لم يكن مفاجئاً قرار الرئيس سلفاكير باقالة نائبه “رياك مشار” الرجل الثانى فى حكومة دولة جنوب السودان خصوصاً إفصاح مشارعن غضبه من قرار سلفاكير باقالة والى ولاية الوحدة ” تعبان دينق” علناً حيث طالبه بالتراجع عن ذلك ، مما اظهرخلافا بينهما كان مستتراً.
لم يكن مفاجئاً قرار الرئيس سلفاكير باقالة نائبه “رياك مشار” الرجل الثانى فى حكومة دولة جنوب السودان خصوصاً إفصاح مشارعن غضبه من قرار سلفاكير باقالة والى ولاية الوحدة ” تعبان دينق” علناً حيث طالبه بالتراجع عن ذلك ، مما اظهرخلافا بينهما كان مستتراً.
والمتامل للتشكيلة السياسية لحكومة الجنوب يجد انها تعبير عن موازين قوى تتعلق بالتكوين الاجتماعى للجنوب وما يتبدى منه من تمثيل فى الجيش الشعبى.
ومن المؤكد ان رجل الاستخبارات سلفاكير اذداد قوة بعد مضى عامين فى السلطة جعلته يقدم على هذه الخطوة واتبعها باحالة فاقان آموم الامين العام للحركة الشعبية للتحقيق وهو صاحب وزن ثقيل داخل الحركة الشعبية لا سيما انه كان من اقرب المقربين الى رئيس الحركة الشعبية الراحل دكتور جون قرنق ويعتبره خصومه فى حكومة من الشمال من “اولاد قرنق” وحجر الزاويا فى التنسيق بين الحركة الشعبية التى تحكم دولة الجنوب وبين الحركة الشعبية التى تعارض فى جمهورية السودان.
خطوات سلفاكير الجرئية لم تتوقف عن هذا الحد فقد قام بحل الحكومة وارسل 17 ضابطاً من الشرطة برتبة عميد الى المعاش مما ينبى بتغييرات كبيرة فى حكومة دولة جنوب السودان.
السودان الشمالى ليس بعيداً عن هذه الاحداث فرجالات نائب البشير ظلوا يعملون منذ امد بعيد مع مجموعة من قيادات الحركة الشعبية بتفاهم يتمظهر من خلال احاديث بعض رجالات الحركة عن مرونة نائب رئيس جمهورية السودان ” على عثمان محمد طه” وظلوا يكررون هذه العبارات من ايام ما عرف بانتخابات 2010م وقبل الاستفتاء على حق تقرير مصيرللجنوب ، وكان طه يرسل رجالته للتفاوض سراً مع تلك القيادات مبدئياً رغبته فى صعود “اولاد قرنق” وبالمقابل يتقدم هو الى سدة الحكم فى الشمال ، طالباً العون المتبادل ، او على الاقل احداث شقاقات فى الحركة الشعبية يقدمها قرباناً للبشير للحصول على وضعية افضل فى نظام الخرطوم ، وتلقت “مجموعة طه” ضربة عنيفة من البشير باقالة “صلاح قوش” مديرجهاز الامن والمخابرات السابق وتعينه مستشاراً للرئيس للامن القومى ثم تمت اقالته لاحقاً وكان يمثل همزة الوصل “مجموعة طه” و الجنوب.
ثم وقعت احداث الصراع حول ” هجليج” بين الشمال والجنوب ليكشف طه عن وجه اخر عنيف ضد الحركة الشعبية وضد الجنوب فى مزايدة مفضوحة وذلك تقرباً الى رأس الدولة البشير فى ظل المنافسة بينه وبين ” نافع على نافع ” مساعد الرئيس البشير.
رياك مشار نائب رئيس جكومة الجنوب يجيد التاكتيك السياسي مع معرفة واسعة بالعقلية التى تدير الدولة فى الشمال فقد عمل معهم ابان انشقاقه عن الحركة الشعبية ودخوله فى اتفاقية سلام مع الخرطوم قبل عودته الى الحركة الشعبية مرة اخرى ، فقد حاول مد جسور التوصل مع نائب الرئيس على عثمان فى حركة تبادل منافع تشبه تلك التى يديرها على عثمان مع مجموعة ” اولاد قرنق” وبينه وبين طه خط ساخن وزيارات متكررة الى الخرطوم اخرها التى تمت فى يوم 30 يونيو الماضى تحت غطاء اللجنة المشتركة بين الخرطوم وجوبا.
البشير يدرك ذلك تماماً فرجاله يراقبون طه عن كثب وسلفاكير يدرك ذلك ايضاً ، ان ما تم هو ارادة رئيسى السودان الشمالى والجنوبى وما عليك الا ان تهتم ما ينشره المركز السودانى للخدمات الصحفية التابع لجهاز الامن والمخابرات السودانى فالامور مكشوفة والحديث لم يعد سراً فقد جهر به عديدون وهو ان إتفاقية نيفاشا احتوت على صفقة سرية بين على عثمان وقرنق ، مات قرنق وتم تحجيم على عثمان انفصل الجنوب وزادت وتيرة تحجيم رجال على عثمان باعتقال قوش والذى كان يلعب بهدو مع اولاد قرنق لصعود التيارين فى كل دولة.
اتفق البشير مع سلفاكير عن طريق رجاله واجريا خطوات إستباقية استغل سلفاكير الاراء السياسية المخالفة لقراره القاضى باقالة تعبان دينق وبتحويل دينق آلور للتحقيق ودفعت الاحدث فاقان آموم للاعتراض علنا تبعه “رياك مشار” الذى انتقد قرارات الرئيس سلفاكير وطالب بالتغيير واعلن ترشيحه لنفسه فى الانتخابات القادمة فى دولة الجنوب ، ولكن سلفا كان الاسرع وقام بتسديد الضربة القاضية و نامت الخرطوم مُلء جفونها ليلة 23 يوليو.