أصغر ضحايا منشية ناصر
توجهنا إلي منزل أصغر ضحايا الأحداث, حيث التقينا والد الشهيد شنودة عدلي 14 عاما قال: سمعنا الشباب يقف في مظاهرة سلمية من أجل كنيسة أطفيح وكانت الساعة الخامسة التي راح فيها نور عيني, فهو شقيق لأخ أكبر مريض بالوباء الكبدي, كنا نعمل في ورشة البلاستيك وطلبت منه أن يذهب للمنزل مع شقيقه وبالفعل ذهب الاثنان وعند عودتي للمنزل قال لي الشقيق الأكبر أن أخيه, خرج مع أصدقائه وبعدها بدقائق جاء تليفون لي يقول (ابنك مصاب في مستشفي القديس سمعان فذهبت ووجدت خاله والكل يبكي فوقعت علي الأرض وأنا أصرخ إحنا ناس غلابة, لا لنا في مظاهرات ولا سياسة, والواد عنده 14 سنة, لا ماسك رشاش ولا حاجة, علشان يضرب برصاص قناصة تخترق بطنه ونحن لا نعرف من المسئول عن دم أبننا).
إحنا صعايدة بتقاليدنا
أين المحاسبة؟!
التقينا مع والد الشهيد أشرف فوزي 25 عاما قال: ابني خرج في مظاهرة سلمية بجوار التبة وأثناء نزوله مع الشباب أصيب بطلقة وهو الأكبر علي أربع بنات وشقيق, ووضع زوجته سيء للغاية, نحن لأول مرة نتعرض لهذه الأعمال, فدائما المظاهرات يتم فضها دون خسائر في الأرواح, والغريب أنه لم يتم القبض علي أي من الجناة الذين قاموا بالهجوم علي المنطقة, من جميع الجهات فبعد الفوضي والنفلات الأمني أصبح كل شخص يحمل سلاحا ويهدد حياة المواطنين البلد تمر بحالة خطرة, وليس من العدل أن نهاجم في منازلنا من الآلاف من عدة مناطق, من القلعة والسيدة عائشة والإباجية والبساتين, وأن يتم استغلال أي شائعة للانقضاض علي الأقباط ونحن صعايدة من غير المعقول أن نخطف بنات كما أشيع.
طلقة خلف الرأس
قال شقيق الشهيد صبري خلف سليمان: شقيقي 29 عاما متزوج ولديه ابن كيرلس يبلغ عامين وزوجته تنتظر طفلا آخر وكان يعمل معي في الورشة وعند خروجنا قام بالتوجه إلي مدخل المنطقة مع ابني وأصيب فحمله ابني إلي مستشفي القديس سمعان, وتسبب هذا في إصابة ابني بحالة فزع وهيستريا بعد أن فقد عمه علي يده ووقتها لم نجد أطباء لعلاجه نظرا لأن المستشفي كانت مزدحمة بالمصابين ولم أجد أمامي سوي ابني يصرخ عمي مات وكان مصابا بطلقة خلف الرأي وبموته ساد منزلنا الحزن.
حسبي الله ونعم الوكيل
ذهبنا إلي منزل الشهيد مدحت محمد حسين 21 عاما وقتل بالمنطقة من قبل بلطجية السيدة عائشة – قال شقيقه إبراهيم: أثناء عودة شقيقي إلي المنزل الذي يقع في بداية المنطقة قتل علي يد أشخاص كانوا يهاجمون المنطقة, ولا أملك سوي أن أقول حسبي الله ونعم الوكيل.
من يروع البلطجية؟
قال شقيق سمعان لظمي ذكري 28 سنة متزوج ولديه أبانوب ومريم: أخي أثناء عودته من العمل خارج المنطقة أصيب برصاصة في الظهر, وأخري اخترقت القلب ولم نجد فائدة في إنقاذه ولم توجد أي سيارات إسعاف لنقل المصابين ومستشفي القديس سمعان إمكاناتها لا تسمح بإنقاذ الحالات الخطرة وكنا غير قادرين علي نقل المصابين نتيجة حصارنا من البلطجية, ولم نجد أي رد لردع البلطجية ومنعهم من الصعود لحرق منازلنا, فالجيش لم يتصد لهم بالشكل المطلوب حتي أنهم قاموا بقتل شخص مسلم كان معنا رغم أنه صرح لهم بأنه مسلم ولكن قاموا بذبحه.
أين محاسبة المحرضين والجناة
في منزل الشهيد مهني عزت 26 عاما كانت النساء في واجهة المنزل تستقبلن العزاء وتقابلنا مع شقيقه أدهم عزت قال: شقيقي يعمل بصناعة وفرز الورق ونحن خمسة أشقاء وكان موجود أمام المنزل وعندما سمع دوي طلقات الرصاص خرج لأعلي التبة لمتابعة الأوضاع فأصيب برصاص القناصة التي استقرت بالرقابة وأدت لقطع بالنخاع فخرجنا به للمستشفي الإيطالي وتوفي هناك.
أشار أدهم: أخي متزوج وله طفلتان نور 3 سنوات ومارينا سنتين وقمت بالإدلاء بأقوالي أمام النيابة ونحن لا نضع أي احتمال لصرف تعويضات فنحن لا نعامل مثل الآخرين فمازلنا كأقباط ليس لنا الحقوق الكاملة, فنحن لا نعرف لماذا يتم إطلاق الرصاص الحي علينا, وإذا كان الشباب خرج للتظاهر السلمي للدفاع عن كنيستنا فكيف يتم حرق منازلنا في وجود الجيش؟! وأين محاسبة المحرضين والجناة خاصة الذين قاموا بترويج شائعات أن الأقباط قاموا بخطف مسلمات قالوا أن الأقباط سوف يحرقون مساجد بالسيدة عائشة وهذا لم يحدث نهائيا.
نتعرض للهجوم وقطع أرزاقنا
التقينا روماني عزيز شقيق سمعان عزيز 22 عاما قال: نحن أربعة أشقاء وكان شقيقي يعمل معنا وبعدها قمنا بالخروج للمظاهرة للتعبير عن غضبنا لما حدث بأطفيح ثم جاءني اتصال من ابن العم بأن شقيقي أصيب بطلق ناري بالبطن فذهبنا به لمستشفي الأنجلو أمريكان وتم إجراء عملية له ولكن توفي بعدها.
أضاف: نحن نعاني مأساة في هذه المنطقة فهذه ليست أول مرة نهاجم فيها من منطقة السيدة عائشة, فعقب أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية قاموا بمهاجمتنا دون سبب فضلا عن مضايقة بناتنا أثناء ذهابهن للمدارس إضافة إلي ذلك نعاني من ظروفنا الاقتصادية السيئة وقطع أرزاقنا بعد ذبح الخنازير التي كانت مصدر رزقنا أصبح صعبا.
نعاني من مشكلات
توجهنا للقاء والد الشهيد مينا فارس مهني 18 عاما قال: ابني في السنة الأخيرة من الدبلوم الصناعي, ومع بدء المظاهرات خرج مينا مع أصدقائه بعد ما سمع خبر أن هناك أشخاصا يقومون بمهاجمة المنطقة بعد أن قام أشخاص ببث شائعات أن المسيحيين أشعلوا النيران بمسجد, وفوجئنا بالمعتدين من السيدة عائشة والقلعة وكانت هناك قناصة بالليزر توجه الضوء إلي الشخص ثم تصب بعدها الرصاصة في الجسم.
ثم قامت النيابة بمعاينة الوضع ولم يتم صرف تعويضات ومينا أصيب بطلق ناري في الظهر من قناصة وهي رصاصة لا تعطي الحياة لأي شخص تصيبه لأن الرصاصة تخترق جميع أجزاء الجسم.
أوضح شقيق الشهيد: نحن لا نجد أي خدمات ونعاني من مشكلات في مياه الشرب النقية والصرف الصحي ولا توجد مستشفيات أو نقطة شرطة ولا توجد نقطة إسعاف أو نقطة إطفاء.
وبناتنا تعاني الكثير من مضايقات المناطق الأخري أثناء نزولهم ويتعرضن لمضايقات مستمرة وبعد هذه الأحداث لم نسمح لهن بالذهاب للمدارس خوفا عليهن, وكثيراما طلبنا الاهتمام بالمنطقة من جانب المسئولين ولكن دون جدوي ولولا الكنيسة ما كنا نستطيع العيش لحظة في ظل هذه الظروف الصعبة, وأيضا السيدة يسرية لوزة التي تقوم بخدمات كبيرة بالمنطقة للمسلمين والأقباط وهي التي تقوم بمعالجة سكان المنطقة من فيروس سي علي نفقتها وتقوم بأخذ عينات بصفة مستمرة من السكان للاطمئنان عليهم وهذه الأعمال بعيدة كل البعد عن الدولة التي تتجاهلنا ودمرت أهم صناعة من صناعتنا بعد التخلص من الخنازير, وغير مسموح لنا بتربيته رغم أنه ثبت أنه ليس له علاقة بالفيروس المزعوم.
رصاصة قناصة!
التقينا والد الشهيد ياسر فنجري 26 عاما قال: كنت أستعد للاحتفال بخطوبة ابني قريبا ولكن كتب علينا ألا نفرح حيث جاءت طلقة الموت لتخرق جسده وتخترق الأحزان قلوبنا فابني كان الأكبر والعائل لنا, حيث إن إخوته مازالوا بالمرحلة الدراسية.
أضاف عم فنجري: نحن لم نستقبل من الحكومة والمسئولين سوي الاعتداءات والرصاص ونعاني من الفقر والمرض والإهمال فضلا عن هجوم البلطجية علينا أكثر من مرة دون معاقبتهم, واسأل هل أولادنا خطر لهذه الدرجة حتي يتم إطلاق الرصاص عليهم من خلال قناصة ونحن مصريين, وهل كل من يعبر عن حقه يطلق عليه الرصاص الحي؟.
عند ربنا
والد الشهيد ملاك رسمي قلادة عبر عن حزنه لوفاة ابنه البالغ من العمر والحاصل علي دبلوم صناعي: ابني متزوج ولديه طفلان يوستينا وآدم وكان السند لي في العمل نظرا لشيخوختي وألمي كبير لمأساة طفليه اللذين افتقدوا والدهما في هذا العمر المبكر وأتساءل من يعوضني عن ابني ومن يقوم بمساندتي ورعاية أطفاله.. الله يعينني.