-ادعم السيسى رئيسا وضد مقولة هيكل انه ليس له ظهير سياسى
-علينا أن نضع الظرف التى نعيش فيه فى الاعتبار فالداخلية تواجه الإرهاب
-حتى لوعاد حسنى مبارك الى الرئاسة لن يستطيع أن يمارس سياسته القديمة
-اذا تمت الانتخابات البرلمانية بالنظام الفردى نتوقع ثورة جديدة
هي أول صحفية مصرية ترأس تحرير جريدة حزبية معارضة وما زالت رئيس تحرير جريدة الأهالي الناطقة بلسان حزب التجمع اليساري، ومديرة تحرير مجلة أدب ونقد، وعضو مؤسس بالعديد من الكيانات السياسية والجمعيات الأهلية، فهي عضو مؤسس بحركة مقاومة التطبيع، ورئيس ملتقى تنمية المرأة الذي يدافع عن حقوق النساء، وزوجة الكاتب الصحفي والنقابي حسين عبدالرازق وشقيقة الناقد الأدبي الكبير الراحل رجاء النقاش. اعتقلت ثلاث مرات في عهد الرئيس السادات مرة لمقاومتها اتفاقية كامب ديفيد والتطبيع مع الكيان الصهيوني، ، والثانية بتهمة المشاركة في تأسيس الحزب الشيوعي المصري السري، وثالثة بتهمة أحداث فتنة طائفية رغم كونها كانت سجينة وقتها .
هى الكاتبة والصحفية والسياسية الاستاذة فريدة النقاش التى كرمتها نقابة الصحفيين مؤخرا عن تاريخها الصحفى والادبى فكان لنا معها هذا الحوار .
* اولا متى بدأ الاتجاه الفكرى الاشتراكى لدى حضرتك ؟
** ولدت في قرية منية سمنود بمحافظة الدقهلية عام ١٩٤٠ ، وأول سؤال طرح على عقلى لماذا لا تستطيع صديقتيّ كوثر ومحسنة الاستمرار فى الدراسة حيث كانت امهم صيادة فقيرة فأضطرا الى ترك المدرسة لمساعدتها فى العمل بصيد الأسماك لتوفير نفقات المعيشة، وبدأت أتساءل لماذا هناك فلاحين وصيادين فقراء وهناك أغنياء جداً واراضى شاسعة وهناك فقراء واجراء وعمال تراحيل ، بعد ذلك وجدت ان هذا السؤال هو من وضعنى على اعتاب الفكر الاشتراكى والتعرف عليه .
بدأت القراءة فى مكتبة أبي – رحمه الله- وكان يعمل مدرساً و شاعراً موهوباً، ورغم أن اسرتى كما يقال بالعامية اسرة “مسطورة” الا انه اكثر شيئ كان لدينا هو الكتب ، وكانت تلك فرصة لتكوين ثقافتي، فكنت أقرأ كثيراً في مكتب والدي، فقد كان ابى شاعرا ولكن تجربته الشعرية لم تكتمل لاننا كنا اسرة كبيرة ويحتاج أن يعولنا. فتراجع اسمه بين الشعراء ولكننا اخيرا اصدرنا له ديوان شعرى . ثم انتقلنا بعد ذلك الى القاهرة ولم يكن انتقال مكانى فقط بل انتقال ادبى وثقافى حيث بدأت اتعامل مع الندوات الادبية ، وبدأت الكتابة وانا فى الجامعة وأرسلت مقال الى مجلة الادباء البيروتية فوجدت انه نشر وبطريقة جميلة فمنحنى الثقة لأكون كاتبة .
* وكيف بدأت عملك الصحفى ؟
** عينت بعد تخرجى عام 1962 بالكتابة للصحف واتهمت حينها أن رجل يكتب لى لان اخى الكبير رجاء النقاش كان يوجد بالحياة الثقافية ولديه كتب ، فوجه الكلام الى رجاء ورغم انزعاجى الا اننى شعرت برضا نفسى عميق ، فمعنى ذلك انى حظيت بمكانة كاتبة ، فإذا كان ما اكتبه يشبه ما يكتبه الرجال فهذا اعتراف ، لكن هذه القصة انتهت بعد عملى بوكالة انباء الشرق الاوسط ثم فى جريدة الجمهورية ثم فى اخبار اليوم فكانت رحلة صحفية طويلة فى اهم الجرائد فى مصر .
وتذكر كيف انها نقلت الى جريدة الاخبار بشكل تعسفى حيث كان انور السادات راى طبقا للاجهزة الامنية ان جريدة الجمهورية تضم مجموعة من اليساريين فكان يسمون مكتبنا المركز الثقافى السوفيتى لان كل ما به يساريين .
* كيف التحقت بحزب التجمع ؟
** فى عام 1976 كانت تجربة التعددية الحزبية وكنت احد مؤسسى حزب التجمع ، وفى فبراير 1978 أصدرنا جريدة الأهالى بجهود ذاتية تماما ، وأخذ السادات يلاحقها حتى انه خصص لنا قاضيا لمصادرة الجريدة اسبوعيا حتى اغلقت فى أكتوبر من نفس العام . وعين القاضى الذى كان يصادر الأهالى وزيرا للعدل بعد ذلك وهو انور ابو سحلى كمكافاة على ما قام به ، وظلت مغلقة حتى مايو 1982 بعد قتل السادات وصعود الرئيس مبارك الى الحكم .
* كيف تم اختيارك كرئيس تحرير الاهالى وهل واجهت معوقات ؟
** ترأست فى البداية القسم الثقافى فى الجريدة ثم شاركت فى تأسيس مجلة ادب ونقد وكنت مديرة تحرير المجلة ، وهذه ميزة حزب التجمع الى الان انه اصدر مجلة ثقافية فى حين لم يكن هناك مجالات ثقافية على الاطلاق وهى تصدر الى الان واحتفلنا منذ اسبوعين على مرور 30 عام على اصدارها . وفى عام 2007 اختارنى الحزب لرئاسة تحرير جريدة الاهالى وكنت اول امرأة تحصل على رئاسة تحرير جريدة سياسية بعد السيدة روز اليوسف ، وهى تجربة غنية جدا بالنسبة لى ، تعاملت فيها مع من هم اكبر سنا منى والمتدربين الجدد ، ودائما كانت العين مفتوحة على لانى سيدة فحتى فى حزب يسارى كانت هذه الظاهرة موجودة بمعنى “لما نشوف المرأة هتعمل ايه ” ، والحمدلله التجربة نجحت وحظيت بإشادة اعضاء الحزب رغم انهم دائما يطلبوا الافضل والاحسن.
* ما رايك فى الحال الثقافى والمثقفين الان والقول أن الثقافة تعانى من أزمة ؟
** لا ننكر أن هناك أزمة فى المجتمع المصرى ونحن نحلل اى ظاهرة سواء اقتصادية او سياسية او ثقافية أو حتى رياضية ونحن نرى ما يحدث فى الاستاد بين الاولتراس فى الفترة الاخيرة . فهناك أزمة مركبة داخل فيها كل اطياف المجتمع وتدخل فيها كل قضايا المجتمع ، ولان مصر تنتقل من نظام الى اخر وهى فى فترة انتقال فدائما تنقلب كل الاشياء من العظيمة الى السيئة حتى السلوك العام نلاحظ أن هناك سلوكيات يمكن وصفها بالوضيعة التى انتشرت فى مصر فى الايام الاخيرة .
* وماذا عن اعتقال السياسيين والصحفيين ونشر فيديوهات وتسجيلات صوتية عنهم ؟
** حين خرجنا فى 30 يونيو كان المستهدف ازاحة نظام الدولة الدينية التى كانت ستقود البلاد الى نفق مظلم وتسعى الى العودة بها الى القرون الوسطى لكن لم يخطر ببال هذه الملايين التى خرجت فى 30 يونيو وايدت الجيش فى 3 يوليو ثم منحت التفويض للمشير عبد الفتاح السيسى ان ينفجر الارهاب بهذا المستوى ، وبالتالى تجد الحكومة نفسها ترد على ذلك بان تمارس انتهاكات لحقوق الانسان ، ولا استطيع وانا ادافع طوال عمرى عن الحريات العامة ان ادافع عن موقف الحكومة التى تعتقل الصحفيين او بعض المناضلين سواء من اليسار او الجماعات الدينية الذين لم يشاركوا فى أعمال العنف ، ولكننى افهم ذلك جيدا لان الوضع متازم ولابد من مواجهته ، وفى اعتقادى بعد استكمال خارطة المستقبل من انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية سوف نكون قادرين ان نحرك الدعاوى القضائية ضد الانتهاكات ، فالدستور اقر اننا نستطيع ان نحرك دعاوى ضد اعتقال الصحفيين والدستور ينصفنا لان باب الحريات والحقوق من اروع الأبواب التى شهدتها الدساتير المصرية منذ عام 1866 ، ونستطيع الاعتماد عليه فى وقف الانتهاكات وانشاء المؤسسات التى تلتزم بحدودها حتى لا تتغول فى حياه الناس مثل الداخلية وجهاز الامن الوطنى والقوات المسلحة الى اخره . فهذه الفترة الانتقالية هى فترة مؤثرة ومزدحمة بالمشكلات وبعد استكمال خارطة الطريق سوف نتحاسب.
واؤكد أنني أرفض أي ممارسة تنتهك حقوق الانسان ولكن علينا ان نضع الظرف التى تعيش فيه مصر فى الاعتبار فالداخلية عليها ان تواجه هذا العنف والارهاب المتواصل منذ 3 يوليو من العام الماضى ، ووجود تجاوزات من قبل الداخلية شئ مفهوم وان كنا لا نوافق عليه ابدا ولابد ان نضعها فى حدودها ، وفى ظنى ايا من كان سيفوز برئاسة الجمهورية او ايا من كان فى المجلس النيابى الذى سيأتى ، فلا احد منهم يستطيع ان يواصل ممارسة التجاوزات ضد حقوق الانسان بأى شكل من الاشكال ، فأقول الان حتى لوعاد حسنى مبارك الى الرئاسة لن يستطيع ان يمارس سياسيته القديمة ، لا هناك 2 رؤساء فى سجن طرة وهذا درس كبير لاى رئيس قادم ان يحسب حسابه .
* هل تغيرت الشخصية المصرية بعد 25 يناير وكيف وسبب ذلك ؟
** النظام لم يتغير فالنظام القائم هو نفسه نظام مبارك والسياسات القائمة هى نفسها سياسات مبارك ولكن الشعب المصرى هو من تغير فى اتجاهه بان لا يقبل باى شكل من الأشكال الاستبداد بعد ذلك . ويرجع السبب الى الثورة التى جعلت المصريين اللامباليين الذين دفعت بهم سياسات افراغ الوطن من القيادات ومن الأحزاب وتقييد حريتهم منذ ايام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر الى انحسار للسياسة فى المجتمع ، الذى تراكم حتى تفجرت ثورة 25 يناير ثم 30 يونيو ، لذلك تغيرت الشخصية المصرية ففى كل بيت مصرى الان هناك مناقشات سياسية ويتخذون مواقف ويختارون ، فالشعب تغير ولم يعد بالامكان ابدا ان يأتى دكتاتور جديد حتى لو كان من الجيش .
* هل تفكك الشعب المصرى وانقسم الى فئات ؟
** فكرة الشعب تفكك فكرة مشوهه جاءت من نظام الحزب الواحد التى كانت نظريته تقوم على رئيس واحد وحزب واحد ونقابة واحدة ومؤسسة اهلية واحدة وفكرة الواحد ضد طبيعة الحياة وضد العلاقات فنحن فى مجتمع طبقى طبيعى أن يكون لكل طبقة وجهة نظر ولها قادة وطموحات واحلام وبالتالى هذا ليس تفكك انما ثراء .
* هل يمكن ان ينتج من هذا التنوع استقرار ؟ وكيف ؟
** سيستقر المجتمع بد ثلاث خطوات هى انتخابات رئاسة الجمهورية ، ثم انتخابات مجلس النواب ، ثم القضاء على الارهاب . بعد ذلك سوف ندخل مرحلة الحساب فثورة 25 يناير نادت بعيش وحرية وعدالة اجتماعية وكرامة انسانية فاين هذه المبادئ . فانتهاكات الشرطة ضد المواطنين ليست كرامة انسانية ، عدم اقرار سياسات تقوم على العدالة الاجتماعية لم يتوفر بعد ، بالتالى كل اهداف الثورة وطموحاتها سوف تكون مطروحة على الحكم الجديد .
* ماذا عن القول ان الشعب غير مستعد لممارسة الديمقراطية وهل يستطيع الشعب اختار رئيس ؟
** اكيد يستطيع الشعب الاختيار وحجة أن البلد غير جاهزة للديمقراطية استخدمت دائما ضد الديمقراطية فعندما خرج الشعب منذ 25 يناير كان يطالب بالديمقراطية ، فالشعب المصرى اصبح واعى والاعلام يلعب دور جيد رغم وجود ظواهر سيئة فى الاعلام ، فقد لعب دور كبير فى اذكاء وترقية الوعى الشعبى بحقائق ، والا ما كان خرج 30 مليون مصرى ضد المعزول مرسى ، وهذه ظاهرة جديدة فى حياة المصرييين ولم تحدث فى حياة اى شعب اخر .
* ما رأيك فى ترشيح المشير عبد الفتاح السيسى للرئاسة ؟
** انا مع ترشيحه تماما ، لانه لعب دور كبير جدا فى منع الحرب الأهلية فى مصر وفتح الطريق امام الشعب المصرى لكى يخطو الى المستقبل ، وعن القول انه عسكرى ، ارد انه عند الترشح سوف يترك الجيش ويصبح مدنيا .
وهو وراءه مؤسسة قوية ولا أتفق مع قول هيكل فى أن السيسى ليس له ظهير سياسي ، بل له ظهير قوى وهو القوات المسلحة ، وهل خلفية حمدين صباحى كصحفى اقوى من خلفية السيسى كقائد عام للجيش .
* هل سيكمل المشير عبد الفتاح السيسى مشروع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ؟
** هذا غير منطقى فالظروف اختلفت الان والعالم اختلف و 2014 غير 1952 ، وهناك فارق شاسع فى الظروف العامة واوضاع البلاد ، الرئيس عبد الناصر ثورته قامت وعدد السكان 20 مليون ونحن الان عددنا 90 مليون ، وكان النظام العالمى منقسم كتلة اشتراكية وكتلة راسمالية وهناك حرب باردة مشتعلة بينهم ، الان تغير هذا الوضع حيث سقطت المنظومة الاشتراكية التى ساندت جمال عبد الناصر لكى يبنى السد العالى وينشأ قاعدة صناعية كبيرة ، ومع ذلك السيسى يعطينا اشارات انه سوف يكون رئيس مختلف ، يعنى زيارته لموسكو هذه نقطة فارقة فى توجهه السياسى ، لانه يريد ان يقيم علاقات متوازية فى الواقع الدولى ، يريد ان ينوع مصادر السلاح وهذا التقليد وضعه جمال عبد الناصر .
ولكن السؤال ، هل يستطيع السيسى وضع شعارات ثورة 25 يناير موضع تطبيق ، هذا السؤال يرد عليه الشعب المصرى وليس السيسى ، لان الشعب المصرى ارغم رئيسين على الخروج من الحكم ويستطيع ان يرغم السيسى على الخروج من الحكم اذا لم يلتزم باهداف الثورة .
* شاركت المراة فى ثورة 25 يناير و30 يونيو هل سيقدر المجتمع دورها الرئيسى فى هذه الثورات ؟
** المرأة فى 25 يناير و30 يونيو و26 يوليو كانت شريك أساسى فى كل أعمال الثورة وسقط منهن شهيدات وجرحى ومارسن كل الاعمال التى كانت مطلوبة من الثوار ومع ذلك لا اتحدث عن المكافاة ولكن اتحدث عن اعتراف المجتمع بادوارها ، فهناك اشكالية كبيرة فى اعتراف المجتمع بدورها لان اليمين الدينى لعب فى عقل الناس لسنوات طويلة كما روج ان المراة اضعف من الرجل ولا يجوز لها تماما ان تتولى المناصب العليا بحكم الشريعة وان المرأة سبب الخطيئة والفتنة فى الشارع وطالبوا بفرض الحجاب والنقاب عليها وفعلا استجابت نساء كثيرات . وهذا حصاد الثقافة الرجعية المحافظة المتخلفة التى تراكمت منذ عشرات السنين فى المجتمع المصرى ، وحتى نزيل هذه الثقافة ونتخلص منها لابد ان نضع بدلا منها اسس للتقدم واحترام قيم وحقوق الانسان التى سوف نحتاج الى وقت طويل .
* وهل حققت المراة بعد ثورتين نسبة من طموحاتها ؟
** طبعا ، واول شئ حققته المرأة هو ظهورها وهذا وضح فى الاستفتاء على الدستور ، الذى تبين ان نسبة السدات التى شاركن اعلى من نسبة الرجال فهى 54 % نساء ، وهناك و46 % من الرجال .
* وما رأيك فى الغاء كوتة النساء فى دستور 2013 المعدل ؟
** اولا هو دستور جديد وليس معدل ، ثانيا الغاء الكوتة هو نتيجة للسؤال الاول وهو اختلال موازين القوى فى المجتمع بين الثقافة الذكورية والثقافة الديمقراطية ، والكوتة الغيت بكل المجالات وليس فى المرأة فقط ، فقد الغى نسبة العمال والفلاحين ، والحقيقة ان المناقشة داخل لجنة الدستور وضحت الى اى حد ان كوتة العمال والفلاحين كانت ضدهم ، اما بالنسبة للمرأة فلم يتوفر لنا الوقت لنعرف نتيجتها من ممارسات النساء فى برلمان 2010 قبل الثورة مباشرة ، ولكن نعلم ان نظام الحصة معمول به فى اكثر من 85 دولة فى العالم ومنهم دول شمال اوربا ، والذين اكدوا ان الكوتة ستستمر لتاريخ طويل لان التمييز ضد المرأة كما يقولوا تمييز تاريخى بدأ منذ الاف السنين وبالتالى لا نستطيع محوه من خلال دورة او اثنين . ولكن لا يجب ان ننسى اننا نعيش فى مصر فى ظل الوطن العربى كله ، فى ظل نظام ثقافى ذكورى الذى يتوجس من وجود المرأة فى الحياة العامة والحياة السياسية ، وبالتالى سقطت الكوتة ؟
* وكيف نستطيع تغير نظرة المجتمع بالمراة ؟
** المجتمع يتغير بطريقتين اما عن طريق التراكم او عن طريق الثورة وهى الانفجار ، وفى ظنى ان المجتمع المصرى بعد الثورة تغير كثيرا بالنسبة لقضية المرأة ولكن هذا التغير لم يظهر بعد وهذا يحتاج وقت للظهور ، ومع اول رئيسة لحزب سياسى بدأت النتائج فى الظهور وستظهر باقيتها مع الوقت ، وهذا يعود الى التغيير فى المناهج الدراسية والاعلام والمؤسسات الدينية من الازهر والكنيسة ، ومؤسسة الاسرة كل هذه منظومة واحدة هى التى تضع القيم سواء رجعية او تقدمية وهى تحتاج الى تغيير جذرى لتحقيق طموحات المرأة .
* تعملوا فى مؤسسة ملتقى تنمية المراة على التنمية الاقتصادية للمرأة ما الهدف وكيف نحقق ذلك ؟
** الاقتصاد هو السياسة ، والسياسة فى تعريفها هى الاقتصاد المكثف ، واذا لم تكن المرأة قادرة على إعالة نفسها او على ان تجد لها عملا كريما يوفر لها الاحتياجات الاساسية فسوف تجر الى العالم المتخلف كما حدث فى انتخابات 2011 ،فالوضع الاقتصادى هو وضع اساسى ، والفكرة التى نعمل عليها فى ملتقى تنمية المرأة هى انه دائما يحسب العائد الاقتصادى مستثنيا العمل غير المنظور للمرأة ، فالمرأة تقوم بعمل غير منظور وغير مدفوع الاجر رغم انه كبير جدا من تربية الاطفال وتنشأة الاسرة ،والمرأة فى الريف تعمل فى الحقل وفى المنزل وتساهم فى الاسرة ولكن مساهمتها غير محسوبة ، لذا نحن نريد ان يحسب ذلك ويدخل فى الموازنة العامة والناتج القومى الاجمالى . فعندما نقول ان المرأة تعمل عمل غير منظور يساوى 10 مليار جنية يكون هذا جزء من الدخل القومى بالتالى نستطيع ان ننشأ كل اشكال الرعاية الاجتماعية المجانية من حضانات اطفال وحدائق عامة ومدارس ورياض اطفال ونوادى رياضية ولا يكون ذلك صدقة على النساء .
* هل نتوقع ان تصدر القوانين من البرلمان القادم لتنصف المرأة ؟ ولماذا ؟
** لا ، لان الاتجاه الغالب الان فى قانون الانتخابات البرلمانية هو النظام الفردى والنظام الفردى يحتاج الى أموال كثيرة جدا لا تتوافر الا لاعداد محدودة من النساء وبالتالى علينا ان نتوقع ان تدخل النساء الاغنياء فقط مثلما حدث مع النائبة شاهيناز النجار الذى قيل ان ثمن الصوت فى دائرتها فى اخر اليوم وصل الى الف جنيه ، بالتالى لا نتوقع دخول العاملات والفلاحات والصحفيات والموظفات فى البرلمان لانهم غير قادرات على الانفاق ، فنظام القائمة هو النظام الملائم لكى تدخل كل الفئات التى تم تهميشها فى البرلمان الماضى من نساء وشباب واقباط وزوى احتياجات خاصة .
* واذا استمر العمل بالنظام الفردى ما رؤيتك فى المشهد السياسى والبرلمانى ؟
** سيشكل البرلمان القادم اذا تم بالنظام الفردى بشكل سئ ، لذا تقاتل الأحزاب الديمقراطية ليكون الانتخاب بالقائمة او على الاقل مناصفة بين الفردى والقائمة ، حتى لا يستولى رجال الاعمال على البرلمان الذى سوف يصدرون تشريعات تخدم مصالحهم وستكون بعيدة كل البعد عن اهداف الثورة ولنا ان نتوقع ثورة جديدة .