رغم حرارة صيف القاهرة وزحامها الخانق إلا أن بعض الأخبار الخارجة منها تبدو منعشة ومفرحة لدعاة الحريات وحقوق الإنسان.
تحديد كوتة للمرأة
تحديد آلية من آليات التمييز الإيجابي للفئات المهمشة والمظلومة تاريخيا يعد أحد المطالب الدائمة لنشطاء حقوق الإنسان في مصر, ويأتي تخصيص 64 مقعدا في مجلس الشعب للمرأة كخبر سار في هذا الاتجاه.. ويبقي أن تكتمل هذه الخطوة بإنصاف الأقباط كذلك, وخاصة وأن الأسباب التي أذاعها المتحدث بإسم رئاسة الجمهورية وكذلك رئيس مجلس الشعب عن الحيثيات التي جعلتهم يتخذون هذا القرار تنطبق بجدارة علي الأقباط, وهو كلام نكرره منذ سنوات طويلة .. وحسنا أنهم بدأوا يرددون نفس الكلام ويبقي التطبيق فيما يخص التمثيل القبطي.
عندما تكون هناك نية للحل لا يعدم النظام وجود مبررات لتمرير هذا الحل.
عبد المنعم سعيد
عبد المنعم سعيد واحد من أفضل الباحثين في المنطقة العربية برمتها, وهو مفكر محترم متدفق الإنتاج من أهم العناصر الإصلاحية داخل منظومة الحكم المصري.
تعيين عبد المنعم سعيد لرئاسة مجلس إدارة الأهرام أكبر مؤسسة صحفية في مصر بالتأكيد يصب في مصلحة هذه المؤسسة ويصب في مصلحة الصحافة الجادة ويصب في المصلحة الوطنية المصرية عموما.
يتميز عبد المنعم سعيد بوضوح الرؤية, وهو يعد أحد أهم دعاة التقدم في مصر, وعلي مدي عقود قدم عبد المنعم سعيد رؤيته هذه في العديد من المنابر المصرية ولم يتراجع ولم يخف في عز اشتداد دور حراس التخلف.
عبد المنعم سعيد يتحرك علي أرضية واقعية تعرف حدود بلده وما المطلوب منها لكي تتقدم.. والطريق الطويل لذلك.
عبد المنعم سعيد يفكر بقلب وعقل منفتح في دولة يشكل انغلاق العقول بها أكبر مؤامرة علي التقدم.
عبد المنعم سعيد شخصية متواضعة وشجاعة, لا يخشي الدخول في المناطق الشائكة, مثل كتاباته الجادة عن العلاقات المصرية الإسرائيلية وعلمانية الدولة المصرية والعلاقات المصرية الأمريكية وخطورة الإسلام السياسي…. هو مثقف صاحب موقف ولكنه ليس موقفا أيديولوجيا متحجرا ,بل موقف علمي مرن متحرك وفقا لمتطلبات الحداثة والتقدم.
ما يكتبه عبد المنعم سعيد يكون بلغة علمية راقية بعيدا عن استفزاز أحد ولكن فقط من أجل إبراز الحقيقة العلمية.
هذه كلمات قليلة جدا في حق عبد المنعم سعيد المفكر والباحث والرجل الشجاع المحترم.
سيد القمني
سيد القمني يكتب ليضع نفسه في دائرة الخطر الدائم, ببساطة لأنه يسير عكس التيار العريض في مصر حاليا.. هو صوت صارخ في البرية المصرية ضد الدولة الدينية وضد استغلال الدين في السياسة والمصالح والفساد, ولهذا كانت مفأجاة من العيار الثقيل أن يحصل سيد القمني علي جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية.
لقد نزل الخبر مثل الصاعقة علي الإرهابيين والمتطرفين ودعاة الدولة الدينية ودراويش الوهابية والخومينية.
هذه التحركات والومضات المضيئة التي ذكرتها تستحق أن نفرح بها ونعمل من أجل صدور المزيد منها.