في ظل استمرار حالة التمرد والعصيان التي تشنها جماعة الإخوان المسلمين حاليا ، دعت الجماعة القوى الثورية والعديد من قطاعات الشعب المصري للحشد في مظاهراتهم الأسبوع المقبل ، ردا منهم على عزل رئيسهم السابق مرسي ، والقبض على البعض منهم ، والذين جرت محاكمتهم خلال الفترة الماضية نتيجة ممارستهم لأعمال شغب وعنف وجرائم قتل مروعة بمختلف محافظات الجمهورية.
نعلم جميعا التاريخ الأسود لهذه الجماعة الإرهابية منذ أن حاولت الوصول إلى السلطه على حساب جثث المصريين ، حين خيرنا رئيسهم المعزول بالإختيار ما بين وجوده أو انتشار الإرهاب بمصر، وها هي جماعته اليوم تسير على نفس خطاه وتتبع نفس النظرية وبنفس المنهج المحكم ، ولكنها أيضا فشلت في توصيل صوتها المعارض للحكومة الحالية ، نتيجة استخدامها لأدوات العنف والقتل بدلا من التحاور والتفاهم ، إنهم يرون دائما في استخدام السلاح أسلوبا للحوار ، وفي إثارة الرعب والفوضى راحة نفسية واحساس بالإنتصار ، وهذا ما حدث في حادث قتل الجنود العائدين من العريش حينما أعرب أحد قاد الإخوان عن سعادته بقوله ” تسلم الأيادي” وكأنهم في حالة حرب ضد من ؟؟؟؟ للأسف ضد أبناء وطنهم .
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل يعتقد الإخوان بعدما ارتكبوه من جرائم – على مرأى ومسمع من جمهور الشعب المصري – أن المجتمع المصري سيقبل الإنضمام إليهم في مظاهراتهم المنتظرة في نهاية هذا الشهر؟ وإن كانوا هم منقسمين بداخلهم حول مدى جديتهم في الحشد لهذه المظاهرات بشكل فعال ، فكيف يمكنهم إقناع غيرهم ممن لا ينتمون إليهم بالإنضمام لمسيراتهم؟
وهل يمكنهم استغلال حالة التردي الإقتصادي في دفع أموالا لبعض الفقراء مقابل مساندتهم في هذه المظاهرات؟ وهل ستستجيب لهم بعض هذه الفئات ؟
نعلم جميعا أن الهدف من وراء هذه المظاهرات ليس التعبير السلمي عن المعارضة في الفكر أو الرأي وإنما الهدف الأكبر هو إرهاق الحكومة وأولها وزارة الداخلية في تأمين المنشآت والإنتشار بالشوارع ، واستفزاز ضباطها وجنودها ، وإظهار النظام الحاكم أمام العالم أجمع أنه غير قادر على ضبط الأمن وحل الأزمات الداخلية ، بل وافقاد النظام الحالي شرعيته على اعتبار انهم غير معترفين إلا مرسي رئيسا .
وإن كان هذا هو مخططهم فما موقفنا نحن كإعلاميين مسؤولين أمام شعبنا المصري عن إظهار حقيقتهم أمام المجتمع المحلي والدولي بأكمله؟
لابد من توعية جميع المصريين من خطورة الإنصات لهؤلاء خاصة وأنهم قد يستغلون المشاكل المادية والإقتصادية التي تعاني منها مصر في الفترة الحالية وأولها انقطاع الكهرباء والعشوائيات والبطالة وانخفاض مستوى المعيشه وغيرها للضغط على الرأي العام للتظاهر معهم ، مبررين أقوالهم بأن الحكومة الحالية لم تتمكن من حل هذه الأزمات حتى الآن .
وهنا يأتي دورنا بتوعية شعبنا بضرورة توخي الحظر والعمل الجاد والإنتاج لإنتظار التغيير الذي نرجوه جميعا ونتمناه منذ سنوات طويله ، وأن الحشد لهذه التظاهرات لن تجدي نفعا سوى تراجع في اسهم البورصة وهروب مزيدا من السائحين وانفاق الملايين لإصلاح ما قد ينجم من خسائر لإصلاح ما سوف تفسده هذه المظاهرات .
اتمنى من كل مصري أصيل ألا ينصاع وراء شعاراتهم الوهمية وألا يتورط معهم أو يزج به في مظاهراتهم التي في ظاهرها تحمل شعار السلمية وفي باطنها تحمل الدموية .
إنهم حتى يومنا هذا غير قادرين على الإعتراف بفشلهم سياسيا في الحكم وإدارة شؤون البلاد ، وفشلهم إجتماعيا في جذب الشعب المصري للتعاطف معهم ، إن الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها هذه الجماعة ستظل تاريخا يدرس لأبنائنا في العقود القادمة وسيظل أبنائنا شهود عيان على جرائمهم لأجيال وأجيال حتى تتوقف هذه الجماعة عن أعمالها الإرهابية .