بعد سنوات من سيطرة طلاب الاخوان المسلمين و اكتساحهم الانتخابات الطلابية داخل الجامعات المصرية .. هاهو لاول مرة تشهد قوائم طلاب الإخوان خسارة كاسحة و هزيمة فادحة بمختلف كليات الجامعات المصرية و التى قد وصلت فيها نسبة الاخوان فى بعض الكليات إلى صفر فى المائة
بعد سنوات من سيطرة طلاب الاخوان المسلمين و اكتساحهم الانتخابات الطلابية داخل الجامعات المصرية .. هاهو لاول مرة تشهد قوائم طلاب الإخوان خسارة كاسحة و هزيمة فادحة بمختلف كليات الجامعات المصرية و التى قد وصلت فيها نسبة الاخوان فى بعض الكليات إلى صفر فى المائة لتصب فى صالح طلاب القوى و الحركات السياسية المدنية بما يراه البعض كمؤشر على تراجع شعبية الجماعة خاصة بجامعات اسيوط و طنطا و عين شمس و الاسكندرية و المنوفية كنتيجة لعدم الرضا عن أداء الرئيس محمد مرسى المنتمي لجماعة الإخوان بعد مرور ثمانية أشهر على توليه منصب الرئاسة .
للوقوف على حقيقة ما تم بانتخابات اتحادات الطلابية , و اسباب ترجع شعبية الاخوان بهذه الصورة ؟ و لاى مدى يمكن انعكاس الصورة على البرلمان القادم ؟
قال د . نصيف فهمى – استاذ علم الاجتماع بكلية الخدمة الاجتماعية جامعة حلوان إنه لاشك أن ما تشهده مصر من تداعيات بدء بالاحداث الجارية حاليا من تظاهرات و اضرابات و عصيان مدنى مرور بالمشكلات التى يعانى منها المجتمع من بطالة و عدم تحقيق عدالة اجتماعية و علاقة افراد الشرطة بالمواطنين حيث استخدام العنف و القوة المفرطة فى تعاملها مع المعارضة و انتهاء بطبخ الدستور دون توافق وطنى و من ثم دعوة الناخبين لاجراء انتخابات مجلس النواب فى ظل رفض قوى المعارضة قانون الانتخابات و غيرها من المشكلات التى سببت حالة من الاحتقان داخل المجتمع لتصبح عالقة دون ان يتحرك ساكنا . كل هذه الامور يختزنها المواطن البسيط حدث وراء الاخر بما يحتسبها على النظام الحاكم ممثلا فى جماعة الاخوان المسلمين على اعتبار ان الرئيس منتمى للجماعة و لهذا يربط بشكل تلقائى ما يحدث بمدى قدرة النظام الحاكم لادارة البلاد من خطط و سياسات و بالتالى باشتعال الاوضاع كما نحن بصدد اليه يدرك المواطنون بما فيهم فئة شباب الجامعات مدى ضعف و فشل النظام على ادارة البلاد لتصبح نتيجة طبيعية انعكاس ما يحدث داخل المجتمع على طلبة الجامعات بتشكيل وعيهم بالصورة الكافية بتكوين صورة ذهنية واقعية قادرة على التمييز بين الصالح و الطالح فقط تمييز العناصر القادرة على التغيير للافضل دون خضوعها لاى اهواء أو انتماءات سياسية تسعى لخدمة مصالحها من عدمها , و لعل ما اسفرته مؤشرات نتائج انتخابات اتحاد الطلبة بالجامعات اثبت لنا مدى تفاعل الشباب مع الاحداث و الاستجابة السريعة تجاها بما يساهم فى احداث التغيير بمفردها دون املاءت من احد بكونه الفئة المفترض فيها العمود الفقرى لرفعة ذلك الوطن.
و اضاف د . فهمى أن ما ساعد الطلبة على اتخاذ ذلك الاتجاه و اختيار التيار المدنى دون غيره من التيار الاسلامى هو الاستفادة من تجارب الواقع المعاش ممثلا فى تجربة احزاب التيار الاسلامى سواء حزبى الحرية و العدالة أو النور و فضحها نفسها امام الرأى العام بعدم تحقيق وعودها و من ثم الخلافات المشتدة بينهما على اساس ان كل منهم يسعى لتحقيق مصالحه دون النظر للمصلحة العليا للبلاد , مصلحة الشعب المقهور الذى لايزال يطالب بادنى حقوقه و لم تلقى اهتماما بعد رغم عن قيام ثورة 25 يناير من اجل العيش و الحرية و العدالة الاجتماعية الا انه لايزال يناضل من اجل استكمال الثورة اولا و تحريرها من ايدى ممن يرغبون السطو عليها و الهيمنة على كافة مفاصل الدولة ثم تحقيق اهداف الثورة . و لعل فى هذا سببا اخر فى تحيز الشباب من طلبة الجامعات للتيار المدنى بعدم رضائهم بشأن جماعة الاخوان و رغبتها فى الاستحواذ على مقاليد الحكم و السيطرة على الموقف بما فيها انتخابات اتحادات الطلاب لرغبتهم فى التأثير على العلاقات الخاصة بالشباب فيما بينهم الامر الذى جعلهم يرفضون الوضع لتأتى نتائج الانتخابات بالصورة المشرفة التى نأمل ان تحتذى مصر باكملها بتجربة انتخابات الجامعات فيما تخوضه من انتخابات لاحقة كالانتخابات البرلمانية القادمة بعد اقرار وضعها من الناحية القانونية من قبل المحكمة الدستورية العليا.
و بسؤاله حول انعكاس ذلك المشهد على الانتخابات البرلمانية من عدمه أكد د . فهمى أن ما خاضته مصر من انتخابات برلمانية سابقة كان يقودها عدم التفكير و التروى مستغلة فى ذلك التيار الاسلامى جهل و فقر المواطنين البسطاء داخل المناطق العشوائية و الريف و قرى و نجوع الصعيد لتقدم لهم اغراءت فى توفير السلع الاستهلاكية من زيت و سكر و شاى مقابل شراء اصواتهم الى جانب اجراء العملية الانتخابية فى ظل عدم شفافية و مصداقية . و فى اعتقادى ان الوضع حاليا اختلف بعض الشىء بوعى المواطنين ما يدور حولهم من احداث و كشف الخداع و الاكاذيب بعدما سقطت الاقنعة لتتضح الحقيقة و عليه بدأت الناس تبحث عن الاحزاب السياسية الفاعلة و عن النواب الحقيقين الصادقين فى وعودهم القادرين على مساندة الضعيف بعدما اصبحت الاحزاب الدينية غير قادرة على تلبية مطالب و رغبات المواطنين و غير قادرة على ادارة البلاد بشكل مناسب وسط التظاهرات التى خلالها يسقط يوميا قتلى و جرحى و حدوث حرائق بما يؤكد عدم ادارة البلاد ادارة صحيحة بنظام ثابت و مستقر , و هنا لن يسمح المواطنين المصريين الشرفاء المخلصين لوطنهم تكرار التجربة مرة اخرى لن يسمحوا باعطاء احزاب اسلامية الفرصة للسيطرة على مقاليد الحكم ثانية بفوزهم على اغلبية مجلس تشريعى كما حدث فى برلمان عام 2011 و انما اعطاء الفرصة للكفاءات التى تستحقها .
هذا و اشاد د . فهمى بقرار وقف الانتخابات و احالة القضاء الادارى القانون للمحكمة الدستورية العليا للفصل بشأنه ما اذا كان مجلس الشورى التزمت بما طالبت به الدستورية العليا من عدمه , مؤكدا فوقف الانتخابات قرار صائب لحين استقرار الاوضاع و ادارة البلاد بصورة صحيحة تسمح معها باجراء انتخابات برلمانية , و ليس ما كنا بصدد اليه من مقاطعة غالبية الاحزاب المدنية انتخابات و على رأسهم جبهة الانقاذ لتصبح انتخابات فى صالح جماعة الاخوان .
و اتفقت مع الرأى السابق د . سامية قدرى – أستاذة علم الاجتماع بكلية البنات جامعة عين شمس بانه جاءت نتيجة الانتخابات الطلابية لتعكس اتجاه المجتمع نحو التيارات الدينية ممثلة فى جماعة الاخوان المسلمين كنتيجة طبيعية لما يحدث بالشارع المصرى , مضيفا ان ذلك يؤكد لاى مدى يتم تزوير الانتخابات التى تتم بصفة عامة بما يصب فى مصلحة جماعة الاخوان فى نهاية المطاف محتكمين بنتيجة الصندوق رغم عن ان الامور متضحة بحدوث انتهاكات من شأنها التلاعب فيها و من ثم تزوير الانتخابات بدء من عمليات التصويت مرور بالجمع و الفرز انتهاء باعلان النتائج . و لكن الامر يختلف تماما مع وضع انتخابات اتحادات الطلبة بكونها محدودة و خاضعة لعملية مراقبة تضمن نزاهة العملية الانتخابية و نأمل و نحن يصدد خوض انتخابات برلمانية قادمة الا يتم التلاعب فى قوائمها حتى لا نصبح بنفس الكيفية التى حدثت وقت الاستفتاء على الدستور و الانتخابات الرئاسية و ان يقف الشعب المصرى ضد ذلك العدوان .
الجدير بالذكر حصل طلاب القوي والحركات السياسية المدنية علي الأغلبية و منها ما حدث بجامعة عين شمس ، وحصد كلية الهندسة فرقة إعدادي والفرقة الأولي علي 28 مقعدا من أصل 28 مقعدا بنسبة 100% طلاب مستقلين و حصد كلية الصيدلة علي 60 مقعدا من أصل 70 مقعدا علي مستوي الخمس فرق بها حيث فوز طلاب القوي المدنية من حزب الدستور والتيار الشعبي وقوي مدنية أخري ب 60 مقعداً يبنما طلاب الإخوان فازوا بمقعد واحد . ايضا في كلية الطب حصد طلاب الفرقة السادسة المستقلون علي 14 مقعدًا من أصل 14 مقعدًا بنسبة 100%، وحصد طلاب الفرقة الخامسة علي 8 مقاعد وطلاب الإخوان علي 6 مقاعد . اضافة الى حصد طلاب الفرقة الاولى بكلية البنات من التيار المدني علي 7 مقاعد و3 مقاعد للسلفيين و4 مقاعد للإخوان فيما حصد طلاب الفرقة الثالثة من التيار المدني 8 مقاعد و4 مقاعد من السلفيين و2 من الإخوان . كما شهدت كلية الهندسة بجامعة الإسكندرية تفوق طلاب التيار المدني علي شباب جماعة الاخوان المسلمين، و حصد طلاب القوي والأحزاب السياسية 58.5% من مقاعد اتحاد الطلاب فى مقابل حصدت القوائم المحسوبة علي شباب الإخوان نسبة 41.4% , وفي كلية التربية فاز المستقلون بنسبة 53.5% من مقاعد الاتحاد في حين حصد شباب الإخوان 46.4% من الأصوات .