3- ملاءة بطرس:
بينما كان بطرس علي السطح يصلي, كان ملاك الرب يظهر لكرنيليوس الأممي التقي, ليرشده إلي كلمة الخلاص, ويسوع المخلص!! وبينما كان خادما كرنيليوس في طريقهما إلي يافا لمقابلة بطرس, كان الرب ينزل ملاءة عظيمة مدلاه من السماء, تحمل كل الدواب الوحوش والزحافات والطيور, وصوت من السماء:قم يا بطرس, اذبح وكل(أع10:13, 11:7) ولما امتنع بطرس قائلا:كلا يارب, لأني لم آكل قط شيئا دنسا أو نجسا(أع 14, 10:13), قال الصوت:ما يطهره الله, لا تدنسه أنت(أع10:15)…وكان هذا علي ثلاث مرات(أع10) ولما وصل الخادمان والجندي قال الروح لبطرس:قم وانزل واذهب معهم غير مرتاب, لأني أنا قد أرسلتهم(أع10:20)…واستمرت قيادة السماء لبطرس حتي حل الروح علي كرنيليوس ومن كانوا معه, فعمدهم بطرس الرسول واثقا أن الإيمان المسيحي هو للأمم أيضا.
4-في الطريق إلي أورشليم:
كان الرسول بولس قد وضع قلبه أن يذهب إلي أورشليم, مقيدا بالروح(أع 20:22), وإذ به يسمع في صور إلحاحا من التلاميذ أن لا يصعد إلي أورشليم (أع21:4) ثم يأتي نبي من اليهودية اسمه أغابوس, الذيأخذ منطقة بولس وربط يدي نفسه ورجليه وقال: هذا يقوله الروح القدس, الذي له هذه المنطقة, هكذا سيربطه اليهود في أورشليم, ويسلمونه إلي أيدي الأمم(أع21:11), وللحال بدأ التلاميذ يلحون عليهأن لا يصعد إلي أورشليم(أع21:4, 21:12) ولكنه قال لهمماذا تفعلون؟ تبكون وتكسرون قلبي لأني مستعد ليس أن أربط فقط, بل أن أموت أيضا في أورشليم لأجل اسم الرب يسوع(أع21:13) فسكتوا قائلينلتكن مشيئة الرب(أع21:12-14).
نعم إن الروح قال إنه سيربط, ولكنه لم يقل له:لاتذهب. وهكذا في خضوع مثالي لمشيئة الله ذهب ليشهد ويستشهد من أجل اسم المسيح.
5-حتي في اختلاف الرأي:
كان الرسل تحت قيادة الروح حتي حينما كانوا يختلفون في الرأي, إذ كانوا يتسمعون صوت الله لحياتهم وهكذا صار الخلاف في الرأي سبب نمو في الخدمة فها هو بولس لا يستحسن أن يأخذ مرقس في الرحلة الطويلة. وها هو برنابا يخشي أن يبتعد مرقس عن العمل فيصحب بولس سيلا إلي رحلة طويلة, ويذهب برنابا مع مرقس إلي رحلة قصيرة. وصارت الرحلة رحلتين وأصبحت المجموعة مجموعتين. وازداد الثمر, وكثرت الكنائس,وشهد بولس فيما بعد: أحضر مرقس معكلأنه نافع لي في الخدمة(2تي 4:11)…وانطلق مارمرقس فيما بعد ليبشر مصرنا العزيزة, وشمال أفريقيا.
طوبي إذن لهذا الخلاف في الرأي, الذي جعل من مارمرقس عملاقا وكاروزا.
فليعطنا الرب طاعة حقيقية لإرشاد روح الله, المتكلم في القلب, والناطق علي لسان الأب الروحي, لأننا هكذا نتحرك في الاتجاه السليم.