على هامش أعمال الجمعية العامة للدورة 77 للأمم المتحدة، قدم رئيس الوزراء الاسرائيلي يائير لابيد خلال كلمته للجمعية العامة للأمم المتحدة طرحه حول ضرورة إبرام “اتفاق مع الفلسطينيين يقوم على حل (إقامة) دولتين لشعبين هو الخيار الصائب لأمن إسرائيل واقتصادها ولمستقبل أولادنا”.علما بأن لابيد يخوض الانتخابات التشرعية المقررة في نوفمبر القادم، وقال رئيس الوزراء يائير لابيد أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة:”
هذه الجمعية العامة في شهر نوفمبر 1947 وقررت إقامة دولة يهودية. عاش في إسرائيل في ذاك الحين عدة ألوف من اليهود في بيئة معادية, مصابون بصدمة وحزن بعد المحرقة التي قتل فيها ستة ملايين من أبناء شعبنا. 75 عاما بعد ذلك, إسرائيل هي دولة ليبرالية قوية وآبية ومزدهرة. أمة الستارب اب التي اخترعت ويز والقبة الحديدية وأدوية لأمراض الالزهايمر والباركنسون ورجل آلي يستطيع أن ينفذ عملية جراحية في العمود الفقري, تقود العالم في تكنولوجيا المياه والغذاء وتأمين السايبر والطاقة المتجددة ولها 13 فائزا بجائزة نوبل في الأدب والكيمياء والاقتصاد والسلام.، وتابع قائلاً:”كيف حدث هذا؟ هذا حدث لأننا قررنا ألا نكون ضحية. قررنا ألا نغرق في آلام الماضي بل الارتكاز على أمل المستقبل. قررنا بذل طاقتنا ببناء الدولة ومجتمع سعيد ومتفائل وخلاق. لم نصل إلى أرض الميعاد فحسب بل نبني أرض الميعاد”!.ودعا يائير سكان الشرق الأوسط ومواطني العالم أجمع قائلاً:” نظروا وأسألوا وضع من أفضل؟ وضع من اختار طريق السلام أو من اختار طريق الحرب؟ من اختار أن يستثمر في شعبه ووطنه أو من اختار الاستثمار في تدمير الآخرين؟ من يؤمن في التعليم والتسامح والتكنولوجيا أو من يؤمن بالتطرف وبالعنف؟
وقال يائير :”لست ضيفا في هذه البناية. إسرائيل هي دولة ذات سيادة وآبية وعضو متساو في الأمم المتحدة. لن نسكت عندما أولئك الذين يبتغون لنا الشر يستخدمون هذا المنبر لترويج الأكاذيب عنا. معاداة السامية هي الاستعداد لتصديق أسواء شيء عن اليهود بدون فحص الحقائق. معاداة السامية هي محاكمة إسرائيل وفق لمعايير تختلف عن كل دولة أخرى.، الجهة التي تقود هذه الأوركسترا من الكراهية هي إيران. يتم تصوير متظاهرين في ميادين وشوارع إيران منذ أكثر من 40 عاما وهم يحرقون أعلام إسرائيل والولايات المتحدة. إسألوا أنفسكم: من أين تأتي هذه الأعلام؟ كيف حصلوا على هذه الكمية الكبيرة من أعلامنا؟الجواب: إنهم ينتجونها بشكل خاص لحرقها. هكذا تبدو صناعة الكراهية. هذا النظام ينشغل في الكراهية بشكل ممنهج.، إنهم يكرهون حتى أبناء شعبهم. شبان إيرانيون يكافحون النظام الإيراني والعالم يسكت. إنهم يطلقون نداءات الاغاثة في شبكات التواصل الاجتماعي. إنهم يدفعون بحياتهم على طموحهم في عيش حياة من الحرية. ، النظام الإيراني يكره اليهود والنساء والمثليين والغرب. إنهم يكرهون ويقتلون مسلمين لهم آراء أخرى, مثل سلمان رشدي ومهسا اميني. الكراهية هي حياتهم والوسيلة التي يستخدمونها لابقاء حكم القمع، هناك دولة عضو واحدة في الأمم المتحدة تعلن على الملأ أنها معنية بتدمير دولة عضو أخرى. إيران صرحت مرة تلو الأخرى أنها تريد “تدميرا كاملا” لدولة إسرائيل وهذه البناية تصمت.، مما تخافون؟ كل كانت هناك مرة واحدة على مر التاريخ حين وقف الصمت العنف؟”.
الدولة التي تريد إبادتنا هي أيضا الدولة التي أسست أكبر تنظيم إرهابي في العالم وهو حزب الله. إيران تمول حماس والجهاد الإسلامي وتقف وراء عمليات ارهابية جماعية من بلغاريا وحتى بوينس آيرس. هذه هي ديكتاتوريا قاتلة تبذل كل جهد ممكن للحصول على سلاح نووي، والسبيل الوحيد لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي هو وضع تهديد عسكري صاحب مصداقية أمامها على الطاولة. وعندئذ – وفقط عندئذ – يمكن اجراء مفاوضات على اتفاقية أطول وأكثر صرامة معها. يجب التوضيح لإيران بأن لو عملت على دفع البرنامج النووي قدما, العالم لن يرد بالكلمات بل بالقوة العسكرية. وفي كل مرة تم طرح هذا التهديد سابقا, إيران توقفت وانسحبت.، العالم يختار اليوم الخيار الأسهل. إنه يختار ألا يؤمن بالأسوأ, رغم كل الدلائل التي تقول العكس. إسرائيل لن تتمتع بهذا الامتياز. الآن لا نقف بأياد فارغة أمام أولئك الذين يريدون تدميرنا. ، اليهود يملكون اليوم دولة. لدينا جيش ودول صديقة كبيرة وعلى رأسها الولايات المتحدة. لدينا قدرات ولن نخشى استخدامها. سنفعل كل ما يلزم كي إيران لن تمتلك سلاحا نووية. لن نقف مكتوفي الأيدي أمام من يحاولون قتلنا. ليس مرة أخرى. لن أبدا.
تابع يائير موضحا :” ان قوة إسرائيل الاقتصادية والعسكرية تسمح بالدفاع عن أنفسنا ولكنها تسمح لنا بشيء آخر – السعي إلى السلام مع العالم العربي أجمع ومع جيراننا الأقرب وهو الفلسطينيين.إتفاقية مع الفلسطينيين المبنية على أساس دولتين للشعبين – هو الأمر المناسب لأمن إسرائيل ولاقتصادها ولمستقبل أطفالنا. السلام ليس مساومة بل أكثر قرار شجاعة نستطيع اتخاذها. السلام ليس ضعفا فهو يجسد في داخله كل قوة الروح الانسانية. الحرب هي استسلام لكل ما هو شر فينا, السلام هو انتصار كل ما هو جيد.، واضاف رغم كل العوائق, اليوم أيضا الاغلبية الساحقة من الإسرائيليين يدعمون رؤية حل الدولتين. أنا أحد منهم. لدينا شرط واحد فقط: أن الدولة الفلسطينية المستقبلية ستكون مسالمة. يجب عليها ألا تتحول إلى قاعدة إرهاب أخرى تهدد سلامة ووجود إسرائيل. يجب أن تكون لدينا القدرة على الدفاع عن أمن مواطنينا بأي لحظة كانت.، وإن اعتقد أحد أن هذا المطلب مبالع فيه, فعليه أن ينظر إلى الحارة التي نعيش فيها, إلى لبنان, وهو دولة منهارة تحكم من قبل حزب الله. عليه أن ينظر إلى سوريا, حيث ذبح حكم قاتل نصف مليون من مواطنيه. عليه أن ينظر إلى أفغانستان وليبيا وإيران.” وقال تستطيعون أن تطلبوا منا أن نعيش وفقا للقيم المنصوصة في ميثاق الأمم المتحدة ولكنكم لا تستطيعون أن تطلبوا منا أن نموت من اجلها. نريد أن نعيش بسلام ولكن بشرط أنه يعطينا الأمن ولا يعرضنا لخطر أكبر. ، ووجه كلامه لغزة قائلاً:”نستطيع أن نبني معا مستقبلكم في غزة وفي الضفة الغربية. ضعوا سلاحكم أرضا واثبتوا لنا أن تنظيمي حماس والجهاد الإسلامي لن يستوليا على الدولة الفلسطينية التي تريدون إقامتها. ضعوا سلاحكم أرضا وسيكون هناك سلام.، إسرائيل معنية بتحقيق السلام مع جيراننا, مع كل جيراننا. لن نذهب إلى أي مكان آخر. الشرق الأوسط هو بيتنا. نحن باقون هنا لأبد الآبدين. وندعو جميع الدول الإسلامية – من السعودية إلى اندونيسيا, أن تعترف بذلك وأن تتحدث معنا ويدنا ممدودة للسلام. ، وقال:” الصراعات لا تختفي من تلقاء نفسها. العداوة لا تختفي من تلقاء نفسها. البشر يخلقون الصراعات وهم يستطيعون أيضا أن يبدلوها بالصداقة والكرامة والخير المشترك. ،عبء الاثبات لا يعق على عاتقنا. نحن قد اثبتنا رغبتنا في السلام. معاهدة السلام مع مصر تنفذ بحذافيرها على مدار 43 عاما. معاهدة السلام مع الأردن قائمة منذ 28 عاما. نحن دولة تفي بكلمتها وتلتزم باتفاقيات.، أثبتنا رغبتنا في السلام من خلال اتفاقيات ابراهيم وقمة النقب والاتفاقيات التي ابرمناها مع العالم العربي.