ابليس الخبيث يحاول أن يتدخل فى كل شئ فى حياة المصريين، من هنا حاول أن يركب الأتوبيس ليقترب أكثر من المصريين، أول ما فعله ابليس فى الأتوبيس أن استخدم طاقية الإخفاء فى حجب لافتات الأتوبيس وأرقامه، فنجد الأتوبيس قد وصل الى المحطة، وقف أمامك دون أى رقم أو اشارة أو كلمة تدل على خريطة طريقه،” أو جاى منين ورايح فين”؟!
هكذا أصبح الأتوبيس فزورة ليس لها حل، والركاب على الرصيف يصرخون: نمرة كام ده؟ رايح فين؟
وعقبال ما يرد السائق ويحاول الناس الصعود. يكون الأتوبيس جرى، وكل سنة وأنت طيب!
لم يكتف ابليس اللعين بإخفاء لافتات الأتوبيس بل تجرأ وحاول قيادة الأتوبيس، فجرى بسرعة فائقة ثم توقف مرة واحدة، فانقلب الركاب على بعضهم، وتعجنوا فى بعض، وارتفعت صيحات الركاب الغلابة:
هو بيسوق عربية بضاعة ولا إيه.. ياعم احنا بنى أدمين.. حسبنا الله ونعم الوكيل..
ولأن ابليس لايعرف المحطات جيدا فهو يقف بعيدا عنها قبلها أو بعدها بعدة أمتار مما يصعب على الأطفال وكبار السن اللحاق به، فيضطر إلى الانتظار ويضيع الوقت سدى!
ويحاول ابليس اللعين أن يغيظ الركاب أكثر، فيأتى إلى المحطة ولا يقف فيها، وبلغتهم بحرقها، ويضيع المزيد من الوقت، ولا يجد الركاب من يشكون اليه إلا الله.
ومن مقالب ابليس البايخة أنه يوحى لعمال النظافة فى الصباح أن يتركوا الأتوبيس قذرا كما هو، ملئ بالزبالة، زجاجه كالح أو أزرق مما يصيب أعين الركاب بالحول، ويسد أنفسهم على الصبح وهم ذاهبون إلى عملهم.
النظام المعمول به هو أن يركب الناس من الخلف ثم يتركوا الأتوبيس من الباب الأمامى بجانب السائق، لكن ابليس اللعين أوحى إلى قائدى الأتوبيس أو معظمهم أن يتركوا الركاب تصعد من الأمام والخلف ويخالفون النظام المتبع، وياليتهم يفعلون ذلك مع كبار السن أو مع الحوامل أو أصحاب الحالات الخاصة، بل أنهم تركون ذلك للجميع، ويترتب على هذه الفوضى أن يعلو صوت الكمسارى أو المحصل من الخلف قائلا: اللى طلع يبعت ثمن التذكرة وهنا تجد مع يعطيك ثمن التذكرة لتعطيه لمن وراءك وهكذا يفعل من يجلس خلفك إلى أن يستلم حضرة الكمسارى ثمن التذكرة فتأخذ سيادتك التذكرة نفسها وتعطيها للراكب بعد أن يكون عدة أفراد قد عملوا لحساب هذا الراكب الكسلان الذى صعد خطأً من الأمام، مع أنه يعرف أن الصعود من الخلف لكى يشترى التذكرة، المهم أنك تعجب لهذا الراكب الشاب القوى الكسلان لماذا لا يفعل مثل خلق الله ويركب الأتوبيس من الباب الخلفى المعد لذلك؟!
ثم لماذا يترك السائق الركاب يصعدون بالخطأ من الباب الأمامى؟. وهكذا يدفع ابليس بالركاب بأن يرتكبوا الخطأ ويمارسون هوايتهم فى كسر القانون وعدم الالتزام به!
اذا صادفك الحظ وأنت فى الأتوبيس أن تجد مقعد خال للجلوس عليه، أو أن تدخل وتشارك فى لعبة الكراسى الموسيقية لتحصل على مقعد، وتعجب للشباب اللى زى الفل اللى قاعدين على الكراسى براحتهم، وسايبين كبار السن والسيدات الحاملات أطفالهن واقفين أمامهم يترنحون يمنه ويسرى مع هزات الأتوبيس، ويردد البعض: فين الزمن الجميل والجدعة والشهامة، مش ممكن كنت تجد شاب جالس على كرسى وأمامه رجل عجوز، أو سيدة حامل.. عوضنا على الله..
حتى وأنت جالس فى الأتوبيس لن يتركك ابليس اللعين فى حالك وانما يبعث لك من يقفزك بباكو لبان أو قطعة شيكولاتة، أو بعض الأمشاط والفلايات، وهذه طريقة بايخة للبيع بالاكراه وتدخل فى حريتك الشخصية، وقد زاد هؤلاء الباعة الجائلون فى الأتوبيس لدرجة أنهم أحيانا يكونون أكثر من الركاب! وعجبى!.
هناك هواية غريبة لقائدى سيارات الأتوبيس هى استخدام كلاكس السيارة عمال على بطال، ودون سبب ضرورى مما يزيد ضوضاء الشارع المصرى، ويصيب الناس بمبادئ الطرش المستعجل، استغل ابليس معرفته بهذه العهادة السيئة ودفع سائقى الأتوبيس إلى زيادة استخدام آلة التنبيه وازعاج الركاب والمارة فى الشوارع، ولأن المثل يقول: اللى اختشوا ماتو، فانك اذا تجرأت وسألت السائق: لماذا هذا الازعاج فيرد عليك قائلا: مجرد هواية.. أنا لاأعرف قيادة الأتوبيس دون الزمر والهيصة!
وويلك لو ركبت الأتوبيس مع إبليس!