تعاني النخب المدنية من حالة انفصام في الشخصية وقصور في الرؤية، وباستثناءات قليلة مثل التيار الشعبي أو الجبهة القومية للعدالة و الديمقراطية أو تيار محلى سكندرى مثل اللجنة المركزية للتوعية الوطنية للاقباط بالأسكندرية
تعاني النخب المدنية من حالة انفصام في الشخصية وقصور في الرؤية، وباستثناءات قليلة مثل التيار الشعبي أو الجبهة القومية للعدالة و الديمقراطية أو تيار محلى سكندرى مثل اللجنة المركزية للتوعية الوطنية للاقباط بالأسكندرية أو بعض الأشخاص مثل الدكتور محمد البرادعى الدكتور محمد أبو الغار الدكتور جلال أمين الأستاذ كمال زاخر الدكتور هانى وديع أو ليلى سويف وأهداف سويف و والدة خالد سعيد و ماري دانيال فإن الأحزاب والحركات التي نشأت بعد الثورة تحولت إلى أندية ثقافية وسياسية، تلعب لعبة الثورة نهارا وتحدث نفسها في برامج التوك شو ليلا، فلا نقد ذاتي ولا مراجعة، “فالجيش والشعب ايد واحده” ثم بعدها بأسابيع “يسقط حكم العسكر”، يصلون خلف الإخوان ثم يهتفون “إخوان كاذبون”، يتنقلون بين الأحزاب والجبهات والمسميات دون خجل، اليساري يؤيد الإخواني بل وبعضهم وضع البرامج الرئاسية لأحد المرشحين الإسلاميين، والثوريين الآخرين توزعوا في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية ما بين أحمد شفيق ومحمد مرسي ربما أفضلهم من قاطع، وهذا أضعف الإيمان، إذا كان هذا حال النخب المدنية الرئيسية فترى ماذا سوف يكون حال نخب الأقليات، وفي المقدمة منهم أبناء جلدتي أقصد “النخب القبطية”، فهي تساق كشاه للذبح بإراداتها، في انتخابات الرئاسة راهنت بشكل أساسي وبطريقة “إيمانية” على رهان خاسر وهو أحمد شفيق وحولت أحمد شفيق إلى “قديس فلولي”، ثم راهنت تلك النخب على المجلس العسكري ورأت فيهم “الخلاص”، وحينما قام الرئيس مرسي بتطبيق “نظرية الخروج الأمن للعسكر”، فقد بعض قادة النخب القبطية والمدنية توازنهم المبني على التبعية للآخر، فلم يجدوا سوى طريقين لا ثالث لهما، أما الهرولة نحو الإخوان، أو ممارسة العالم الافتراضي الذي خلقه عكاشة وأبو حامد، دون رويه أو رؤية أو تمهل.
من هنا جاء التناقض والانفصام في الشخصية لتلك النخب الفاشلة، على سبيل المثال النخب القبطية تنادي ليل نهار “بالدولة المدنية”، ولكنها في اللجنة التأسيسية لإعداد الدستور تتوافق مع السلفيين حول “الحق لغير المسلمين من المسيحيين واليهود في اللجوء لشرائعهم في… ” في إشارة انتاهزية واضحة للاتفاق بين الضحايا والجلادين في مواجهة البهائيين والشيعة إلخ، يهاجمون ليل نهار الإسلام السياسي ليل نهار لاستخدامه المساجد في السياسية، وتفتح كنيسة السيدة العذراء بعزبة النخل بقيادة الكاهن الورع متياس نصر أبوابها “لاستبن” شفيق ودبلير العسكر محمد أبو حامد!
ونفاجئ مع صعود الإخوان وما يتردد من عقدهم صفقة مع الأمريكان على تديين الربيع العربي، وأسلمة الحياة السياسية بعدة شخصيات محترمة من النخبة القبطية تشكل ما يسمى “جماعة الإخوان المسيحيين”، في بادرة تحتاج لمحلل نفسي لكي نعرف لماذا تحب الضحية جلادها وتقتضي به إلى هذا الحد؟! وعلى الجانب الآخر يهتف قطاع كبير من النخب القبطية “يسقط حكم المرشد”، ويعلو صوت الآخرين ضد الأخونة، ونفاجئ بأنهم “يقبطنون” عدة منظمات وحركات سياسية – أى يحولوها لطائفية أو يجعلوها ذات مرجعية طائفية – ويعلنون ما يسمى بـ “المجلس الاستشارى القبطي”، دون أن يدروا أن المستفيد الأول والأخير من تلك المبادرات حسنة النوايا هو جماعة الإخوان المسلمين والحركة السلفية، لأنهم يشكلون معادل موضوعي لهم.
ربي أغفر لهم لأنهم لا يعلمون ماذا يفعلون.