لم يكن اهتمام وطني بقضية مراكز الشباب وليد السنوات الأخيرة, بل جاء مواكبا – منذ عقود – لممارسة الشباب للرياضة في هذه التجمعات وما صاحبها من مشكلات وإهمال رسمي من المسئولين.
في سبعينيات القرن الماضي كتب حسني الجبالي قائلا: إن مراكز الشباب قضية نعيشها جميعا.. ولم تجن منها الدولة حتي الآن نفعا لمن أقيمت خصيصا لهم وهم الشباب, فلم نسمع عن لاعب تخرج من أحد المراكز ليصبح بطلا عالميا, ولم نسمع عن لاعب أو رياضي احتضنه أحد مراكز الشباب بعد اعتزاله اللعبة للاستفادة بخبرته في التدريب أو الإشراف.
وتطرق إلي مثال يدلل علي الإهمال الحكومي لهذه المراكز, مشيرا إلي أنه في أحد مراكز الشباب لمتابعة لمنطقة شمال القاهرة كان يسند الإشراف لصاحب محل لإصلاح التليفزيونات لأنه قريب من مدير المركز حيث كان يعينه مدربا للفريق الكشفي في الشتاء ومشرفا علي اللوحات الخلفية في الصيف!!
من جانبه طالب بنيامين باسيلي -مؤسس باب الرياضة- بوضع التخطيط العلمي السليم لممارسة الرياضة علي جميع المستويات والأعمار, خاصة أن نسبة الشباب دون العشرين تصل إلي أكثر من 45% وكتب في التسعينيات بعنوان الرجوع إلي الصواب فضيلة إذا أردتم إصلاح الرياضة.. داعيا إلي ضرورة فصل الرياضة عن الشباب -مثلما كان الوضع سابقا- بأن يكون لكل منهما جهاز خاص لزيادة الاهتمام بالنشاطين كل علي حدة وهو ما تحقق فعلا منذ ثلاث سنوات وقال: الشباب يحتاج إلي رعاية مستمرة وإرشاد وتوجيه.. ويكفي المجلس الأعلي للشباب أو وزارة الشباب الاهتمام بمراكز الشباب والعمل علي انتشارها في الربوع والأزقة ليستفيد منها أكبر عدد من الشباب خاصة المحرومين من مزاولة أي نشاط رياضي,اجتماعي,ثقافي ترويحي, علي أن تجهز هذه المراكز تجهيزا شاملا لتكون البيت الثاني لكل شاب.
وبعنوان متي يتم حل مشاكل مراكز الشباب أوضحت وطني أنه رغم ما نسمعه من تصريحات باعتماد الملايين لدعم هذه المراكز وتطويرها إلا أن المشاكل لاتزال تطل برؤوسها كل يوم مهددة العديد من مراكز الشباب.
وطرح أمثلة عديدة لمعاناة مراكز الشباب وإهمال الجهات الرسمية والمحلية لها, ومنها قيام الإصلاح الزراعي ببيع مركز شباب قرية شدلات بمركز السنطة في محافظة الغربية, واتهام أحد مراكز الشباب في المحلة بسرقة التيار الكهربائي لعدم تركيب عداد كهرباء منذ إنشائه عام 1950!!, وطالب المسئولين بالتحرك لحل هذه المشاكل بدلا من أن يظل الشباب في واد والمسئولون في واد آخر, خاصة في ظل موجات التطرف والإرهاب وطوابير البطالة والفساد وتردي الأوضاع الاقتصادية مما يتحتم معه شغل أوقات الشباب والاستعانة بالخبراء والمسئولين والمثقفين للإرشاد والرعاية والتوجيه.