الله نور و ساكن فى نور لا يدنى منه و يسبحه المرنم و يقول “الرب نورى و خلاصى” (مز١:٢٧) و اشعياء النبى أيضاً يقول “لأن الرب يكون لكِ نوراً ابدياً” ( اش٢٠:٦٠) و يسوع “هو بهاء مجده و رسم جوهره” (عب٣:١) و المعمدان شهد عن المسيح أنه النور المرتقب لإسرائيل “هذا جاء للشهادة ليشهد للنور” (يو٧:١). و قد برهن المسيح على نوره سواء من خلال آياته المبهرة فى التجلى او ظهوره لشاول و كذلك أيضا فى معجزاته التى جعلت الحياة تبتسم لأصحابها لا فى لهو العالم و انما فى فرح الروح “كنت أعمى و الآن ابصر”.
كذلك اضاء نوره المسكونة كلها من خلال تعاليمه النورانية، يقولون أن المسيح لم يضع قوانين تنظم العلاقات العامة أو المعاملات التجارية و هم الذين لا يريدون أن يتفطنوا او يتبصروا بأسمى ضياء يمكن أن يجعل من الأرض سماء فمثلاً حينما جاء رجل و قال للرب “يا معلم قل لأخى أن يقاسمنى الميراث” (لو١٣:١٢) أجابه الرب بمنتهى الحكمة “يا انسان من اقامنى قاضياً أو مقسماً” (لو١٤:١٢)، فماذا إذاً يا رب نفعل أنا و أخى؟ قال له “تحفظوا من الطمع” أى أن المحبة ستكون الحكم العادل بينكما. انها تعاليم نورانية لا يمكن أن يكون قائلها إلا واحد و هو شخص المسيح الذى أشرق فى القلوب “لأن الله الذى قال أن يشرق نور من ظلمة هو الذى أشرق فى قلوبنا لإنارة معرفة مجد الله فى وجه يسوع المسيح” (٢كو٦:٤).
كل هذا يدفعنا الى ان نثق فى شخصه المبارك و لما نثق فيه نثق فى وعوده فيصير لنا بهاء النور و ياله من مجد حينما يتسربل الإنسان الضعيف بالمسيح الذى هو نور من نور “البسوا الرب يسوع المسيح” (رو١٤:١٣) فيختفى كل قبح فينا، و كل عيب و كل نقص يكمله جمال المسيح “قومى استنيرى لأنه قد جاء نورك و مجد الرب اشرق عليك” (أش١:٦٠). و كلما تعمق الانسان فى علاقته بالمسيح كلما ازداد اشراقا و بهاءً.