرنا بانسانيتنا، ويعرفنا ويهدينا الى الخير واحترام بعضنا، وخدمة الاخر، وكما نقول فى الامثال: خادمكم هو سيدكم، وايضا عظيمكم هو خادمكم.
لابد للانسان ان يعود إلى الخير ،إلى الله ، وتنفيذ إرادته الحقيقية في نشر الخير في العالم ، لم نخلق لنقتل بعضنا ونسرق بعضنا ونسئ للاخر ونتركه يتعذب ويتألم ويمرض دون ان نمد يد العون والمساعدة له ، وإذا كانت الدول الكبرى تفعل ذلك الان وتدمر العالم ، لانها ابتعدت عن الخير وسارت في طريق الشر الذي يؤدي الى الموت . وفي النهاية لايصح الا الصحيح ، وسيعرف كل انسان ان الخير هو رسالته الحقيقية ، زيارة المرضى والمسجونين ، اعطاء الفقراء والمحتاجين حب وعطف واحترام الانسان في كل مكان .