مند واحد وعشرين قرناً في قرية صغيرة، بيت لحم، “ولد لنا ولد دُعي اسمه يسوع”، الله يخلص.
والسؤال: لماذا التجسد؟
لأية غاية؟ وما هو برنامجه؟
الجواب: لم يكن عنده برنامج، فالحياة لا تبرمج.
إنما كانت له طريقته في النظر إلى الأشياء وأراد التغيير حيث يجب، وغايته من التجسد عبر عنها فقال:”حان الوقت واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالبشارة”(مر1:15)
بّدلوا حياتكم وآمنوا، فالتاريخ شارف على نهايته والله سيملك قريباً.. وأنا أعطيكم بشارة جديدة.
أ. بدلوا حياتكم و آمنوا
1. بالنسبة إلى يسوع أن نبّدل حياتنا هو أن ننتقل من الخوف، بسبب إخفاق/ فشل، إلى الرجاء لأن الرب أتى ليخلصنا لأنه معنا “لا تخافوا، إني أبشركم بفرح عظيم، لقد ولد لكم اليوم مخلص”.
هذا ما قاله الملاك يوم الميلاد، وهذا ما أشار إليه جمهور من جند السماء “المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام والرجاء الصالح لبني البشر”.
2. أن نبدّل حياتنا هو أن نطلّق إلهاً بعيداً عنا، ونتحد بعمانوئيل “إلهنا معنا” إله يحب” ما من حب أعظم من هذا وهو أن يبذل الإنسان نفسه عن أحبائه”، إله يغفر “مغفورة لك خطاياك”، “يا أبتاه اغفر لهم لأنهم لا يدرون ما يفعلون”.
3. أن نبدّل حياتنا هو أن نتصدى بقوة تجسده فينا للصعوبات التي تعترضنا وأن نجتازها إلى الكرازة الجديدة، فنؤمن به إلهاً يحب ويغفر، إلهاً نثق به “أستطيع كل شيء في المسيح الذي يقويني”.
افتحوا إذاً قلوبكم – كما كان ينادي دائماً البابا القديس يوحنا بولس الثاني – بدلوا ذواتكم “لأن فرح الرب قوتنا”.
ب. آمنوا كما “آمن” يسوع
بماذا كان “يؤمن” يسوع؟
· كان يؤمن بالحياة، بالإنسان.
· كان يرى الله حاضراً حضوراً مستتراً مضطرماً في قلب العالم وفي قلب الإنسان والأسرة.
” إيمانه كان رجاء خلاص الإنسان”
· كان يرى أن الله سيجعل العالم الجديد ممكناً: إنها الكرازة الجديدة.
· كان موقناً أن الدعوة للدخول إلى هذا العالم موجهة إلى كل إنسان، شرط أن يبدّل قلبه ويقبل غفران الله.
· كان “يؤمن” أن باستطاعة الحياة الجديدة أن تبدأ، شرط أن نتغير، وأن نقبل الغفران، وشرط أن يكون لنا من الجرأة ما يمكننا من أن نكتشف عالماً فيه يحّب الناس بعضهم بعضاً.