عند مشاهدتي لفيلمالشهيدان الصديقان بشاي وبطرس كانت مشاعري ملتهبة وحزينة وتسيطر علي ذهني صور شهداء نجع حمادي وكأن التاريخ يعيد نفسه خاصة وأن الفيلم يقدم سيرة شهيدين غير معروفين لكثيرين,مما يدل علي غني تاريخنا بسير الشهداء العطرة فالكنيسة القبطية هي كنيسة الشهداء بلا منازع.
وبالنسبة للقديسين الصديقين بشاي وبطرس اللذين ولدا من أبوين مسيحيين وهما أولاد خالة وتلقيا تربية مسيحية.. وقد صدرت من هذين الطفلين معجزات كثيرة منها أن عين الكاهن انفتحت بعدما نال علي يديه سر المعمودية وتنبأ بعدها الكاهن بأن هذا القديس وهو(بشاي) سوف يبشر باسم السيد المسيح وقد تربي بطرس معه بعدما تنيح أبواه وتربي الاثنان في حب الله ومخافته.ويذكر أن القديس بشاي وهو صغير قام بشفاء طفلة صغيرة وبعدها أسرع ليشكر قوة الله الشافية برغم صغر سنه وحكمته واتضاعه.
بعد نياحة والدي القديس بشاي أخذا يبشران باسم السيد المسيح وذلك جعلهما ينالان الكثير من العذابات علي يد الوالي إريانوس.ويذكر أن القديس بطرس قبل استشهاده كان يصلي ويطلب بلجاجة أن يري صديقه بشاي ليطمئن عليه,وفي تلك اللحظة أيضا كان القديس بشاي في السجن يصلي بحرارة ليري صديقه العزيز بطرس,فظهر له رب المجد في الزنزانة وقال له تعالي معي لتري أخاك بطرس.. وبالفعل اطمئنا علي بعضهما وبعدها طلب القديس بطرس من السياف أن يقطع رأسه ونال إكليل الشهادة علي يد إريانوس,وبعدها ببضعة أشهر استشهد القديس بشاي علي يد دقلديانوس,ووضع جسد القديسين في منزلهما بقريةبوهاوتظهر من جسميهما عجائب كثيرة حتي يومنا هذا.
وقد نقلت هذه السيرة السيناريست مريم ميشيل بمهارة واستطاعت أن تقدم حوارا سهلا وبسيطا ومتميزا.
وإن كان الإخراج في الفيلم بصفة عامة تقليديا وكلاسيكيا يخلو من أية تقنية حديثة وعلي الرغم من ذلك يحسب للمخرج وجيه زكريا عدم تقديمه لأي مشاهد دموية أثناء تعذيبهما مما يجعل الفيلم مقبولا لجميع الأعمار وخصوصا للأطفال.
قام بدور القديس بطرسشكري سيدهم وقام بدور القديس بشايشنودة فتحي اللذان لعبا الأدوار بشكل مقبول ولكنهما كانا في حاجة إلي مزيد من التدريب وصقل الموهبة لديهما.
أما الفنان القدير ماهر لبيب وهو ضيف شرف الفيلم فقد أدي دوره ببراعة ومهارة وسلاسة فائقة كعادته.
والفنان الجميل جميل برسوم اتسم أداؤه بالمهارة والصدق الفني وأيضا بهرنا الفنان عاصم سامي بأدائه للشخصية الشريرة علي غير العادة بالرغم من شكله الوقور والهادئ ولكنه جعلنا نصفق له بقلوبنا.
ويبقي أن نشجع عودة إنتاج الأفلام القبطية من جديد حتي نتعرف علي المزيد من تاريخنا وقصص القديسين المجهولين بالنسبة لنا.