كل سنة وأنت طيب.. نحن الآن في عز موسم الصيف والإجازات.. تري ماذا تفعل بها؟ قل لي كيف تقضي عطلتك أقول لك من أنت. فحضرتك يمكن أن تتعرف علي شخصيتك من خلال إجازتك!!
هناك من ينتهز فرصة عطلته ليأخذ إجازة من الدنيا كلها, وتجد حياته تنقلب رأسا علي عقب! يبدأ نهاره بعد الظهر!! فهو نائم طيلة الصباح!! وينشط عند المغرب, ويتألق مساء, وتذكرت أغنية عبدالوهاب رحمه الله: في الليل لما خلي!! وصاحبنا يحب السهر حتي قبيل مطلع الفجر! وإذا ذهبت إلي أشهر شواطئ الساحل الشمالي أقصد مارينا تجد الدنيا هيصة في الواحدة صباحا! وزحام وضجة لا تنقطع! وإذا سألت عن ذلك كانت الإجابة معروفة: لا تنسي يا أستاذ إن إحنا في الصيف! والإجازة بتحب المرح والفرفشة!! وهناك من ينسي حتي مبادئ الأخلاق! فلا يحرص علي المواظبة علي عبادة ربه كما يفعل عادة لأن الصيف له خصوصية مختلفة عن الخريف والشتاء والربيع.. إنه موسم الإجازات, وبالطبع هذا كلام فاضي لا أوافق عليه! ويزعجني خاصة هذا اللهو الذي يخرج به صاحبه عن كل الأخلاقيات, ويضرب بجميع التقاليد عرض الحائط.. فكل شيء بالمعقول.. معقول!
المصري الجميل الذي يعبر بحق عن أخلاق بلدنا له نظرة مختلفة ويريد الاستفادة من إجازته فلا يقضيها نائما أو في اللهو والعبث, تجده حريصا علي تنظيم وقته, ويعجبني فيه أنه إنسان متوازن ومحترم ويعطي لكل ذي حق حقه.. فالإجازة فرصة ليستريح ومفيش مانع من اللهو الجميل. والعطلة فرصة لإعطاء الثقافة جرعة زيادة, وكذلك الصداقات مع الناس وفي كل سلوكياته لا ينسي ربه, وهكذا يعود المصري الجميل من المصيف محترما كما كان قبله وكل إجازة وأنت طيب يا حبيبي.