إن العمل الخلاصي الذي قام به الله الكلمة في ملء الزمان عندما أخذ جسداً ليوفي الدين الذي على البشرية ليُخرجها من العبودية لحرية مجد أولاد الله .
السيد المسيح هو كلمة الله المتجسد، الذي نال الآلام و الصلب و الإهانات كلها التي لها معانٍ روحية ترد على السائلين لماذا هذا كله ؟ ، فبجلداته نزف الدم الذي يكفّر عن خطايا البشرية، ” بدون سفك دم لا تحصل مغفرة “(عب9: 22)، و بصلبه على الصليب أخذ اللعنة في جسده – اللعنة الواقعة على البشرية لأنها لم تحفظ الوصية – و الذي يُصلب ملعون ، فرفع المسيح اللعنة عنا بصلبه.
و هكذا يثبت أن موت السيد المسيح رفع عنا عقوبة خطايانا فضلاً عن الإثباتات اللاهوتية و الأقوال النبوية و كلمات السيد المسيح نفسه التي تثبت أنه الصديق الوفي الذي قال عنه القديس يوحنا :” ليس حب أعظم من هذا أن يضع أحد نفسه عن أحبائه (يو15: 13).و رآه المعمدان مقبلاً إليه فقال:” هوذا حمل الله الذي يرفع خطية العالم” (يو1: 29)، الذي تحتاجه البشرية ، مشتهى الأجيال (حجي 2: 7).
و في حديثها مع السيد المسيح قالت السامرية :” أنا أعلم أن مسيا الذي يقال له المسيح متى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء. قال لها يسوع :” أنا الذي أكلمك هو ” (يو4: 25و 26) .
كما ظهر من الحديث بين السيد المسيح و المولود أعمى الذي خلق له عينين: اليهود أخرجوا الذي كان أعمى من المجمع فسمع يسوع ووجده ، قال له أتؤمن بابن الله ؟ أجاب ذاك و قال : “من هو يا سيد لأومن به ؟” ، فقال يسوع : ” قد رأيته و الذي يتكلم معك هو هو ” ، فقال أومن يا سيد ، و سجد له (يو9: 35 – 38).لآنهم يعلمون قوله أنه ابن الله يعني معادلاً نفسه بالله (يو5: 18).
هذه نقاط بسيطة على سبيل المثال لتظهر شخص السيد المسيح الرب الذي قال عنه بولس في رسالة فيلبي 2: 6 – 11 )”الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد صائراً في شبه الناس ، و إذ وُجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه ، و أطاع حتى الموت موت الصليب ، لذلك رفّعه الله أيضاً و أعطاه اسماً فوق كل اسم لكي تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء و من على الأرض و ما تحت الأرض ، وبه يعترف كل لسان قائلاً إن يسوع هو ربُّ لمجد الله
الآب”. لذا هو الذي نقلنا من الظلمة إلى النور الحقيقي و من الموت إلى الحياة بحبه لنا.
أنتظرونا في باقي الأجزاء