مغيث : ارفض فكرة الحرق لكونه تعبير عن روح التطرف و الاستبداد
استنكر بشدة دكتور . كمال مغيث الخبير التربوى بمعهد البحوث التربوية فى تصريح خاص ل ” وطنى ” واقعة حرق ما يقرب من 82 كتاب اسلامي داخل فناء مدرسة فضل الحديثة بحى الهرم بحجة تصنيفها كتب داعمه للارهاب و العنف , بقوله : ارفض بشدة عملية الحرق بشكل مبدئى خاصة حينما تتم عملية حرق الكتب على مرء و مسمع من الجميع بما يعد تعبير عن روح شديدة التطرف و الفاشية و الديكتاتورية و الاستبداد لاسيما و ان عملية الحرق فى التاريخ ارتبط بعصور من الفوضى مثلما شاهدنا من قبل واقعة حريق مكتبة الاسكندرية سواء من قبل الرومان أو غيرهم ايضا واقعة القاء مكتبة بغداد فى نهر دجلة على يد التتار أو حرق كتب ابن رشد فى ميدان داخل قرطبة و غيرها من الوقائع و الاحداث التى لازالت عالقة بالاذهان و لاتزال تطالعنا بها الاحداث بما يجعلنا نرفض بشدة فكرة الحرق .
و يضيف د . مغيث : ان واقعة ضبط كتب مخالفة غير مسموح بها الدخول لمدارسنا و من ثم اتخاذ موقف الحرق يضعنا امام علامات استفهام عدة منها كيف دخلت تلك الكتب , و اين رقابة وزارة التربية و التعليم ؟ هذه مسألة فى غاية الخطورة تجعلنا نتطرق لما هو ابعد من موقف الحرق الذى استنكره بشدة بما يستلزم وضع حدود للامر منعا لتكرار تلك الكارثة ثانية بدخول كتب مضرة لابنائنا من شأنها تعمل على ” تسمم ” افكارهم بنقل افكار متطرفة , و هنا على وزارة التربية و التعليم مسئولية تشكيل لجنة معنية باختيار نوعية الكتب التى يسمح بتقديمها لابنائنا داخل المدارس من باب حمايتهم و سلامتهم و لتكن الكتب التى بامكانها تساعدهم فى مقرراتهم الدراسية المختلفة و التى ذات الصلة بالموضوعات التى يدرسونها فى المقررات الى جانب تقديم كتب ثقافية تواكب روح التقدم و العصر و العلم و التكنولوجيا , و بالتالى كان ينبغى التدخل الحاسم و اتخاذ موقف من دخول كتب للمدارس من قبل بعض المتطرفين و المنتمين لجماعة الاخوان بعيدا عن رقابة وزارة التربية و التعليم و بعيدا عن لجان الوزارة لتباح كتب ابن تيمية و سيد قطب و على القاضى و رجب البنا و غيرها من الكتب بهذا الشكل بما يستلزم اتخاذ موقف .
فالمشهد الحالى يرى انه بعد الواقعة لا مجال للاكتفاء بالحرق و انما هناك ضرورة قصوى بتشكيل لجنة مختصة بمتابعة الكتب داخل مكتبات المدارس حماية لابنائنا من الافكار المتطرفة التى يحاول البعض العبث بها باعتبارهم فريسة سهلة بامكانهم استغلال برائتهم لنشر سمومهم , و من ثم اما ان تطلب من المدارس أو تعمل على زيارة المدارس بشكل مفاجىء أو تطلب من المديرين مراجعة الكتب لديها ومن ثم اخطار اللجنة التابعة للوزارة باسماء الكتب على ان تستبعد الكتب المتطرفة , و فى حالة ضبط كتب مخالفة بامكانها نشر كتب داعمة للتطرف و الارهاب هنا يتم تسليمها للجهة المختصة كى تختفى بعيدا عن المشهد حتى يتم التخلص منها بالشكل و الصورة التى ترأها الوزارة حتى اذا تطلب الامر لحرق الكتب فلا مانع طالما بعيدا عن المشهد و ليس كما حدث فى واقعة اليوم .
و بالنسبة لمن يهاجم حملة وزارة التربية و التعليم لمكافحة التطرف و كأنها ” تقليعة لقيام ثورة دينية لصالح الانقلاب العسكرى , أكد د . مغيث : ما يحدث بالفعل ثورة مؤيدة للانقلاب العسكرى على اساس ان الكتب الدينية اثناء حكم الاخوان و لاتزال الجماعات الاسلامية ضد الرئيس السيسى و بالتالى فالسياسات المؤيدة للسيسى هى التى تعمل حاليا على حرق الكتب و لعل بثينة كشك وكيل وزارة التربية و التعليم بالجيزة تعلن بشكل واضح وصريح انها ضد المتطرفين و ضد الاخوان و ضد الفساد فى وقت واحد .
و بسؤاله لاى مدى دعوة الرئيس السيسى لرجال الدين لتصحيح المفاهيم الخاطئة التى شوهت صورة الاسلام بترسيخ افكار و معتقدات مغلوطة انعكست على اداء وزارة التربية و التعليم حيث تبنيها حملة مكافحة التطرف كاستجابة سريعة و رد فعل لدعوة الرئيس , أوضح د . مغيث : فى رأيى لا علاقة بما دعا اليه الرئيس السيسى لرجال الدين بتصحيح الخطاب الدينى , فالمسألة تختلف و الدليل اذا كانت وزارة التربية و التعليم تستجيب لدعوة الرئيس السيسى فلماذا تتجاهل مقالاتى التى تتناول منظومة العملية التعليمية برمتها و اتخاذها محمل الجدية لتبنيها من باب الاستجابة السريعة لاسيما الحديث حول التعليم و التطرف الدينى لتبدأ تشتغل على هذا الاساس و من ثم تعمل على ابعاد التراث الاسلامى عن كتب اللغة العربية التى لاتزال تدرس للمسيحيين و المسلمين على حد سواء بحيث تبقى الكتب العلمية علمية تماما و هكذا , هنا فقط بتحقيق الامر يصبح باتخاذ ذلك الموقف نستطيع القول ان هناك استجابة من قبل وزارة التربية و التعليم لدعوة الرئيس السيسى داخل مناهج التعليم .