الجولة الانتخابية الرئاسية الرابعة منذ ثورة 2011 في البنية السياسية للنظام المصري
شهدت الانتخابات الرئاسية حضورا كثيفا للناخبين، رصدت “وطني” خروجا كبيرا للمواطنين ولاسيما فى المناطق الحدودية ومحافظات وقرى الصعيد، و تحولت الانتخابات الى مسيرات حاشدة، احتشدت فيه جميع طوائف الشعب من نساء ورجال وشباب ورجال الدين الاسلامى والمسيحى، بعد حملات التوعية التي استمرت خلال الأسابيع الماضية، خاصة بعد الحرب فى غزة وشعور المصريين بخطر وضغوط على مصر، وما يهدد استقرارهم وأمنهم وهو ما فسره البعض أن ما تعرضت له مصر من ضغوط بعد حرب غزة ، جعل المصريون يشعرون بالخوف على أمنهم وأن خروجهم رسالة واضحة تعزز من موقف البلاد ضد أى ضغوط .
· مسيرات بالمحافظات الحدودية
شهدت المحافظات الحدودية استنفارا شعبياً، وحرصا على المشاركة، ينبع من الحرص على الأمن والأمان، فجاءت نسبة المشاركة غير مسبوقة وفقا لمراقبي الانتخابات من المجتمع المدني، وفي محافظة شمال سيناء، خرجت المسيرات فى العريش ومركز بئر العبد ، من الرجال والنساء ، بعد تحقق الاستقرار دام لأكثر من 8 سنوات فى الحرب على الارهاب .
وفى محافظة جنوب سيناء تم تكثيف لجان الوافدين من أجل استيعاب العمالة الوافدة وسط تنظيم وتسهيل إجراءات التصويت، لا يختلف الأمر عن محافظة مرسى مطروح وخروج كبير للعائلات، ولاول مرة يتم متابعة كثيفة لواحة سيوة التى شهدت خروج كبير للنساء ، بملابسهن السيوية التقليدية، و حرصهن على الإدلاء بأصواتهن والمشاركة فى الاستحقاق الدستورى.
وفى الأقصر وأسوان شهدت مدن ومراكز اسوان خروج كبير للعائلات وتم تنظيم عدة مسيرات بمركز إدفو وكوم أمبو ومدينة اسوان شارك فيه طوائف الشعب المختلفة ورجال الدين المسيحى والإسلامىين كما نظم أهالى حلايب وشلاتين، جنوب البحر الأحمر، مسيرة بالسيارات لحث المواطنين على المشاركة فى الانتخابات، رافعين الأعلام المصرية و مرددين تحيا مصر.، وقرى المنيا وأسيوط وقنا وسوهاج والفيوم وبنى سويف وأسوان تقدم المسيرات رجال الدين المسيحى والإسلامى والأحزاب السياسية، فى اطار تشجيع الدور الوطنى للمشاركة الايجابية ، ونظم عشرات الآلاف من أهالى الفيوم مسيرة حاشدة، انطلقت من مدخل منشأة عبدالله على الطريق الدائرى، وصولاً إلى ميدان منشأة عبدالله، وتقدّم المسيرة عدد من أعضاء مجلس النواب،.
ملحمة فى المشاركة
تعليقا على الاستنفار الشعبي، قال ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، إن الإقبال على التصويت في الانتخابات الرئاسية 2024 كان كثيفا وتخطى الانتخابات الرئاسية السابقة، والانطباع العام أن كل قطاعات الشعب المصري شاركت في التصويت.وأوضح رشوان، أن الإعلام الغربي كتب بشكل كثيف في مسألة أن الأوضاع في غزة على الحدود المصرية كانت سببا في كثافة مشاركة المصريين في التصويت، لأن المواطن استشعر تهديدا للأمن القومي، ويحتاج إلى التأكيد أنه موجود ويشارك في استقرار بلده.، ويقول «رشوان»، أن نسبة التصويت حسب تقديرات الهيئة العامة للاستعلامات وصلت إلى حوالي 62% وهي نسبة غير مسبوقة في تاريخ الانتخابات الرئاسية المصرية، وهي نسبة أكبر من النسب التي تصل إليها الانتخابات التعددية في دول كبرى في الديمقراطية.
وأضاف رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن هناك 528 مراسلا أجنبيا شاركوا في تغطية الانتخابات، منهم 100 مراسل وصلوا من الخارج خصيصا لتغطية الانتخابات، وبعض المحطات الإعلامية الضخمة وصل أفرادها المشاركون في التغطية 20 شخصا، وحصلوا على كل التراخيص من هيئة الاستعلامات، ولم يكن ممنوعا عليهم سوى التصوير داخل اللجنة الذي يكون بإذن القاضي المشرف على اللجنة فقط.
وتابع، أن الإعلام الأجنبي نقل ما رآه، وكذلك المنظمات الدولية والإفريقية مثل كوميسا والاتحاد الأفريقي، وجميع وسائل الإعلام العالمية والمراقبين لم يرصدوا مخالفة واحدة تتعلق بالإجراءات الانتخابية، مثل تدخل الشرطة أو القضاء في التصويت، أو وجود موتى في قوائم الناخبين، أو وجود أي تلاعب من مؤسسات الدولة، ولا أي مخالفة واحدة، وهذا نجاح تنظيمي ضخم.
وأشار ضياء رشوان إلى أن الأحزاب السياسية عملت بشكل جيد على الأرض خلال هذه الانتخابات، لكن لن ننتظر كل 6 سنوات لنرى الأحزاب، يجب أن تستمر الأحزاب في العمل في الشارع دون موسمية، يجب أن تختفي الطبيعة الموسمية لعمل الأحزاب، وسيدعم ذلك استمرار الحوار الوطني كحالة.
· الأعلى مشاركة
أكدت دراسة للمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية أن الجولة الانتخابية الرئاسية الرابعة منذ ثورة 2011 لتمثل اختبارًا حقيقًا لمستوى التغير والاستمرارية في البنية السياسية للنظام المصري، ولتمضي بنا خطوة إضافية على طريق التحول الديمقراطي المنشود في إطار الجمهورية الجديدة.
وأضافت أن هذه الانتخابات هي خامس مرة تعقد فيها انتخابات تعددية رئاسية في تاريخ مصر السياسي الحديث، ورابع مرة منذ التغيير السياسي الذي بدأ بعد عام 2011.
ورصدت أنه بعقد مقارنة بين الجولة الانتخابية التي جرت عام 2018 والحالية، سنجد هناك حالة من الحراك السياسي والانفتاح التي اتخذ الحوار الوطني أعلى صوره. فقد جرت الجولة الانتخابية السابقة بين الرئيس السيسي ومرشح حزب الوفد موسى مصطفى موسى، في سياق وصفه المعارضة بالمغلق، على نحوٍ لم يفرز معه المجال العام معارضة حقيقية قادرة على خوض السباق الانتخابي.
وتجرى هذه الجولة في ضوء خطوات من الإصلاح السياسي الذي يدعم التغيير السياسي المنشود، الذي انعكس في الخطوات التي اتخذتها السلطة التنفيذية لدعم المجال العام.
وتعقد تلك الجولة الانتخابية في سياق أكثر تفاؤلًا عن سابقه من حيث كونها تعكس خطوة على طريق الإصلاح، تزامنًا مع جلسات الحوار الوطني، والتي انعكست في مشاركة ثلاثة من رؤساء أحزاب سياسية: حازم عمر رئيس حزب الشعب الجمهوري، و فريد زهران رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي وعبد السند يمامة رئيس حزب الوفد؛ وذلك مقارنة بالانتخابات السابقة، التي عجزت فيها المعارضة عن إفراز نخب سياسية قادرة على ممارسة حقوقهم السياسية.
· إشادات واجبة
أشاد المهندس كامل ميشيل، عضو مجلس الشيوخ ومنسق لجنة العلاقات العامة بالمجمع المقدس، بدور وعمل لجنة العلاقات العامة بالمجمع المقدس بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جميع الايبارشيات بالمحافظات المختلفة، وذلك للمساهمة الكبيرة فى التوعية والتشجيع على المشاركة فى الانتخابات، وأشار أن اللجنة ومقررها نيافة الأنبا بيمن مطران قوص ونقادة وفروعها فى جميع الايبارشيات قدمت نموذجًا وطنيًا، فى التنظيم والمشاركة المجتمعية الفعالة عن طريق تشجيع وحث المواطنين على ممارسة حقهم الانتخابي بالتصويت في الانتخابات، تنفيذًا لتوجيهات قداسة البابا تواضروس الثاني الذي كان حريصًا على تشجيع أبنائه بتأدية واجبهم الدستوري بالمشاركة فى هذا الاستحقاق فى إطار وطنيً كشف عن قوة وتماسك الشعب المصرى.