ترأس غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهى بمشاركة بطاركة الشرق الكاثوليك، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته وفاء، الرئيس امين الجميل، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام
ترأس غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي القداس الإلهى بمشاركة بطاركة الشرق الكاثوليك، في حضور رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وعقيلته وفاء، الرئيس امين الجميل، الرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام، السفير البابوي غابرييل كاتشا والعديد من النواب والوزراء الحاليين والسابقين وفاعليات سياسية، حزبية، نقابية، دبلوماسية، اجتماعية واعلامية، ورؤساء الاجهزة والمكاتب الاقليمية الامنية، الرؤساء والرئيسات العامين للرهبانيات اللبنانية، إضافة الى الجمعيات والروابط والاخويات المسيحية في لبنان و ذلك في بازيليك سيدة لبنان ـ حريصا، بعد الانتهاء من أعمال الترميم و تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر ورفع الصلاة من أجل إحلال السلام في لبنان وسوريا ومنطقة الشرق الأوسط كلها.
بدأ القداس الاحتفالي بمسح الابواب والجدران بالميرون المقدس من قبل غبطة الكاردينال ماربشارة الذي توجه من مدخل البازيليك يحوطه البطاركة والاساقفة الكاثوليك باتجاه المذبح، لتبدأ مراسم التدشين والتبريك، وحيث ألقى رئيس مزار سيدة لبنان في حريصا الاب خليل علوان الكلمة قال فيها “انه ليوم مريمي لبناني بامتياز، يوم يلتئم فيه عقدنا في بيت سيدة لبنان التي لطالما أحببناها وتشفعناها وقصدناها، ولشدة تعلقنا بها سميناها سيدة للبنان، فحنانيك يا أم لبنان حنانيك، فها نحن لديك عند قدميك فمدي يديك وخلي عينيك: عينا علينا، وعينا على لبنان يا سيدة لبنان.
وبعد الانجيل المقدس، القى غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي عظته التى قال فيها:
ما أجمل حضوركم على رأس هذه الجماعة المصلية التي توافدت من مختلف المناطق اللبنانية، ولاسيما حيث مرت سيدتنا مريم العذراء بتمثالها، تمثال أم النور، إن هذا التكريس حدث تاريخي حاسم، لأنه سيكون بداية مسيرة خلاصية للبنان، تقودها سيدته العذراء مريم، وقد أتينا لنضعه في عهدتها التي تنجز ما تشاء.رفعت مريم، عذراء الناصرة، في بيت إليصابات، نشيد التعظيم لله القدير، لأنه صنع فيها العظائم، وكانت قد سمعت بشرى هذه العظائم العتيدة من فم الملاك جبرائيل. فعظمت الرب، وسمت نفسها “أمته الوضيعة”، وأعلنت تكريسها له، مقدمة كل كيانها، إذ أجابت الملاك: “أنا أمة الرب، فليكن لي بحسب قولك”(لو1: 38). فكانت كلها له باسم الجميع، لأنه هو كله لنا جميعا. هذا هو فعل العبادة الأعظم لله الذي حرر مريم، ويحرر كل إنسان، من الانطواء على الذات، ومن العبودية للخطيئة ولأصنام هذا العالم.
أتينا، وقلوبنا مملوءة فرحا ونفوسنا رجاء. نفرح بإعادة تدشين بازيليك سيدة لبنان ومذبحها بعد ترميمها الشامل، وهي تحمل في هيكليتها رمزين، الأول: رمز الأرزة المرتفعة نحو السماء، وقد تحققت في مريم كلمة الكتاب المقدس: “إرتفعت كالأرز في لبنان” (إبن سيراخ 24: 13)؛ والثاني: رمز السفينة أي الكنيسة والوطن اللذين تقودهما مريم سيدة لبنان، بنعمة ابنها الإلهي يسوع المسيح، لتعبر بهما وسط أمواج الشر ورياحه إلى الشاطئ الأمين.
أما الرجاء الذي يملأ نفوسنا، فهو أننا أتينا لكي نكرس لبنان لقلب مريم الطاهر، وفينا يقين لا يتزعزع أن مريم وحدها تستطيع، بقدرة الله، وبقدرة استحقاقاتها لديه، أن تنقذ لبنان من أمواج الأزمات السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية؛ وهي أمواج عاتية تتقاذفه وتنذر بغرقه.
إن رجاءنا مرتكز على الاختبار، إذ لا أحد منا يشك في أن مريم، سيدة لبنان، هي التي كانت تنتشله بيدها الخفية في كل مرة أشرف على الغرق والتلاشي ولاسيما في الحرب الأخيرة.
أن نكرس لبنان لقلب مريم الطاهر، فهذا مطلب لبناني مسيحي إسلامي، كما يتبين من هذا الحضور اليوم، ومن إعلان عيد البشارة لمريم، فبين لبنان ومريم تاريخ عمره ألفا عام. لقد ترددت مريم إلى نواحي صور وصيدا مع الرب يسوع ابنها. فبلدة قانا شاهدة لمعجزة تحويل الماء إلى خمر فائق الجودة، التي اجترحها يسوع في ذاك العرس بطلب منها.
اعتبر غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي فى نهاية كلمته ان تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر “التزام منا جميعا بحمايته كأرض مقدسة، وبالمصالحة الوطنية.”