ألبير كامى أديب فرنسا العظيم (1913-1960) و من كبار فلاسفة القرن العشرين، وحاز على جائزة نوبل فى الآداب عام 1957 ، ومن ضمن الموضوعات العديدة والهامة التي بحث فيها فى أعماله : موضوع العبث والتمرد معانى العدل ..الحق .. الخير..الجمال، فى عمله الابداعى الكبير “العادلون ” يطرح قضية التحرر
من الفساد والظلم ..
وقد تم تقديم هذا العمل- العرض المسرحى” العادلون” لفرقة قصرثقافة
رشدى من إخراج أحمد سليم ،على مسرح العائم الكبير
يأتى هذا العمل ضمن فعاليات اليوم الثانى للمهرجان الختامى لنوادى المسرح “الدورة الثالثة والعشرون” الذى تنظمه الإدارة العامة للمسرح التابعة للإدارة المركزية للشئون الفنية برئاسة نانسى سمير فى الفترة من 25:12 سبتمبر الجارى .
تدور أحداث العرض فى مخبأ سرى فى روسيا يضم منظمة سرية تقوم بأعمال إغتيالية وقتالية وتفجيرية لتحقيق الثورة البلشيفية ضد الإستبداد لتحرير روسيا، فيما ينشب صراع داخلى بين أفراد المنظمة وبعضها حول كيفية القيام بهذه الأعمال الإجرامية والأكثر عنفاً أم مبادئ الثورة تنص على تحقيق العدل والرحمة وعدم قتل الأبرياء، فيسقط فرد منهم فى يأس لمجرد رؤيته لأطفال مع الهدف (الدوق الكبير) رمز الإستبداد فى روسيا والتى وضعته المنظمة هدفه للإغتيال، فتفسد العملية إنقاذاً للأطفال، فيصاب أحدهم باليأس وأخر بالضعف، حتى يحقق الهدف ويلقى القنبلة كرمز لنهاية الظلم ونجاح الثورة أكثرهم رحمة وضعفاً أمام مشاهد القتل والذى ينظر له البعض من أفراد المنظمة على كونه جبان، فيما ينتهى العرض بأنه يقبض عليه وتنشر الصحف كذباً أنه قد تم الإعتراف على المنظمة كمحاولة للقبض عليهم، ولكن الحقيقة أنه رفض الإعتراف على أخوته كما كان يعتبرهم، والحقيقة أنه قتل بتنفيذ حكم الأعدام فيه شنقاً عقب القبض عليه ببضعة ساعات.
يناقش العرض الجانب الإنسانى الذى يشكل مأساة نفسية بداخل أعضاء المنظمة، ويكشف صراعهم الداخلى فى ضرورة استخدام القتل فى قضية التحرير، رغم رفضهم الشديد لهذا المبدأ، وتبقى المقولة أن العدل يحتاج لممارسة القوة والحقد والكراهية للفساد والظلم والإستبداد لتحقيق العدل أبان الثورات والأحداث العظمى التى من شأنها أن تغيرمصير البشرية، كما أن الشعوب لن تتحرر إلا بنفس السيف الذى استخدمه الفاسدون لمارسة الإستبداد، لابد وأن يستخدم هو نفسه لتحقيق العدل …