كتاب الموتى يمثل المرحلة الحديثة والمتطورة من نصوص التوابيت التى كان يسجل بها النصوص الجنائزية على التوابيت الخشبية ، كما ان كتاب الموتى يصنف على انه أهم الكتب الدينية التى سيطرت على الفكر الدينى فى الفترة من الأسرة الثامنة عشرة حتى الحادية والعشرين، وقد عرف فى البداية باسم ” انجيل المصريين ” الا ان عالم الاثارالالمانى ” لبسيوس” اطلق عليه كتاب الموتى نظرا لانه مكتوب على ورق البردى ويتكون من 200 فصل يحتوى على نصوص محاكمة المتوفى فى العالم الاخر من خلال محاكمة اوزير ، ومن أهم البرديات التى سجل عليها الكتاب، نذكرمنها : بردية “آنى” من الأسرة 19 والموجودة بالمتحف البريطانى ،وبردية “نفرو وبن ف” من الأسرة 18 محفوظة بمتحف اللوفر ، وبردية “نس با سفى” من الأسرة 26 وتتميز هذه البردية الأخيرة بأنها تحوى على عدداً من الفصول لم ترد فى أية بردية أخرى .
ومن منطلقة اهمية هذا الكتاب فى التعرف على معتقدات المصريين القدماء يقيم مركز توثيق التراث الحضارى والطبيعى أحد المراكز البحثيه لمكتبة الأسكندرية والمدعم من وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات ، اليوم الخميس ، عرض تثقيفى لبانوراما الحضارة (كتاب الموتي) ، سيتم عرضها على شاشة بانورامية ضخمة بقاعة بانورما التراث بالمركز
وصرح مهندس محمد فاروق مدير مركز توثيق التراث بالانابة بان العرض يستعرض واحدة من أقدم البرديات فى التاريخ الفرعوني والذى يتحدث عن معتقد لأحد الحكماء فى العصر الفرعوني – ويدعى (آنى) – عن الحياة ما بعد الموت وأطلق عليها “الخروج للنهار” والتى تم أستخدامها فى شكل أوبرا غنائية تعد أول مره تنطق فيها اللغة الهيروغليفية وتغنى وهى من غناء أوركسترا مكتبة الإسكندرية بقيادة المايسترو “شريف محى الدين” الذى قام بتلحين الأوبرا مستخدما الألات الموسيقية التى كان يستخدمها المصريين القدماء فى هذا العصر (كالدف والهارب والعديد من الآلات الأخرى) ليستوحي بها عبق هذا العصر.
اوضح محمد فاروق ان بردية الحكيم ” اني ” معروضة بالمتحف البريطاني مجزئة الى عدة اجزاء ، وتمت معالجتها باستخدام احدث تكنولوجيا الميديا ، لاستعراضها كاملة لتكون اكثر ايضاحا لما تخيله المصري القديم لمراحل يوم الحساب بعد الموت ، و يقوم فيها باعترافات توضح القيم والمعتقدات المصرية القديمة قبل نزول الديانات السماوية. وهى مكتوبة باللغة الهيروغليفية وتم ترجمتها باللغة العربية والإنجليزية، وفى سابقة من نوعها سوف يتم العرض منظوق باللغه الهيروغليفية وسوف يقوم بالشرح خلال العرض د. محمد صالح المدير الاسبق للمتحف المصرى ومستشار المركز للتراث الفرعونى
و يشمل كتاب الموتى العديد من النصوص و التعاويذ السحرية التى اعتقد فيها المصريون القدماء الذين امنوا بقدرتها على جلب ما يرضى الميت من الحاجات المادية والجثمانية فى العالم الاخر و قد ازدادت تلك النصوص فى عهد الدولة الحديثة و كان لكل منها عنوان يدل على ما تؤديه للميت من اعمال ، كما يحتوى ايضا كتاب الموتى على بعض الاناشيد الدينية القديمة فى مديح رع ، واوزير ، بالاضافة الى بعض البيانات التى تدل على طريقة الحساب فى الاخرة و المتون الجنائزية ، التى تدل على اعتماد المصرى القديم على السحر فى الحياة الاخرة ، ومن هنا جاء وضع العديد من الدمى المصنوعة من الخشب لخدمة الميت فى الحياة الاخرى ، حيث توضع معه فى القبر لتقوم بدلا منه باداء ما يلزم المتوفى من اعمال بعد الموت ،و كان هذا يدون فى فصل خاص فى كتاب الموتى تحت عنوان ” جعل الدمية تقوم بعمل المرء فى العالم السفلى ” و قد عثر على العديد من تلك الدمى فى الجبانات المصرية القديمة .