قال المهندس محمد لطفي منصور وزير النقل والمواصلات إن مترو الأنفاق يخدم ما يقرب من 2.5مليون مواطن يوميا,ويعمل بالخط الأول 53قطارا ومدة التقاطر 3.15د,بينما يعمل علي الخط الثاني 35قطارا ومدة التقاطر 2.45د,وترجع الأعطال الأخيرة لعدم الصيانة الدورية,كما أن القطارات والمعدات لها عمر افتراضي محدد,وفي حالة عدم الاهتمام بصيانة تلك الأجهزة تتعرض للتلف,خاصة أن الضغط كبير علي هذا المرفق الحيوي,ويجري حاليا إعداد خطط جديدة لإعادة هيكلة المترو وتطويره.
من جانبه أكد المهندس مجدي العزب رئيس هيئة تشغيل المترو أن هناك عدة أسباب تؤدي إلي الأعطال المستمرة في مترو الأنفاق,فالشبكة الهوائية يبلغ طولها 45كم للخط الأول,وتنقل جهدا كهربائيا 1500فولت,ويصل عدد الرحلات إلي 414رحلة يوميا,مما يمثل عبئا كبيرا علي الشبكة والتي يصل عمرها إلي 20عاما,كما تتسبب الضغوط الكهربائية في حدوث أعطال,بالإضافة إلي اصطدام الشبكة ببعض المواد الطائرة والمواد الخرسانية من الكباري,وما يترتب علي ذلك من قطع الأسلاك الكهربائية وانقطاع التيار عن المترو.
أشار العزب إلي أن متوسط أعطال المترو لا يزال في المعدلات الطبيعية ويتناسب مع النسبة العالمية,إلا أنه يتم تكثيف حملات الصيانة من أجل تحقيق أقصي استفادة للمواطنين الذين يعتمدون علي المترو بشكل كبير.
أوضح العزب بأنه سيتم معاقبة المسئولين عن صيانة الكابلات الكهربائية التابعة للمترو وتأمينها لتراخيهم في بعض الأوقات عن تأدية عملهم,خاصة أن بعض الأعطال الأخيرة سببها وجود كابلات تم تغطيتها بخرسانة,ومن ثم يتم إهدار وقت كبير في الوصول لمكان العطل,وبالتالي تزداد الأعطال ويترتب علي ذلك زيادة مدة إصلاح العطل,وهو ما يلقي بظلاله علي رواد المترو.
أشار إلي أنه يجري حاليا وضع بدائل لمواجهة ضعف التهوية والإنارة في المترو,وزيادة عدد المراوح,كما سيتم زيادة عدد لمبات الإنارة,وتنظيف المحطات لتكون في شكل مناسب,بدلا من حالة التردي التي تظهر عليها بعض المحطات,ويجعل المترو يظهر بمنظر غير حضاري,ولذلك سيتم القضاء أيضا علي الباعة والمتسولين,وتكثيف عمليات المراقبة لمنع دخول الباعة إلي قطارات المترو,ومحاولة منع الباعة الجائلين من الوقوف علي أبواب المحطات,أو علي كباري المترو العلوية,خاصة أن استمرار تردي المترو يجعله يظهر بصورة تختلف عن الصورة التي يتمناها الكثيرون,لأن هناك مئات الفنيين ووحدات كاملة تقوم بالصيانة,إلا أن بعض الحوادث الفردية تؤثر علي الجميع وتجعل الأخطاء الفردية تعم علي كل المسئولين عن المترو.
ثقافة التعامل مع الأعطال
أشار المهندس عبد الله فوزي مدير تشغيل مترو الأنفاق إلي أن وحدات الصيانة والتشغيل التابعة للمترو تستغرق زمنا طويلا في إصلاح الأعطال,ويرجع السبب في عطل المترو إلي زيادة الحمل علي ضغط الكهرباء لزيادة رحلات القطارات عليها عن الحد المسموح,وهناك حاجة لتوفير اعتمادات مالية للقيام بأعمال الصيانة الدورية لأن عدم وجود موارد مالية كافية تؤخر عمليات الصيانة.
نوه فوزي إلي غياب ثقافة التعامل مع أعطال المترو المفاجئة,ويقوم المواطنون بفتح الأبواب يدويا وسط حالة من الذعر,وهو ما يفاقم الأزمة,بسبب إمكانية مضاعفة أعداد المصابين في حالة التدافع الشديد من المواطنين علي الخروج بدون نظام.
وأكد علي أنه لا يوجد نظام احتياطي للتحكم المركزي بالمترو,وهذا يؤدي إلي زيادة مساوئ الأعطال,ويزيد من حجم الخسائر,وإرباك حالة المرور خارج المترو,لأنه في حالة حدوث عطل داخل المترو,يلجأ المواطنون إلي استخدام وسائل النقل الأخري,وبالتالي يزداد الضغط علي المرور وتزدحم الطرق بشكل كبير.
أخطاء المسئولين
بينما أكد المهندس محمد الخولي أستاذ الهندسة الميكانيكية بجامعة المنصورة أن أعطال المترو لا تزال مستمرة بسبب عدم استيعاب المسئولين لأخطائهم السابقة,وغياب الرقابة علي المعدات الخاصة بتشغيل المترو ,بالإضافة إلي عدم القيام بأعمال الصيانة بشكل جيد,كما أن زيادة عدد رحلات المترو علي الخط الأول بشكل أكبر من قدرة الشبكة الهوائية علي استيعابه تؤدي إلي تكرار حوادث العطل,ومما زاد من خسائر الأعطال إصابة أجهزة الرقابة والتشغيل بالعطل,وهو ما ينذر بحدوث كوارث,نظرا لإمكانية تصادم قطارات ببعضها لعدم وجود تنسيق بينها في ظل تعطل الأجهزة.
قال عباس جمال ##فني بهيئة مترو الأنفاق##: أعطال المترو المتزايدة ترجع لعدم الصيانة الدورية بشكل متطور,وهو ما يؤدي إلي فصل التيار الكهربائي,بالإضافة إلي سرقة بعض الكابلات والمعدات لغياب عنصر الرقابة,وهو ما أدي إلي ظهور أعطال المترو بشكل متكرر وتسبب في شعور قطاع كبير من المواطنين بالضيق بسبب هذا الأمر.
سائق بمترو الأنفاق (رفض ذكر اسمه): المترو يحتاج إلي صيانة دورية وهناك حاجة لتطوير القطارات,وتزويدها بمصادر تهوية جيدة,كما أن زمن التقاطر مسئول عنه جهاز التحكم في رمسيس,والسائق يسير وفق هذه الإشارات,وليس صحيحا أن السائق مسئول عن زيادة زمن التقاطر,وبالتالي ازدحام القطارات والمحطات.
نجوي إمام ##محامية##: اعتدت استخدام المترو منذ سنوات بشكل مستمر,ولكن في السنوات الأخيرة زاد زمن التقاطر بشكل يجعل المترو مزدحما,ويصبح المترو لا يطاق,خاصة في فصل الصيف,مع ارتفاع درجة الحرارة,ومع ذلك لم يتم تعديل الأوضاع رغم تصريحات المسئولين المتعددة بإعادة إصلاح المترو وتلافي العيوب التي تؤدي إلي التأخير.