بكل سرور وعرفان وفخر تلقيت هدية قيمة من الأستاذ الدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية عبارة عن باكورة إنتاج المكتبة من سلسلة إصدارات بعنوانسلسلة كراسات قبطية…
بكل سرور وعرفان وفخر تلقيت هدية قيمة من الأستاذ الدكتور خالد عزب رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية عبارة عن باكورة إنتاج المكتبة من سلسلة إصدارات بعنوانسلسلة كراسات قبطية… شملت الهدية العددين الأول والثاني من هذه السلسلة:الأول تحت عنوانمقدمة في علوم الدراسات القبطية تأليف الأستاذ الدكتور يوحنا نسيم يوسف أستاذ القبطيات بالجامعة الكاثوليكية بأستراليا,أما الثاني فجاء تحت عنوانماهية علوم القبطيات…مصطلحات وتعريفات من إعداد الأستاذة دعاء محمد بهي الدين سكرتير تحريرسلسلة كراسات قبطيةالتي بادرت بإصدارها المكتبة.
قبل أن أخوض في استعراض العددين اللذين تلقيتهما,وحتي أوفيهما حقهما كخطوة شجاعة من مكتبة الإسكندرية تضئ بهما شمعة نحو الدراسات القبطية,يحق لي أن أقول إن من عاصر وعايش جهود إحياء الدراسات القبطية في جامعاتنا المصرية ومعاهدنا المتخصصة خلال العقود الأربعة الماضية يعرف تمام المعرفة قيمة هذه المبادرة من جانب مكتبة الإسكندرية,لأنها وهي منارة للمعرفة والعلوم لم تقع أسيرة الأفكار الرجعية التي طالما حالت بين جامعاتنا المصرية وبين تأسيسها أقساما للتاريخ القبطي والدراسات القبطية واللغة القبطية….لم ترث المكتبة النظرة القاصرة السطحية التي سبق وأن غزت جامعاتنا وأدت إلي مقاومة الدراسات القبطية لا لشئ إلا لربطها بالديانة المسيحية في ظل نمو أفكار متعصبة مغلوط ترفض وتعرقل كل ماهو مسيحي الطابع…وبالرغم من أننا لا نستحي أبدا من عقيدتنا المسيحية إلا أننا أعيتنا الحيل في الدعوة لتأسيس الدراسات القبطية باعتبارها إرثا مصريا قبل أن تكون إرثا دينيا,لكن كل جهودنا أصيبت بالفشل وتكسرت علي صخور التعصب ولم تفلح إلا في إقناع الجامعة الأمريكية بالقاهرة في تأسيس كرسي للدراسات القبطية منذ نحو ثماني سنوات.
الآن جاءت مكتبة الإسكندرية لتكسر ذلك المانعالمسكوت عنه ولتضيء شمعة تبشر بأمل الخروج من نفق مظلم نحو تنوير المصريين عن جزء أصيل من تاريخهم…وحسنا عبر عن ذلك الأستاذ الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة في تقديمه لسلسلة الكراسات القبطية حيث كتب:…مكتبة الإسكندرية بهذه السلسلة الجديدة تضع لبنة وتؤسس لمرحلة جديدة تدفع بمزيد من الاهتمام العلمي بمجال حيوي وحقبة هامة من تاريخ وتراث مصر الثري عبر آلاف السنين,والتي لم تنل قدرا كافيا من الدراسة والبحث,ورغم أن التراث القبطي يزخر حضاريا وتاريخيا بإنتاج فكري وعلمي واجتماعي فريد إلا أن الكثير منه مازال قائما ومحفوظا في العادات والتقاليد والاحتفالات الدينية والموسيقي والشهور القبطية وغيرها من المظاهر التي يشترك فيها ويمارسها المصريون جميعا بصرف النظر عن انتماءاتهم العقائدية أو الثقافية…إن التراث عموما بكل طبقاته هو شأن وطني عام غير مرتبط بعقيدة دون غيرها والتراث القبطي-شأنه شأن الفرعوني والإسلامي-هو تراث أنتجه المصريون جميعا,وبالتالي فتسجيله وتوثيقه ونشره والحفاظ عليه هو واجب وطني تضطلع به المكتبة تأكيدا علي دورها ورسالتها في حفظ ذاكرة مصر الوطنية عبر العصور,كما أنه مهمة يضطلع بها كل من يؤرقه ماضي ومستقبل هذا البلد.
تعالوا معي في جولة بين جنبات العدد الأول من هذه السلسلة,وكما أسلفت هي تحت عنوانمقدمة في علوم الدراسات القبطيةللدكتور يوحنا نسيم يوسف أستاذ القبطيات بالجامعة الكاثوليكية بأستراليا,والذي عرض بشكل موجز لعدة محاور متصلة بالثقافة القبطية والتاريخ القبطي مع تعويض الإيجاز الذي تمليه طبيعة الكراسة بتسجيل تفصيلي قيم جدا لحشد من المراجع المرتبطة بالمحور المعروض…وجاءت المحاور المعروضة كما يلي:
00القبطيات كعلم وتشمل اللغة القبطية والرهبنة القبطية.
00تاريخ الأقباط:في العصر المبكر من القرن الأول حتي القرن السابع الميلادي.
00تاريخ الأقباط:مصر بعد الفتح العربي ويشمل الدولة الفاطمية-الدولة الأيوبيه-الدولة المملوكية-الدولة العثمانية.
00علم التاريخ القبطي والكنسي ويشمل التاريخ باللغتين القبطية والعربية…ويتضمن تاريخ البطاركة والمؤرخين-أقباطا ومسلمين-الذين أسهموا في هذا المجال.
00الأدب القبطي الذي كتب باللغة القبطية,وأدب الأقباط الذي كتب بلغة أخري غير القبطية,وذلك يتضمن أدب العصور الأولي,عصر أثناسيوس,عصر الأنبا شنودة,عصر مجمع خلقيدونية,عصر دميانوس,مابعد العصر العربي,الفترة الأخيرة.ذلك بالإضافة إلي من كتبوا في العصر الرسولي,وعصر الآباء المدافعين,والعصر الآبائي الذهبي.
00الطقوس الدينية وأهم مصادرها,والترتيب الطقسي:دراساته ونشره.
00اللغة القبطية ويشمل البدايات والأبجدية ولهجات مصر السفلي ومصر العليا ومصر الوسطي,ثم تاريخ الانتقال من اللغة القبطية إلي اللغة العربية وعلاقة اللغة القبطية باللهجة المصرية.
00الأدب العربي المسيحي ويشمل أدب القدماء ثم أدب الرواد في العصر الحديث.
00الأيقونات القبطية والفنون ويعرض لمراحل تطور الأيقونات,عصر محطمي الأيقونات,أيقونات القرون13, 14, 17, 18, 19 وصولا إلي الفن القبطي المعاصر.
**مخطوطات نجع حمادي وهي التي عثر عليها فلاح مصري مصادفة في موقع جبلي بجوار قرية القصر-مركز نجع حمادي بمحافظة قنا- في أربعينيات القرن الماضي,وهي في مجموعها مكونة من13كتابا من لفائف البردي وتعودي إلي القرن الرابع ومكتوبة باللغة القبطية-وتضم 52 كتابا تؤرخ للقرون الأول والثاني والثالث الميلادية.
يقول المؤلف وهو يقدم هذه الحصيلة الغزيرة من علوم الدراسات القبطية إنه أنما قام بإلقاء الضوء علي بعض جوانب الثقافة القبطية كتمهيد فقط وليس كحصر كامل,فلم يتناول بعض الحرف والإبداعات مثل أعمال الأخشاب والمعادن والنسيج والعاج,كما لم يتعرض للنصوص غير الأدبية علي البردي مثل العقود والإيصالات ولم يتكلم أيضا في الفنون سوي عن الأيقونات تاركا الرسوم الجدارية ورسوم المخطوطات جانبا,مفضلا التركيز علي الموضوعات التي لا تدرس في كليات الآثار لملء الفراغ واستكمال غير المدرك فيما تعلمه البعض.
شكرا لمكتبة الإسكندرية مبادرتها العظيمة…إنها حقا شمعة تضاف إلي شعلة التنوير التي ترفعها المكتبة.