منذ ظهور المسيحية وصورة الرب تشغل بال وفكر الفنانين…لقد حاولوا التعبير برؤياهم الفنية عن حياة والام يسوع المسيح..وعندما استلهم الفن وفي العالم كله قصة اسبوع الالام وقيامة الرب يسوع من بين الاموات وصعوده إالى السماوات
منذ ظهور المسيحية وصورة الرب تشغل بال وفكر الفنانين…لقد حاولوا التعبير برؤياهم الفنية عن حياة والام يسوع المسيح..وعندما استلهم الفن وفي العالم كله قصة اسبوع الالام وقيامة الرب يسوع من بين الاموات وصعوده إالى السماوات ظهرت لوحات مختلفة المذاهب الفنية تبعاً للبلاد التي رسمت فيها..وتبارى الفنانون في تصوير هذا الحدث العظيم.
كان عصر النهضة في اوروبا واحدا من ازهى العصور التي شهدت انتاجا فنيا في مجال التصويروالنحت..ولاتزال هذه الابداعات الفنية محل إبهار ودراسات من الناحية التاريخية والفنية حتى الان.. كما كان العصر القوطي وعصر الباروك من العصور التي اهتم الفنانون بالاحداث الدينية…وكان لاسبوع الآلآم اهتماما كبيرا لدى الفنانين وكان عذاب المسيح على الصليب مفجرا لطاقات الابداع عندهم.. لقد مست هذه العذابات وجدانهم ومشاعرهم والهامهم فكانت هذه الاعمال الفنية الخالدة التي تزدحم بها أهم متاحف اوروبا في شكل لوحات او تماثيل أو مشاهد على سقوف حوائط (جداريات) في اعظم الكنائس في العالم..وكانت على اعلى مستوى فني وذات قيمة ابداعية معجزة.
ومن اشهر من رسم في الكنائس الفنان المثال مايكل أنجلو أحد أعظم فناني عصر النهضة الذي قضى اغلب عمره الفني مستلقيا على سقالات الكنيسة لكي يرسم ويسجل رؤيته الخاصة لأسبوع الالام والقيامة والعديد من القديسين.
ولاشك أن كنيسة سيتينا وكنيسة القديس بطرس بروما وكنيسة القديس مرقس بفينيسيا تحولت إلى متاحف مقدسة لإحتوائها على الاعجاز الفني الذي لايزال يبهر اعين المشاهدين ويلهب وجدانهم.
ولوحة العشاء الاخير للفنان ليوناردو دافنشي…مازالت حتى اليوم وستظل ابد الدهر عملا خالدا قل ان يجود به الزمان.
ولا ننسى لوحات الفنان الجريكو وابداعاته الفنية الموجودة بكنيسة توليدو باسبانيا والتي سميت باسمه بعد ذلك وهي تقع على ربوة عالية من جبال اسبانيا..ومن اشهر لوحاته: في طريق الصلب..حامل الصليب..وصلب المسيح..والتي تعتبر من اروع لوحات العالم وكانت سببا في شهرته بين فناني العالم أمثال “هنري موورو” الفرنسي..وجوجان الهولندي الذي رسم المسيح باللون الاحمر ومدى العذاب الذي تحمله على الصليب..والفنان الايطالي رافاييل الذي كانت لوحاته عن الصلب والقيامة باسلوب روحاني…الرومانسية والشفافية بدت في شخوص لوحاته محلقة بين السماء والارض.
ولاتزال اكبر لوحة عن الصلب للفنان الاسباني سلفادور دالي..اخر عمالقة الفن والقرن العشرين..وقد رسم صلب المسيح برؤيته السيريالية التي اشتهر بها باللون البنفسجي..وهي موجودة الان في متحف الفن الحديث بفرنسا.
وتتوالى المدارس الفنية بعد ذلك وحتى اليوم تقدم معجزات الكتاب المقدس في أعمال فنية معاصرة كل بإسلوبه وحسب بيئة مجتمعه..وسيظل الكتاب المقدس مصدر إلهام على مدى العصور للفنانيين في جميع انحاء العالم يعيشون أحداثه وتعاليمه..يرتوون من معانيه وروحانياته وتمتزج ارواحهم بقدسيته في اعمال فنية خالدة.
وعن لوحة آلام الصليب (المرفقة بالمقال) قد تناولها وجدي حبشي برؤيته الخاصة وقد رسم وجه وجسد السيد المسيح على قطعة خشب على هيئة الصليب مع ترك أطرافه مدببة كأكليل الشوك الذي وضع على جبهة يسوع المسيح لمزيد من العذابات التي نالها في يديه ورجليه…وثبت الصليب على خلفية من اللون الأحمر رمزاً للدم الذي سفك من جسد يسوع المسيح.
أما لوحة أورشليم الحزينة، رسم وجدي فيها المسيح المصلوب يشع منه نوراً في وسط ظلام الدنيا بعد ما أسلم الروح.. والمريمات يبكين حزناً على فراقه وآلامه وخصوصاً القديسة مريم أم النور التي جرحت في صدرها وهي تنظر إليه…وقد غلب الموت بقوة الصليب لكي يفدي البشرية من خطية آدم.