خالص الاعتذار أقدمه إلي قراء جريدتي وطني حيث انقطعت عن الكتابة مدة طويلة زادت علي ثلاثة أشهر.
وإذا سألتني عن الأسباب التي دفعتني أن أقول لحضرتك أنا آسف كانت إجابتي أنني أؤمن بالمواطنة والوحدة الوطنية والعلاقات الحلوة بين المسلمين والأقباط بالفعل وتقديم واقع عملي وليس بالكلام المنمق وما أسهله! وأن تكون مصر علي قلب رجل واحد في مواجهة المتعصبين ودعاة الفتنة.
طيب إزاي؟ الإجابة من وجهة نظري: ابدأ بنفسك أنت أولا!
لذلك تجدني شديد الحرص علي الكتابة في جريدة وطني منذ أيام مؤسس الجريدة أنطون سيدهم, عليه ألف رحمة, وألف تحية واحترام وتقدير لزوجته العظيمة, أطال الله في عمرها وأولادها وعلي رأسهم صديفي يوسف سيدهم.
وكتابة واحد زيي في جريدة مثل وطني لها معني جميل, فهذه الصحيفة الواسعة الانتشار بين الأقباط خاصة وكاتب هذه السطور ينتمي إلي التيار الإسلامي وتحديدا إلي الإخوان المسلمين, وكتابتي في هذه المطبوعة الصحفية بالذات يدل علي إيمان حقيقي بالمواطنة سواء من جانبي أو من جانب أصحاب الجريدة… واحد من الإخوان يكتب في جريدة تعبر عن نبض الأقباط وتطرح أحلامهم ومشاكلهم… وياسلام لو مصر كلها عرفت هذه الروح… في هذه الحالة فقط سيظهر الوجه الحضاري لبلادنا وتنسحب المشاكل الطائفية لأنها لا تجد أرضا تنبت فيها.
وأخطر ما يهدد حياتنا أن يكون كل فريق في معسكر مضاد ويتربص بالطرف الآخر! وفي نقاية الصحفيين رفعنا شعار مفيش معسكرات وكلنا واحد, وأنشأنا صالون المواطنة بلجنة الحريات ويرأسه الباش مهندس يوسف سيدهم وقلبه النابض زميلة صحفية من وطني… شاطرة وعفريتة اسمها حنان فكري.
وكل ذلك توقف في الأشهر الأخيرة بسبب ظروف صحية طارئة حيث أجريت عملية جراحية, ولذلك أقول لك من جديد أنا آسف وصدق من قال: الصحة تاج علي رؤوس الأصحاء لا يراها إلا المرضي.