اندهشت كثيرا من دعوة أحد رموز القوى الوطنية إلى البدء في اجراء انتخابات رئاسية عقب الإنتهاء من الدستور مباشرة ، وقبل اجراء الإنتخابات البرلمانية .
اندهشت كثيرا من دعوة أحد رموز القوى الوطنية إلى البدء في اجراء انتخابات رئاسية عقب الإنتهاء من الدستور مباشرة ، وقبل اجراء الإنتخابات البرلمانية .
كيف يمكن ذلك ولازلنا في مرحلة انتقالية حرجة نحتاج فيه إلى نقاهة لنخرج من الضيقة التي مرت بها مصر عقب فترة الانتخابات الرئاسية الماضية والتي نجم عنها تدمير المنشأت وقتل المواطنين من الضباط والمدنيين وانتشار الفوضى في الشوارع وترويع المواطنين العزل ، كل هذا حدث نتيجة التسرع في فتح باب الترشيح الانتخابي في ظل وجود مجتمع غير مهيأ للمناخ الديموقراطي ،لأن الجهل والفقر لا يلتقيان مع الديموقراطية، وخير دليل ما شهدناه في الانتخابات الماضية من استغلال حزب يعينه حالة تدني مستوى المعيشة في القرى والنجوع والأماكن الشعبية والعشوائيات ، وتوزيع الأموال والمواد التموينية وغيرها ، يا ليتنا انتظرنا حتى يفهم المجتمع المصري معنى الديمقراطية الحقة وان يعلموا أن حياتهم الحالية ومستقبل ابنائهم القادم يتحدد من خلال هذا الإختيار.
ولعل الكثير من المواطنين وللأسف بعد قبولهم هذه الرشاوى وتصويتهم دون تفكير منطقي ، ندموا بالفعل بعد فترة من الوقت ، حينما رأوا دماء ابناؤهم تسيل على الأرض….. حينما علموا أن كيس السكر وكيس الارز وزجاجة الزيت لا يمكن أن تعيد لهم فلذات أكبادهم ، لقد ضاع الحلم الجميل والكلام المنمق الذي اعتدنا سماعه في الحملات الانتخابية واصبحت الوعود مجرد سراب لا حقيقة له , وتحول الواقع الذي نعيشه من مجرد مشاكل فقر وبطالة إلى دموع حزن على فراق الاهل والأقارب والجيران ….
يا ليتنا افقنا قبل فوات الاوان… يا ليتنا كنا تعلمنا أهمية التعبير الحر عن الرأي ولكن في اطار مدروس وبدون ضغوط ، لماذا الإساءة في استغلال هذا الحق فبدلا أن يصبح نعمة تحول إلى نقمة حتى تحولت حياتنا بين عشية وضحاها إلى جحيم لا يطاق . نحن الآن لسنا في حاجة إلى انتخابات رئاسية تدفع المجتمع المصري إلى مزيدا من الصراع والعنف ، لن نتمكن من تحقيق الديموقراطية في الاختيار بل سندخل المجتمع إلى حالة من عدم الاستقرار الجديد ، خاصة وأن هناك فئة من المجتمع لازالت تعتقد في وجود رئيس شرعي لها، نحن أولا في حاجة إلى الاستقرار والأمان ، وثانيا : لابد أن تكون هناك جهود اعلامية مكثفة لتوعية جميع المواطنين بضرورة التأني في الاختيارمع تعريفهم بتأثير هذا الحق الديموقراطي على حياتهم فيما بعد..
لابد أن يعلم جميع المصريين أن من يتقدم لهذا المنصب لابد ان يكون جديرا بثقة كل المصريين ليس بكلمات جوفاء وعبارات انشائية ولكن بتاريخه الطويل في النضال الوطني وبعطائه لمصر ، ماذا قدم وماذا سيقدم ؟؟ … وأن يعلموا جيدا أن من يدفع أموالا لشراء أصواتا باطله فهو لايملك سوى ما قدمه الآن ، ولن يكون لديه ما سيقدمه غدا …
اعطونا فرصة لنضمد جراحنا ، لنعمل عقلنا ، لنفيق من غيبوبتنا التي عيشنا فيها عاما كاملا ، حتى نستطيع أن نتخذ قرار صائب