” أحمدك يا أبت، رب السماوات والأرض، على أنك أخفيت هذه الأشياء على الحكماء، والأذكياء، وكشفتها للصغار”(مت 11: 25)
تحتفل الكنيسة الجامعة في شهر أكتوبر بسحابة من القديسين والقديسات نذكر القديس فرنسيس الأسيزي مؤسس الرهبنة الفرنسيسكانية الذي تخلى عن حياة الرفاهية ليقتدي بالمسيح الفقير، ويعيش مع اخوته الصغار الفقراء، كيف تبدلت حياة فرنسيس ابن تاجر غني من أسيزي بإيطاليا؟ تحول فرنسيس بنظرة يسوع المصلوب التي انجذب إليها، حيث مر بهذه الخبرة في كنيسة القديس داميانو، خلال صلاته أمام المصلوب الحي وعيناه مفتوحتان ونظرته تحاكي القلوب وتلمسها بالتغيير، ومن يسمح ليسوع المصلوب بأن ينظر إليه يولد من جديد ويصبح” خليقة جديدة”. كما عاش فرنسيس حبه للطبيعة، والتأمل فيها، وأطلق على الأرض والشمس أختي، والقمر أخي في نشيد الكون، لذا تنعم بالسلام مع كل المخلوقات، لنحترم كل كائن بشري وليحل الحب حيث البغض، والمغفرة حيث الإساءة، والاتفاق حيث الخلاف، والنور حيث الظلام، والرجاء حيث اليأس، والإيمان حيث الشك، لنشعر بكل الفئات مع القديس فرنسيس خاصة بصرخة الذين يتألمون، ويموتون بسبب العنف، والإرهاب والحرب في شرقنا الأوسط والعالم أجمع، راجين من القديس أن يتشفع لعالمنا المعاصر ليعيش بتناغم، وسلام، واحترام للخليقة بأسرها.
وأيضا القديسة تريزا الطفل يسوع ولدت بفرنسا من أبوين تقيين كانا قد أرادا أن يسلكا طريق الرهبنة ولكن الله كان يري لهما تدبيرا اخر: فقد أثمر زواجهما عن خمس بنات أصبحن جميعهن راهبات وأصغرهن القديسة تريزا ليسوع الطفل التي في سن الخامسة عشر قررت بكل ثقة أن تكون راهبة كرملية ورغم رفض الكرمل على صغر السن، فذهبت للأسقف فرفض أيضا فذهبت للبابا وأمام إصرارها وتوسلاتها قال ” إذا كانت هذه إرادة الله فستدخلين!” وبالفعل أذنت لها رئيسة الدير بدخول دير الكرمل عام 1888 وبدأت تعيش داخل دير مغلق ولكن قلبها منفتح بالصلاة للجميع الكهنة والمرسلين في العالم فقالت ” لم يمض علىَّ ثلاث دقائق دون أن أفكر في الله”، وتقدم له الأماتات الصغيرة التي تسقيها بحب كبير فقالت” لا يطلب يسوع أعمالا عظيمة، بل التسليم والشكر” “إني لا أندم على إني سلمت نفسي للحب، دعوتي هي الحب، وسأكون بهذا الحب كل شئ” كما عاشت تريزا الطفولة الروحية بفرح، ونقاء، و وداعة النفس فقالت ” اني سعيدة لكوني صغيرة” ومارست حياة الحب الكامل فاشتهت أن تموت شهيدة بالجسد والنفس فأصيبت بمرض عضال وتألمت الآم رهيبة وقبلتها بفرح، وصبر، وقدمت ذاتها محرقة حب لخلاص النفوس كما فعل يسوع وقالت” ما أعظم السعادة المقرونة بالتألم لأجل من يحبنا”. واستحقت تريزا أن تكون قديسة وشفيعة الرسالات والمرسلين، وأيضا بكتابتها أصبحت معلمة الكنيسة. فلنطلب منها النعم التي نرغب في نيلها.
كما احتفلت الكنيسة بالقديس دانيال كمبوني مؤسس رهبنة الكمبونيان، هذا الشخص الأوربي الذي شعر بدعوة خاصة أن يترك إيطاليا، ولبى نداء الرب للذهاب لإفريقيا وبعد اختبار السفر الصعب، ومشاركته للشعب الأفريقي حتى موته ودفن هناك من أهم أقواله ” لا خلاص لأفريقيا إلا بالإفريقيين” هذه القارة الغنية بثروتها ومطمع للعالم حتى اليوم، تئن من الحروب الداخلية، والانقسامات بين الشمال والجنوب، وانتشار الأمراض، والإهمال على كل المستويات، لذا نطلب من شفيع الإفريقيين دانيال كمبوني أن يعطي النعم للشعب السوداني الشقيق ويرفع كل معاناة، ويمنحه السلام والأمن، ويتمتع الشعب بخيرات بلاده، يوحد القلوب، ويسود الحب بين أولاد الشعب الواحد.
أما تريزا الكبيرة من بلد دافيلا التي عاشت في القرون الوسطي في رهبنة الكرمل عملت إصلاح في الرهبنة بالتعاليم ” درب الكمال” وبمساعده مرشدها يوحنا الصليبي قامت بجهد وثابرت بمكوثها تحت الصليب فقالت: “ابحث عن إلهك في الخلوة وامكث أمامه بتواضع الفقير” كما شبهت النفس البشرية بالقصر الذي يسكن فيه الرب تساعدنا تريزا في التقرب من الله فتتكلم معه كصديق وأب بأسلوب بسيط، وتقدم أي عمل للمسيح، ومن أهم أقولها تعزيه في الشدائد وتشدد العزائم” لا تضطرب لشيء، ولا تخف من شئ، فكل شئ يزول والله وحده يدوم، الصبر ينال كل شئ، الصبر يذلل كل الصعاب، من كان له الله لم ينقصه شئ، فالله وحدة يكفي”
أما يوم السادس عشر من شهر أكتوبر هو عيد القديسة مرجريتا ماري أل أكوك، التي ظهر لها يسوع وطلب منها نشر عبادة قلبه يسوع الأقدس، فقال لها مشيرا إلى قلبه الطاهر:” هوذا القلب الذي احب العالم حبا عظيما وبذل ذاته عنه، لا يلقي من الكثيرين جزاء غير النكران الجميل، والفتور، وقله الاحترام لسر محبته، ومما يزيد في ألمي أن هذه الإهانات تصدر عن أناس يزعمون انهم من خاصتي، لذلك أريد أن يخصص يوم الجمعة لتكريم هذا القلب بالتعويض عن الإهانات اللاحقة به، وأعدك باني اسكب غيث البركات والنعم على من يقوم بهذا العمل” لذلك اتخذنا اسم وروحانية رهبنتنا على اسم هذا القلب ” راهبات قلب يسوع المصريات” كما نعوض لهذا القلب يوميا بنصف ساعة سجود أمام القربان المقدس، وكل جمعة أيضا ساعة سجود له. والجمعة الأولى من كل شهر التعويض بثلاث ساعات سجود لأن رهبنتنا مؤسسه في قلب يسوع الأقدس ونسعي في الأولوية لحياة الاتحاد بالله في علاقة وثيقة بالصلاة بحياة مستترة في قلب الله تدفعنا إلى بذل الذات بحياة مشتعلة بالغيرة لخلاص النفوس.
أما ونحن محاطون بسحابة كثيفة من الشهود، فعلينا أن نُلقي عنا كل ثقل وكل خطيئة عالقة بنا. فنجري بعزم في ميدان الجهاد الممتد أمامنا، ناظرين إلى رأس إيماننا ومكمله، يسوع الذي تحمل الصليب مستخفا بالعار، من أجل الفرح الذي ينتظره، فجلس عن يمين عرش الله. (عبر12: 1-2) كما أيضا نطلب من مريم العذراء في عيد سيدة الوردية أن نحفظ ونتأمل في قلبنا أسرار ابنها، وعرسها الإلهي، أسرار المجد، والفرح، والحزن، والنور. كما نرجو منها أن تتشفع من أجل بلدنا خاصة أننا عيدنا عيد انتصار 6 أكتوبر بأن تحافظ على مصرنا دائما منتصرة على أعداء السلام، والحب، ولتتنعم بلدنا، وكل الشرق الأوسط، وبلاد العالم بالإخاء، والتضامن. كما أطلب لأخوتي المسلمين في عيد الأضحى المبارك بأن يعيشوا معني العيد في التضحية، والإيمان الذي عاشه إبراهيم أبو الأباء، وأبو كل المؤمنين. وكل عام وجميعنا بخير وسلام. أمين
وأيضا القديسة تريزا الطفل يسوع ولدت بفرنسا من أبوين تقيين كانا قد أرادا أن يسلكا طريق الرهبنة ولكن الله كان يري لهما تدبيرا اخر: فقد أثمر زواجهما عن خمس بنات أصبحن جميعهن راهبات وأصغرهن القديسة تريزا ليسوع الطفل التي في سن الخامسة عشر قررت بكل ثقة أن تكون راهبة كرملية ورغم رفض الكرمل على صغر السن، فذهبت للأسقف فرفض أيضا فذهبت للبابا وأمام إصرارها وتوسلاتها قال ” إذا كانت هذه إرادة الله فستدخلين!” وبالفعل أذنت لها رئيسة الدير بدخول دير الكرمل عام 1888 وبدأت تعيش داخل دير مغلق ولكن قلبها منفتح بالصلاة للجميع الكهنة والمرسلين في العالم فقالت ” لم يمض علىَّ ثلاث دقائق دون أن أفكر في الله”، وتقدم له الأماتات الصغيرة التي تسقيها بحب كبير فقالت” لا يطلب يسوع أعمالا عظيمة، بل التسليم والشكر” “إني لا أندم على إني سلمت نفسي للحب، دعوتي هي الحب، وسأكون بهذا الحب كل شئ” كما عاشت تريزا الطفولة الروحية بفرح، ونقاء، و وداعة النفس فقالت ” اني سعيدة لكوني صغيرة” ومارست حياة الحب الكامل فاشتهت أن تموت شهيدة بالجسد والنفس فأصيبت بمرض عضال وتألمت الآم رهيبة وقبلتها بفرح، وصبر، وقدمت ذاتها محرقة حب لخلاص النفوس كما فعل يسوع وقالت” ما أعظم السعادة المقرونة بالتألم لأجل من يحبنا”. واستحقت تريزا أن تكون قديسة وشفيعة الرسالات والمرسلين، وأيضا بكتابتها أصبحت معلمة الكنيسة. فلنطلب منها النعم التي نرغب في نيلها.
كما احتفلت الكنيسة بالقديس دانيال كمبوني مؤسس رهبنة الكمبونيان، هذا الشخص الأوربي الذي شعر بدعوة خاصة أن يترك إيطاليا، ولبى نداء الرب للذهاب لإفريقيا وبعد اختبار السفر الصعب، ومشاركته للشعب الأفريقي حتى موته ودفن هناك من أهم أقواله ” لا خلاص لأفريقيا إلا بالإفريقيين” هذه القارة الغنية بثروتها ومطمع للعالم حتى اليوم، تئن من الحروب الداخلية، والانقسامات بين الشمال والجنوب، وانتشار الأمراض، والإهمال على كل المستويات، لذا نطلب من شفيع الإفريقيين دانيال كمبوني أن يعطي النعم للشعب السوداني الشقيق ويرفع كل معاناة، ويمنحه السلام والأمن، ويتمتع الشعب بخيرات بلاده، يوحد القلوب، ويسود الحب بين أولاد الشعب الواحد.
أما تريزا الكبيرة من بلد دافيلا التي عاشت في القرون الوسطي في رهبنة الكرمل عملت إصلاح في الرهبنة بالتعاليم ” درب الكمال” وبمساعده مرشدها يوحنا الصليبي قامت بجهد وثابرت بمكوثها تحت الصليب فقالت: “ابحث عن إلهك في الخلوة وامكث أمامه بتواضع الفقير” كما شبهت النفس البشرية بالقصر الذي يسكن فيه الرب تساعدنا تريزا في التقرب من الله فتتكلم معه كصديق وأب بأسلوب بسيط، وتقدم أي عمل للمسيح، ومن أهم أقولها تعزيه في الشدائد وتشدد العزائم” لا تضطرب لشيء، ولا تخف من شئ، فكل شئ يزول والله وحده يدوم، الصبر ينال كل شئ، الصبر يذلل كل الصعاب، من كان له الله لم ينقصه شئ، فالله وحدة يكفي”
أما يوم السادس عشر من شهر أكتوبر هو عيد القديسة مرجريتا ماري أل أكوك، التي ظهر لها يسوع وطلب منها نشر عبادة قلبه يسوع الأقدس، فقال لها مشيرا إلى قلبه الطاهر:” هوذا القلب الذي احب العالم حبا عظيما وبذل ذاته عنه، لا يلقي من الكثيرين جزاء غير النكران الجميل، والفتور، وقله الاحترام لسر محبته، ومما يزيد في ألمي أن هذه الإهانات تصدر عن أناس يزعمون انهم من خاصتي، لذلك أريد أن يخصص يوم الجمعة لتكريم هذا القلب بالتعويض عن الإهانات اللاحقة به، وأعدك باني اسكب غيث البركات والنعم على من يقوم بهذا العمل” لذلك اتخذنا اسم وروحانية رهبنتنا على اسم هذا القلب ” راهبات قلب يسوع المصريات” كما نعوض لهذا القلب يوميا بنصف ساعة سجود أمام القربان المقدس، وكل جمعة أيضا ساعة سجود له. والجمعة الأولى من كل شهر التعويض بثلاث ساعات سجود لأن رهبنتنا مؤسسه في قلب يسوع الأقدس ونسعي في الأولوية لحياة الاتحاد بالله في علاقة وثيقة بالصلاة بحياة مستترة في قلب الله تدفعنا إلى بذل الذات بحياة مشتعلة بالغيرة لخلاص النفوس.
أما ونحن محاطون بسحابة كثيفة من الشهود، فعلينا أن نُلقي عنا كل ثقل وكل خطيئة عالقة بنا. فنجري بعزم في ميدان الجهاد الممتد أمامنا، ناظرين إلى رأس إيماننا ومكمله، يسوع الذي تحمل الصليب مستخفا بالعار، من أجل الفرح الذي ينتظره، فجلس عن يمين عرش الله. (عبر12: 1-2) كما أيضا نطلب من مريم العذراء في عيد سيدة الوردية أن نحفظ ونتأمل في قلبنا أسرار ابنها، وعرسها الإلهي، أسرار المجد، والفرح، والحزن، والنور. كما نرجو منها أن تتشفع من أجل بلدنا خاصة أننا عيدنا عيد انتصار 6 أكتوبر بأن تحافظ على مصرنا دائما منتصرة على أعداء السلام، والحب، ولتتنعم بلدنا، وكل الشرق الأوسط، وبلاد العالم بالإخاء، والتضامن. كما أطلب لأخوتي المسلمين في عيد الأضحى المبارك بأن يعيشوا معني العيد في التضحية، والإيمان الذي عاشه إبراهيم أبو الأباء، وأبو كل المؤمنين. وكل عام وجميعنا بخير وسلام. أمين