زارت لجنة برلمانية مشتركة شكلها مجلس الشعب كنيسة القديسين بالإسكندرية, وشاهدت موقع الانفجار وزارت المصابين والتقت ببعض شهود العيان وكهنة الكنيسة, والتعرف علي مجري سير الأحداث, وهو موقف مختلف تماما عما شهدته الإسكندرية قبل ست سنوات, حينما اعتدي أحد المواطنين علي بعض المسيحيين بالكنيسة وقام مجلس الشعب بتشكيل لجنة تقصي حقائق إلا أنها لم تزر الإسكندرية واعتمدت علي بعض التقارير التي تم إرسالها بالبريد, ولم تعلن حتي الآن نتائج هذه اللجنة.
نظرا لبشاعة الحادث الإرهابي ذهبت اللجنة علي الفور إلي الإسكندرية وهي مكونة من أمين راضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي, والمستشار انتصار نسيم رئيس لجنة حقوق الإنسان, ومديحة خطاب رئيس لجنة الصحة, والسيد الشريف رئيس لجنة الشئون الداخلية, وعمر هريدي وكيل لجنة حقوق الإنسان, وقامت اللجنة بسماع الأقوال وتدوينها ثم التوصل إلي بعض التوصيات لعرضها علي مجلس الشعب.
ومن أبرز التوصيات التي قدمتها اللجنة ووافق عليها مجلس الشعب سرعة ضبط الجناة من مرتكبي الحادث والمخططين له لتقديمهم إلي محاكمة عاجلة ينال فيها المجرمون جزاءهم الرادع العادل مع سرعة كشف مختلف جوانب هذه الجريمة الإرهابية, كذلك تقوية دور المدارس والمعاهد والكليات والجامعات في تربية النشء علي روح التسامح والإخاء والمحبة واحترام حرية العقيدة, وأيضا حل جميع القضايا العالقة التي يستثمرها الإرهابيون لبث الفرقة بين المسيحيين والمسلمين, وتعزيز وتطوير وتقوية الخطاب الديني سواء من الجانبين المسلم أو المسيحي في شأن ترسيخ روح التسامح والمحبة بين المصريين.
كما دعت اللجنة إلي تقوية وتطوير دور الإعلام بجميع صوره وأشكاله خاصة الصحافة في مقاومة التطرف والإرهاب والحث علي احترام حقوق المواطنة وحرية كل مواطن في ممارسة شعائر دينه وتقبل الرأي الآخر, وتقوية الوحدة الوطنية وترسيخها وإعلاء القيم والمبادئ السامية, وحث المؤسسات الدستورية ومنظمات المجتمع المدني علي تنظيم دورات تثقيفية لنشر ثقافة المواطنة والمساواة بين جميع المصريين في الحقوق والواجبات دون التفرقة أو التمييز بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة وأن الحرية الشخصية حق طبيعي وهي مصونة لا تمس وذلك علي النحو الذي كفله الدستور.
وبالرغم من وجود توصية للجنة بشأن زيادة تأمين الكنائس وزيادة الحراسة المخصصة لها بما يتناسب مع عدد مرتاديها, إلا أن أعضاء هذه اللجان رفضوا هذه التوصية حتي لا يكون ذلك اعترافا بأن الأمن كان مقصرا ولم يوفر الحماية الكافية للكنائس.
مجلس حقوق الإنسان
كما أرسل المجلس القومي لحقوق الإنسان لجنة تقصي حقائق مكونة من منير فخري عبدالنور, وابتسام حبيب, والدكتور نبيل حلمي, وجورجيت قلليني, من أجل التعرف عن قرب عما حدث.
وقالت ابتسام حبيب عضوة اللجنة لـوطني إن اللجنة قامت بزيارة عدد من كهنة الكنيسة وأعضاء المجلس الملي السكندري, وقيادات تنفيذية وشعبية بمحافظة الإسكندرية, وكذلك المصابين بالمستشفيات, والسماع لأقوال شهود العيان والتعرف علي التقارير الطبية الخاصة بالمصابين وغيرها من المعلومات, وعقب ذلك رفعت اللجنة توصياتها إلي المجلس حتي يتم مناقشتها في اجتماعه المقبل.
أوضحت ابتسام حبيب أن اللجنة طالبت بضرورة تطوير الخطاب الديني ومواجهة التطرف وتعزيز قيم التسامح والمواطنة, والعمل علي تدريس التربية الوطنية في جميع المراحل الدراسية وخاصة في المرحلة الابتدائية وتنقية المناهج التعليمية من جميع أشكال التمييز علي أساس الدين أو الجنس, كذلك مطالبة مجلس الشعب بالإسراع في مناقشة القانون الموحد لبناء وترميم دور العبادة, كذلك سرعة إقرار قانون تكافؤ الفرص وعدم التمييز.