تحل اليوم الذكري السابعة لوفاة النجم المصري والعالمي يوسف شاهين، الذى انتقل يوم الأحد الموافق 27 يوليو عام 2008 عن عمر يناهز 82 عاما، نتيجة الإصابة بجلطة في المخ أدت إلى نزيف متكرر ودخل في غيبوبة لمدة 6 أسابيع، وقد تم دفن جثمان الراحل في مقابر الكاثوليك بالشاطبي في الإسكندرية مسقط رأسه.
وأسمه الحقيقى يوسف جبرائيل شاهين مسيحي كاثوليكي، ولد لأسرة من الطبقة الواسطى، في 25 يناير 1926 في مدينة الإسكندرية لأب لبناني كاثوليكي من شرق لبنان في مدينة زحلة، وأم من أصول يونانية هاجرت أسرتها إلى مصر في القرن التاسع عشر، وكمعظم الأسر التى عاشت في الإسكندرية في تلك الفترة فقد كان هناك عدة لغات يتم التحدث بها في بيت يوسف شاهين، على الرغم من إنتمائه للطبقة المتوسطة، وكافحت أسرته لتعليمه وقد حصل على الشهادة الثانوية من مدارس كلية فيكتوريا الخاصة، وبعد إتمام دراسته بجامعة الإسكندرية انتقل للولايات المتحدة وأمضى سنتين في معهد ياسادينا المسرحي والذى درس خلاله فنون المسرح
امتد مشوار يوسف شاهين في العمل السينمائي لمدة 60 عام، حيث بدأ شاهين عمله كمساعد مصور للسينمائي “الفيزا اورفانالي”، وهو من مهد لشاهين للقيام بإخراج أول أفلامه ” بابا أمين” عام 1949 وكان يبلغ في ذلك الوقت 32 عاما، وفي العام التالي قدم فيلم “أبن النيل” الذي حقق له النجاح والشهرة وذلك لمشاركته مهرجان كان.
وتميزت أعمال شاهين بإثارة الجدل وذلك لانها تحتوي على نقد سياسي وأجتماعي واضح، كما تميزت أعماله بالبحث عن الحرية المفقودة، وقد أنتقد شا هين سياسة النظام الحاكم في مصر وايضا تطرق غي أعماله إلى السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، كما حمل الجيش مسئولية هزيمة حزب يونيو وذلك من خلال فيلم “العصفور” وتم إخراجه عام 1972، وقد أظهر خلاله الفساد السياسي لمنظمة الجيش، وبعد ذلك أخرج فيلم “الأبن الضال”و “الأرض” و”المهاجر” و” باب الحديد” و” المصير” و” هي فوضى”و “الأخر “، كما قدم أربعة أعمال سينمائية رصد خلالهما تطورات سيرته الذاتية وهم “اسكندرية ليه”و “حدوتة مصرية”و “إسكندرية كمان وكمان”و “إسكندرية نيويورك”.
وقد أعتمد شاهين على نفسه في تمويل أعماله، خاصة بعد ان توقفت الدولة عن تدعيمه لانتقاده النظام، وأسس شركة”مصر العالمية” بمشاركة منتجين فرنسيين، وقد أختار النقاد بمناسبة مرور 100 عام على السينما المصرية 10 أعمال من أفلامه من ضمن أفضل 100 عمل.
تخرج العديد من المخرجين من مدرسة “يوسف شاهين”، أمثال (يسري نصر الله – رضوان الكاشف -علي بدرخان – خالد الحجر – خالد يوسف – عماد البهات)، كما شارك بالتمثيل في بعض الأعمال الفنية وأخرها فيلم “ويجا” مجاملة لتلميذه خالد يوسف.
وتم تكريمه في العديد من المحافل الدولية والمهرجانات السينمائية العالمية، كما منحته الحكومة الفرنسية وسام شرف من رتبة الفارس لعام 2006م، وتم تكريمه كأهم مخرج في الوطن العربي بمهرجان السينما الدولي عام 2007م، بالإضافة إلى تدشين شارع في ضاحية “بوبيني” باسم يوسف شاهين، وإطلاق جائزة دولية باسمه في مهرجان سينما المؤلف بالرباط، وحصل شاهين عام 1970 على التانيت الذهبية من أيام قرطاج السينمائية عن فيلم الاختيار، وحصل في عام 1979 على الدب الفضي من مهرجان برلين السينمائي عن فيلم إسكندرية …ليه، وفي عام 1989 حصل على أفضل تصوير من مهرجان القاهرة السينمائي عن فيلم إسكندرية كمان وكمان، وتم تكريمه في مهرجان أميان السينمائي عن فيلم المصير عام 1997، وحصل على جائزة الإنجاز العام من مهرجان كان ايضا عام 1997 عن فيلم المصير.
وبعد مرور 7 أعوام على وفاة المخرج العالمي مازالت أفلامه لغزا للمواطن البسيط وشوكة للنظام الحاكم ايا كان، فقد عمل يوسف شاهين 37 فيلما طويلا وخمسة أفلام قصيرة، ومازال العالم يقدر هذا المخرج الذى رحل عنا بجسده ولكن مازالت أعماله حية تنبض بالحرية للشعوب، يحكى قصص لم يعيش في زمنها ولكنه شعر بها بعين المخرج الذى يستمر عمله حيا مدى الأزمان.