بقلم سالى الجباس المحامية ومديرة مؤسسة سيزا نبراوى لحقوق المرأة
لم أتزوجه لأفوز بلقب مدام أو صفة متزوجة، فقط تزوجته لعشقى له لكنه لم يقدر و لم تشفع عنده عشرتى له.
قررت أن أحصل على لقب مطلقة و لم أخشى نظرة المجتمع لإننى لم أتزوج من البداية لأكون مدام أو يقال عنى متزوجة بدل عانس .. نعم أخترت الطلاق بعد معايرته بمرضى الذى وهبه الله لى ، عايرنى بمرض السرطان بمعاناه ممزوجة بدموع و اّهات مكتومة حزينة ووجع و إنكسار… بكت إنهاردت.. صعب عليها نفسها و لكنها إضطرت إلى إستكمال حوارها مع الإخصائية بمحاكم الاسرة ” زنانيرى ” بعد عشرة دامت خمس عشر عاما كنت بتهان فيهم بيضربنى أنا وعيالى ، و كنت بشتغل علشان أساعده فى مصاريف الأولاد و أقدر أغطى أحتياجاتهم كان بيسرق فلوس المدارس بتاعتهم و أرجع أستلف مرة و لا أقدم طلب سلفه مرة .فى وسط السكة جالى شوية برد رحت عملت حبة تحاليل فوجئت إنهم بيقولولى لإسف عندك سرطان . سرطان ؟؟؟ يا ناس ياهو عيدوا الكشف تانى عيالى ملهمش غيرى .. صحتك يا أمى .. أمك بتموت من الوجع يا ضنايا .. معرفتش أقوله إيه حكيتله طلبت منه يجى معايا قالى خدى اخوكى… إتأكدنا .. رجعتله سكت .. لقيت نفسى لوحدى
تعبت من التفكير قدمت طلب علشان أتعالج على حساب الشغل . تعبت من كتر الادوية إتبهدلت من الكيميائى . شعرى وقع عايرنى.. ضربنى… قالى إحمدى ربك انك لسة على ذمتى.. إنت عندك سرطان ..
سكت علشان عيالى سبت الشغل بعد ما قدمت على معاش مبكر مقدرتش من كتر التعب أكمل و خدت مكافأة نهاية الخدمة ،سرقهم منى ورمانى فى الشارع أنا و عيالى ، متبقاش ليا غير 300 ج معاشى الشهرى لإنهم شالوا منهم الحوافز والأرباح و فى الأخر إضطريت أمد ايدى لاخويا .. ولاد الحلال شاروا عليا إن إجى المحكمة أرفع طلاق و نفقة للعيال بعد ما الحياة إستحالت بيننا وملقتش أدامى غير الطلاق لإنهاء معاناتي ولم أكن أعلم أن في أنتظاري معاناة من نوع تانى “
عارفة إن المطلقة بتتحمل أعباء نفسية و مادية كبيرة و كمان بتقوم بدور الأب و الأم بس أعمل ايه عيالى بتضيع و ملهمش غيرى فى الدنيا يا ناس ..
كل اللى عيزاه أني الاقى نفقة لولادى بسرعة و كمان الأقى مصاريف المدارس لهم أنا بقالى سنتين مش عارفة أخد نفقنهم إتحكملى بنفقة 150 جنيه لثلاث أولاد و هو عامل إستئناف و لسة أهو جاية أعمل طلاق و مسكن حضانه لانه طردنا من مسكن الزوجية نفسى عيالى يعيشوا كويس بعد ما بقاش معايا فلوس أدفع منها أجرة البيت الجديد ..
مشكلتنا فى المقال السابق ومقال هذا الأسبوع بتتلخص فى معاناه النساء و معهم أطفالهن داخل ساحات المحاكم المصرية بيعانوا من طول مدة التقاضى خاصة فى دعاوى النفقات و تليها مشكلة مسكن الزوجية سواء أثناء فترة الحضانه او بعد إنتهائها و تصبح السيدة بلا مأوى .
و هى إن من أهم القضايا التي تستوجب تدخلاً تشريعياً خاصة في دعاوى النفقات وتفعيل الحكم بنفقة مؤقتة.
و نرى انه لابد أن يكون هناك حد أدنى للنفقات لا يقل عن 600ج لكل طفل( يعنى عشرون جنيها يوميا) والتغلب على مشكلات طول الإجراءات في دعاوى الحبس لعدم سداد النفقات.
و لابد من إيجاد حل لمشكلات توفير مسكن للمرأة و لابنائها أثناء فترة الحضانة أو بعد إنتهائها
إن أرقام دعاوى النفقات فى المحاكم المصرية تعكس حجم “المعاناة الحقيقية” التي تتحملها الأم في تدبير إحتياجات أبنائها أمام عناد بعض الآباء في سداد ما هو مفروض عليهم شرعا من نفقات لأبنائهما . حقوق الطفل فى الاحوال الشخصية تحتاج إلى تعديل تشريعى سريع و يجب إنصاف النساء و أبناؤهن فى موضوع النفقة و الأسراع فى إجراءات التنفيذ القضائى و بالأخص نفقات العدة و المتعة و مصاريف المدارس .
إنصفوا النساء و الأطفال و إرحموهم من بطء إجراءات التقاضى … تابعونا الأسبوع القادم
سالى الجباس [email protected]